شهباز شريف يصل إلى السعودية.. والنووي والمساعدات أبرز الملفات
وصل رئيس الوزراء الباكستاني “شهباز شريف” إلي السعودية في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه بعد سحب البرلمان الثقة من سلفه “عمران خان”.
وستتناول الزيارة ستستغرق يومين، عددا من الملفات أبرزها زيادة المساعدة السعودية لباكستان وخفض التوتر بين الجانبين خلال ولاية “عمران خان” التي بدأت فى 2018، إضافة إلى الملف النووي.
وفي أول تصريح له بعد وصوله للدولة الخليجية، أعرب “شريف” عن رغبة بلاده في أن تقوم الرياض بمضاعفة مساعداتها لإسلام آباد والتي تشمل تزويدها بنفط مدفوع الأجل.
يأتي ذلك في وقت يريد “شهباز شريف” مضاعفة الحصة السعودية من النفط الخام من 100 إلى 200 مليون دولار شهريا، بهدف تعويض النقص الحاد في المحروقات.
وإذا نجح رئيس الحكومة الباكستانية في إقناع القيادة السعودية بتلبية مطالبه فإن يكون ذلك حصل على ورقة اقتصادية تمكنه من تخفيض أسعار المحروقات في بلاده، التي ارتفعت بشكل كبير مؤخرا، في ظل حكومة سلفه، وتقليل الضغوط المتعلقة احتياطي العملة الأجنبية في البنك المركزي الباكستاني.
وتبلغ قيمة المساعدات النفطية السعودية إلى باكستان نحو 1.2 مليار دولار سنويا، ويسعى “شريف” لمضاعفتها إلى 2.4 مليارات دولار سنويا.
وقللت السعودية حصة باكستان النفطية خلال حكومة “عمران خان”، بعد نشوب خلافات سياسية بين الرياض وإسلام آباد تتعلق بملفات مختلفة، شملت التقارب الباكستاني مع كل من إيران وقطر وتركيا.
ودفعت الخلافات بين الرياض وإسلام آباد خلال حكومة “عمران خان”، إلي مطالبة الأولي الأخيرة باسترداد وديعة قد وضعتها المملكة في الخزانة الباكستانية تقدر بنحو 3 مليارات دولار .
وأدى الطلب السعودي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي، خاصة بعد انخفاض معدل احتياطي العملة الأجنبية في البنك المركزي الباكستاني، حيث سعت حكومة “عمران خان” إلى الحصول على تسهيلات إضافية من قبل صندوق النقد الدولي.
وفي غضون ذلك طالب البنك الدولي إسلام آباد، بضرورة رفع أسعار المحروقات بنسبة 30% في شهر أبريل/نيسان الجاري، لكن المعارضة تحركت لحجب الثقة عن حكومة “عمران خان” وأطاحت به كرئيس للوزراء.
وعلى صعيد آخر، قال الخبير الإستراتيجي “سايمون هندرسون” إن الزيارة تتزامن مع جمود مفاوضات غير المباشرة في فيينا بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي، وتزايد التحذيرات من اقتراب إيران للوصول إلى ما يسمي بـ”نقطة الاختراق” في تخصيب اليورانيوم حتى يكفيها لصنع رأس نووي.
وأضاف أنه من المتوقع أن تشمل زيارة “شريف” للسعودية عقد اجتماعات رفيعة المستوى، مع الزعيم الفعلي للمملكة “محمد بن سلمان” الذي سبق أن حذر فى 2018، قائلا: “إذا طورت إيران قنبلة نووية ، فسوف نحذو حذوها في أقرب وقت ممكن”.
وقال “هندرسون” إنه سيكون أمرا مفاجئا إذا لم يتم التوصل إلي تعاون نووي جديد بين إسلام والرياض خلال محادثات ولي “شريف” و”بن سلمان”.
وأشار إلي أن الوصول إلى التكنولوجيا النووية المدنية هو بالفعل أحد “طلبات” الرياض من إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”.
لكن بالنظر إلى توتر العلاقات بين الجانبين على خلفية أسعار النفط والحرب الروسية الأوكرانية، فمن المرجح أن يؤدي أي تعاون نووي عسكري سعودي-باكستاني مستقبلي إلى أزمة جديدة.