النيابة الكويتية تصدر أمرا بضبط وإحضار أحد شيوخ الاسرة الحاكمة
أصدرت النيابة العامة الكويتية قرار بجلب وإحضار الشيخ المعارض فهد سالم العلي، مؤكدة بأن الاستدعاء تم بناء على شكوى تقدم بها جهاز أمن الدولة بحقه.
وتشهد الكويت منذ عدة أشهر حالة من الاستنفار عقب الكشف عن عدة قضايا فساد وتبييض أموال دفعة واحدة في مدة زمنية قصيرة، منها قضايا عابرة للحدود، ومن ضمن المتهمين ببعضها شخصيات بارزة في البلاد.
تسريب تسجيلات أمن الدولة
وبدأت قضية “تسجيلات أمن الدولة” بنشر حساب مجهول مقاطع مصورة يعود تاريخها لعام 2018، تضمنت اتهامات لرجال أمن الدولة بالتجسس على حسابات مواطنين ونواب والتواطئ مع متهمي قضية “الصندوق السيادي الماليزي”.
وكشفت التحقيقات بشأن قضية تسريب “تسجيلات أمن الدولة”، عن تفاصيل جديدة ومثيرة، تشير إلى تورط بعض أعضاء الأسرة الحاكمة في القضية.
ونقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن مصادر مطلعة قولها حينها إن “وزير الداخلية الكويتي، أنس الصالح، أحال ملف التسريبات إلى النيابة العامة بعدما أظهرت التحقيقات التي أجرتها اللجنة الخاصة بوزارة الداخلية تورط 3 ضباط في أمن الدولة متهمين بالتسريب”.
«الراي» تكشف تفاصيل #تسريبات_أمن_الدولةHTTPS://T.CO/Z27ONZPWU9 PIC.TWITTER.COM/CXAB21HA0Y
— الراي (@ALRAIMEDIAGROUP) SEPTEMBER 6, 2020
ضابط اعترف بنسخ التسجيلات وسلمها للشيخ فهد سالم العلي
وأشارت المصادر إلى أن “النيابة بدأت التحقيق نهاية مع أحد الضباط المتهمين بعد تعافيه من انهيار عصبي كان استدعى نقله إلى مستشفى الطب النفسي لتلقي العلاج”. مبينة أن “المعلومات تشير إلى أن الضابط الذي يدعى (ن. ط) اعترف بأنه من قام بنسخ التسجيلات المسربة من داخل جهاز أمن الدولة ووضعها في فلاش ميموري بناء على طلب من أحد أبناء الأسرة الحاكمة المدعو (ف. س) الذي يعمل ضابطا في جهاز أمن الدولة”.
وأضافت المصادر أن “التحريات والتحقيقات كشفت أيضا أن الشيخ (ف.س) كان غادر البلاد إلى لندن بعد 3 أيام من تسلمه الفلاش ميموري الذي يحوي التسجيلات المسربة”، مشيرة إلى أنه “تم استدعاء (ف.س) أمس للتحقيق معه ومواجهته بأقوال الضابط والاستماع إلى إفادته”.
وأبدت المصادر “التخوف من أن تكون المجموعة نفسها تمكنت من تسريب وثائق أو تسجيلات أخرى لجهات غير معروفة”، مرجحة “احتمال تورط وزير سابق من أبناء الأسرة الحاكمة في عمليات تسريب التسجيلات ونشرها وتوزيعها”.
على إثر ذلك، أمرت وزارة الداخلية الكويتية بتشكيل لجنة تحقيق بالتسجيلات وإيقاف ضباط عن العمل، قبل أن تجري إحالة القضية إلى النيابة العامة بعد تدخل من نائب الأمير وولي العهد الشيخ، نواف الأحمد، وتعهده بمتابعة القضية.
من هو فهد سالم العلي؟
فهد سالم العلي هو نجل الشيخ سالم العلي الصباح، رئيس الحرس الوطني الكويتي. ترأس فهد الهيئة العامة للشؤون الزراعية والثروة السمكية منذ عام 2001 حتى عام 2006، العام الذي نشأ فيه نزاعٌ جديد في العائلة على الإمارة.
بعد وفاة الأمير جابر الأحمد الصباح في يناير (كانون الثاني) 2006، كانت صحة خليفته الشيخ سعد بن عبد الله لا تسمح له بالحكم، وخلق ذلك نزاعًا بين بعض الأطراف في العائلة، وظهر معارضون لتولي الشيخ صباح الأحمد رئيس الوزراء آنذاك، كان من بينهم الشيخ سالم العلي، والد الشيخ فهد. ولم يستمرّ النزاع طويلًا حتى أصبح الشيخ صباح أميرًا للبلاد في 29 يناير 2006.
فهد سالم العلي يترشح لمجلس الأمة
في الانتخابات التشريعية لعام 2006، رشَّح الشيخ فهد نفسه مع اثنين من العائلة الحاكمة، وأثار ترشحهم جدلًا دستوريًا عما إذا ما كان ممكنا لأحد أفراد العائلة المالكة الترشُّح للبرلمان. ورأى البعض أنّ ترشح هؤلاء في هذا الوقت انعكاس لانقساماتٍ داخلية تعيشها الأسرة الحاكمة، وبعد شهرٍ من تشكيل الحكومة، أقيل الشيخ فهد من إدارة وزارة الزراعة.
احتجاجاتٌ في الكويت.. واجتماعاتٌ في واشنطن
كما كان الشيخ فهد سالم العلي الصباح ممن ضمُّوا صوتهم لصوت الشارع الكويتي في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي 2011،من خلال أدواته الإعلامية، ووجد الشيخ المظاهرات فرصةً لترويج شخصه والمركز البحثي الذي أسسه، وانطلق بالتبشير بأفكاره من العاصمة الكويت حتى العاصمة واشنطن.
مع ازدياد غضب الشارع الكويتي، بدأ الشيخ فهد سالم العلي في توظيف شركات الضغط السياسي والعلاقات العامة في واشنطن، عن طريق “مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات”. وكشفت وثائق وزارة العدل الأمريكية عن ثلاثة عقود لمركز فهد السالم مع ثلاث جهات أمريكية.
كان الأول عقدًا مباشرًا مع شركة ليفانت السويس للاستشارات ، في يوم 18 فبراير 2011، وكانت هي الشركة الأساسية التي تُنسِّق جدول زيارة الشيخ إلى الولايات المتحدة.
ومن خلال شركة ليفانت، تعاقد الشيخ فهد مع شركة جراي لوفلر بعقدٍ فرعي في 23 فبراير 2011، لتنسق اجتماعات مع أعضاء في الكونجرس.
وجاء العقد الثالث مع شركة فليشمان هيلارد، مقابل الخدمات الإعلامية والبحثية اللازمة أثناء الرحلة، مثل تقديم تقارير ملخصة عن التطورات في الكويت والعالم، وتقديم تدريبات إعلامية، وخدمات لوجستية أخرى أثناء الرحلة.