د. عبدالكريم الوزان يكتب: ” ثلثين الولد عالخال “!!
راعني قبل أيام وقوع حادث في محافظة كركوك تمثل بقيام خال بخطف ابن أخته الطفل ( أيوب ) والذي لم يتجاوزالعاشرة من العمر ، وقتله بدم بارد بعد مطالبة والده بفدية مقدارها 200 مليون دينار!!. ياترى كيف يكون (ثلثين الولد عالخال) في ظل هكذا حالات يندى لها جبين الانسانية !؟. .
بلاشك فإن غزو العراق عام 2003 أدى الى كثير من الويلات والمحن ، منها تشقق نسيجه الاجتماعي الذي أفرز جرائم غريبة لم يكن يألفها العراقيون من قبل ، وهم المعروفين بالغيرة والنخوة والحمية وايتاء ذي القربى والأرحام ، والأخيرة من أعظم وسائل التقرب إلى الله ، الذين قال عز وجل فيهم (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ).
إن الاصلاح المرتقب لهذا الحال لايقتصر على تعبيد طرق وانشاء مشاريع بناء واقامة مصانع كبرى وزيادة معاشات شهرية ، بل يتعدى ذلك الى ماهو أهم وأعمق من خلال احداث تغيير استراتيجي جذري في السياسات والقوانين والمناهج والخطاب الاعلامي واعداد أجيال قادرة فكريا ونفسيا -وفق جدول زمني -على تغيير ماعلق بهم من أدران الاحتلال والساعين الى تجهيلهم.
وعن قصة هذا المثل فقد كتبت بتاريخ 1-3-2020 مقال بهذا العنوان ونشر في موقع الصدى نت ومواقع أخرى ، وذكرت أن هناك روايتين مختلفتين تُضربان له ، الأولى : كان هناك رجل متزوج من سيدتين وَلَدَتا في الوقت نفسه، فسمى الرجل الولد الأول أحمد والثاني محمد، وكانا شديدَي الشبه لكنهما مختلفان في الأخلاق والتربية ، وعندما كبرا أدخلهما والدهما إلى المدرسة سوياً ، فكان المعلم يظنهما توأماً.
وفي أحد الأيام طلب المدير أحمد بسبب كسله ورسوبه الدائم ، وصادف أن كان المعلم جالساً، فاستغرب وقال لماذا لا تكون مؤدباً مطيعاً شاطراً مثل أخيك محمد؟ فأجابه المدير إنه ليس شقيقه بل أخوه من أبيه، وإن والدته هي فلانة ابنة فلان، فأجابه المعلم: حقاً، إنه مشابه لأخلاق خاله فلان، وأصدر هذا القول: (ثلثا الولد على الخال) ومن يومها إلى الآن يُضرب هذا المثل عند تشبيه الولد بخاله.
أما الرواية الثانية فمختلفة تماماً، وتعود قصتها إلى ولد تربّى يتيماً ، وأراد أن يمتهن مهنة والده ، ولكنه كان يفشل ، وفي كل مهنة تقول له أمه : إنها كانت مهنة والده ، إلى أن أصيب بالخيبة ، فذهب لخاله للاستيضاح منه ، فقال له خاله : إن والده كان لصاً ، عندها طلب الولد من شقيق والدته أن يعلمه هذه الصنعة ، فأخذه خاله إلى نخلة وقال له: سوف نصعد ونسرق بيضة من بيض الحمام الموجودة في أعلى النخلة ، وبالفعل قام الخال بذلك ، وعندما نزلا من النخلة أراد الخال أن يريه البيضة التي قام بسرقتها فلم يجدها في جيبه ، فقال الولد: ما بك يا خالي؟ فأجابه : البيضة اختفت ، فقال الولد: يا خالي أثناء نزولك سرقت منك البيضة دون أن تشعر! فقال الخال: حسناً، فأنت حقاً ابن أختي ، ثلثا الولد على الخال (1).
1- بتصرف ، علي حمدان ، قصة المثل “ثلثين الولد للخال” ، النهار ، 11 تشرين الأول 2019