بعد مرور 15 عامًا على رحيله.. جيهان سلامة تلتقي بزوجها تاد في ساقية الصاوي

السيدة جيهان سلامة تلتقي بزوجها تاد في ساقية الصاوي

كتب – أيمن الشحات:

الفنان التشكيلى ناجى ميشيل والشهير بالفنان” تاد ” منذ ولادته في السادس والعشرين من شهر أغسطس عام 1946 حتى توفي في شهر مايو2007، والذي عاش بين مصر وسويسرا وفرنسا، حيث عمل رسامُ صحفىُ، بمجلة صباح الخير منذ العام 1966 وحتى وفاته كان منفرداً عن جيله.

فقد بلور مدرسة جديدة تتـــميز بفكاهة ذات مستوى جديد من الوعي السياسي والإجتماعي والإنحياز الوطني إلى جانب تقنية متقدمة تعكسها لوحاته التى لم تكن مجرد أبداعات بالحبر الأسود وبعض الألوان المائية أو مجرد رسوم صحفية رائعة تميزت ببساطتها وجمال تعبيرها ودقة اتقانها.

 ولكن هى لوحات عبرت عن تاريخ مصرى عريق بكل مراحلة وطبقات المجتمع بكل الوانه والطبيعة بكل مظاهر الجمال بها واللافت في أعماله إنحيازه الدائم إلى المرأة، معبراً عن قلقها وتوجساتها، مخترقاً عوالمها، متوغلاً في ما هو غير مرئي، مكتشفاً أكثر المناطق غموضاً وحساسية لديها ما بين مكامن الجمال وثنائيات وفخاخ، معتمداً على قدرة كبيرة من الدعابة والاستقبال والتأمل والاختزال.

وعاش الفنان تاد في القاهرة ما بين سويسرا، وباريس، وأقام عدة معارض خاصة بالقاهرة، ومدينة بازل بسويسرا، كما أشترك في عدة معارض جماعية في مصر، وحصل علي بعثة تبادل ثقافي بين الشونة والمركز المصري للتصميم وكريستوف ماريان ببازل سويسرا عام 1988 أخرج ونفذ أغلفة كتب عديدة للكتاب والشعراء والقصاصين.

ويوم 20 مايو الجاري تمر خمسة عشر عامًا على رحيل تاد، وقد أستعدت زوجته لاقامة معرضه الرابع عشر منذ رحيله، في ساقية الصاوى من الفترة من ١١مايو الجاري الي ١٩مايو الساعة 6 مساء.

وفاء زوجه

وما يجعلك تقف فخورا أن الفنان تاد لم يترك أعمالاً فنية خالدة فقط بل ترك زوجته السيدة جيهان سلامة زوجة لديها عزيمة وإرادة وأصرار علي عرض هذه الأعمال فقد تمكنت من إقامة 14 معرض بعد وفاته حيث تردد دائماً “ما زلت أجد “تاد” في مرسمه، كان ودوداً وحساساً، كان طفولي كمعنى اسمه تماماً، فكان يكتب لي يومياً خطابات لمواقف جمعتنا، ومازالت تلك الخطابات تعزيني بعد وفاته”.

وقد ضربت أروع الأمثلة فى الوفاء حيث قامت أول مرة بتجميعها لعدد من لوحاته وإعدادها للعرض باتيليه الإسكندرية برغم أن ذلك يحتاج وقتا طويلا، وقد حضر الافتتاح لفيف من عشاق الفن، وعدد من الفنانين وعلي رأسهم الفنان الكبير عصمت داوستاشي.

حب ترجمته اللوحات

وتؤكد السيدة الجميلة جيهان سلامة: عثرت بالمصادفة على صندوق ضخم مليء بكم كبير من اللوحات الكاملة دون إطار أو برواز، ومن حق تاد علينا أن نعرض هذه الأعمال الفنية الجادة، وأنا أتمنى من الدكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أن تأمر بتنظيم معرض لتاد يتجول فى محافظات مصر.. المدن والقرى.. ويكون بمثابة فكرة تشمل أشهر وأميز الفنانين التشكيليين على ان تتجول معارضهم أيضا أجواء بلادنا.

وتشير جيهان سلامة: منذ أن كان عمرها 12 عاماً أحبت زوجها الفنان التشكيلي الراحل ناجي ميشيل شنبو الشهير بـ”تاد”، ولمدة 20 عاماً أحبته من طرف واحد، تتابعه في حفلات الكنيسة، تراه أحياناً في منطقة مصر الجديدة حيث يسكنان، كانت هي ابنة التاجر الكبير التي توافد عليها الخُطاب إلا أنها كانت ترفضهم جميعاً في انتظار فارس أحلامها حتى تزوجها تاد في بدايات 1990.

نبض الشارع

وأضافت: “تاد” من رموز حركة الفن التشكيلي المعاصر في مصر، إذ عبر بريشته عن نبض الشارع المصري ومشكلاته على أغلفة مجلة “صباح الخير” وجريدة روز اليوسف، تاد من مواليد 1946، شارك بريشته في مؤسسة روزا اليوسف منذ عام 1966 وشارك لمدة 10 سنوات كاملة برسوماته المتميزة في باب “نادي القلوب الوحيدة”، ولمدة 20 عاماً رسم لوحات باب “أنا والحياة”، كما تميزت أعمال الفنان تاد عن غيره من الفنانين التشكيليين لكونها طاقة متراكمة فى الذاكرة البصرية ولصفائها النادر ولشفافيتها المستحيلة، والتلقائية المباشرة فى صياغة ومعالجة عالمه الإنسانى الذى أكتشفه فى البيئة الشعبية الحية والدافئة بعاداتها وتقاليدها.

الفنان لا يفنى

الفنان الراحل تاد وزوجته الجميلة جيهان سلامة

تقول جيهان سلامة: إن قصة حبها لتاد استمرت حتى بعد مماته فهو مازال حياً داخل قلبها، لذا فكرت في تنظيم معارض لعرض لوحاته، إيماناً منها بأن الفنان لا يفنى، حيث نظمت حتى الأن 14 معرضاً، كان أبرزهم معرض بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا، وبالتحديد عام 1991، كما أقيمت له معرض بمجمع الفنون بالزمالك، وكذلك عرضت أعماله فى قاعة الفنون التشكيلية بمركز النقد والإبداع بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقى، بالإضافة إلى معارض خارج مصر، لكن معرض أتيلية الإسكندرية كان مفاجأة بكل المقاييس حيث تم عرض مائة وستون عملا فنيا من القياسات الصغيرة، وهي رسومه كان متمكنا من “الرسم” الذي يعد أهم أركان الفنان المبدع، وساهم الفنان التشكيلى تاد في رسم مقدمات بعض الافلام، له كذلك مقتنيات بمتحف الفن المصري الحديث، ومقتنيات خاصة في مصر، العراق، سويسرا، امريكا، كندا، فرنسا، إنجلترا، النمسا، المانيا، اسبانيا.

وتشير أنها اختارت مناسباتها الخاصة كتوقيت لها، ففي عيد ميلاده أو زواجهما أو لقائهما الأول كانت تعرض اللوحات الخاصة بـ”تاد” خصوصاً تلك المُفعمة بمشاعره تجاهها.

وتضيف: “علاقتنا كانت مفعمة بالحياة لم أكن تلك الزوجة التي تحاصر زوجها، رعيت كونه فناناً لا يحب القيود، وراعى هو كوني أنثى لها من الدلال والحب ما لها”.

اسكتشات عدة مازالت تحتفظ بها سلامة في مرسم تاد الخاص تحتفظ بها كما تحتفظ بمتعلقاته الشخصية، أقلامه، فوطته، وحامل الرسم بجواره وحذائه.

وتردف سلامة : “ما زلت أجد “تاد” في مرسمه، كان ودوداً وحساساً، كان طفولي كمعنى اسمه تماماً، فكان يكتب لي يومياً خطابات لمواقف جمعتنا، ومازالت تلك الخطابات تعزيني بعد وفاته”.

لن أتوقف

كما لم تتوقف جيهان عن حب تاد ساعية لتذكير الجميع به وبأعماله على صفحتها بـ”فيسبوك” فهي أيضاً تنظم المعارض السنوية لإحياء ذكراه، ورغم أنها لا تحقق أرباحاً كبيرة من تلك المعارض إلا أنها تتبرع بجزء منها للجمعيات الخيرية والمستشفيات، إكراماً له.

وتتمنى سلامة أن تنجح قريباً في تنظيم معرض يحوي تجاربه في الحب معها ومع خطيبته الأوروبية، خصوصاً مرحلة وفاة والدته، والتي تصفها بمرحلة “الإنتاج” السخي لتاد.

وتُنهي “أتمنى أن أجد دعماً من وزارة الثقافة في تنظيم معرض يحوي لوحات تاد التي لم تنشر بعد وهي كثيرة ومازال بعضها في حاجة تنظيم معرض وهو ما سيتكلف مبلغاً كبيراً لا أقدر عليه، وأتمنى أن تجد تلك اللوحات النور”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى