جوازات سفر”مشبوهة” تعرقل استئناف الرحلات من مطار صنعاء للأردن
أعلنت الحكومة اليمنية صباح اليوم، عدم إعطاء تصريح لأولى الرحلات التجارية من مطار صنعاء المغلق منذ أكثر من 6 سنوات، بسبب عدم التزام مليشيا الحوثي بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية، متهمة المليشيا بمحاولة استغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها خارج البلاد بأسماء ووثائق مزورة.
وقالت الحكومة في بيان صباح الأحد، إنها بذلت ”جهودا للتنسيق مع الدول المستقبلة وحصلت على موافقة المملكة الأردنية لتسيير رحلة أسبوعيا على خط صنعاء – عمان- صنعاء، وبموجب ذلك صدرت التعليمات للخطوط الجوية اليمنية للبدء بإجراءات التشغيل وإطلاق أول رحلة يوم الأحد 24 أبريل“.
وأضاف البيان ”وللأسف قامت المليشيات الحوثية، وعبر مكتب اليمنية في صنعاء، بإغلاق كافة منافذ البيع للتذاكر، وحصرت الإصدار في مكتب اليمنية في صنعاء، وتم إصدار تذاكر لمسافرين يحملون جوازات سفر صادرة عن المليشيات“.
وقال البيان إنه ”حرصا من الحكومة على سلامة الإجراءات وعلى التزاماتها أمام المجتمع الدولي والدول المستقبلة، فقد طلبت عبر مكتب المبعوث الخاص ضرورة التزام الحوثيين بما تم الاتفاق عليه وتعديل قائمة المسافرين وإنزال أسماء الركاب الذين لا يحملون جوازات معترفا بها“.
وأوضحت الحكومة في بيانها، أنه نتيجة ”رفض وعرقلة المليشيات الحوثية، تم تأجيل الرحلة المجدولة في 24 أبريل حتى تتم العودة لالتزام المليشيات بما تم الاتفاق عليه“.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية، الأحد، عن تأجيل رحلتها الأولى، من مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أكثر من 6 سنوات، التي كان من المقرر إقلاعها صباح اليوم نحو العاصمة الأردنية عمّان، بسبب عدم تلقيها تصاريح حتى اللحظة.
وقالت الشركة اليمنية، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، إنها ”بدأت إجراءات حجز التذاكر للمسافرين على هذه الرحلة، كما أنها قامت بكامل استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء الدولي قادمةً من عمّان، وهذه الرحلة التي ستكون بادرة خير لنقل المرضى والمسافرين من صنعاء إلى عمّان“.
وحمّلت الحكومة اليمنية ”مليشيا الحوثي التابعة لإيران المسؤولية الكاملة عن تعثر تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمّان، والعودة، التي كان مقررا انطلاقها يوم الأحد 24 أبريل، جراء عدم التزامها بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية“.
وقال وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة اليمنية معمر الإرياني في تغريدة على تويتر، إن ”مليشيا الحوثي الإرهابية فرضت (60) راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة صادرة عنها، في ظل معلومات تؤكد تخطيطها لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة“.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ”بالضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية لوقف التلاعب بهذا الملف الإنساني، واتخاذ المواطنين في مناطق سيطرتها رهائن لجني مكاسب، دون اكتراث بأوضاعهم ومعاناتهم المتفاقمة، والتعجيل بإطلاق الرحلة تنفيذا لبنود إعلان التهدئة برعاية أممية“.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة في اليمن لمدة شهرين، الذي أعلنته الأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري، فتح مطار صنعاء الدولي، الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثيين، بشكل محدود، لاستقبال رحلتين تجاريتين في الأسبوع، إلى جانب الاتفاق على رفع الحوثيين حصارهم عن مدينة تعز، والسماح بتدفق المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم.
ومع اقتراب نهاية الشهر الأول من عمر الهدنة اليمنية، فإن مليشيات الحوثيين تواصل مماطلاتها في تنفيذ الاتفاق الذي ينصّ على فتح الممرات والمعابر الإنسانية، على الرغم من توقف الضربات الجوية لقوات التحالف العربي، وسماح الحكومة اليمنية بوصول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثيين.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد العليمي، قد كشف الثلاثاء الماضي، عن امتناع مليشيات الحوثيين عن تسمية ممثليها في اللجنة الخاصة بفتح المعابر في تعز.
واتهمت مليشيات الحوثيين، الأحد، دول التحالف العربي، ”برفض منح شركة الخطوط الجوية اليمنية، تصريح هبوط الرحلة التي كان من المقرر وصولها إلى مطار صنعاء الدولي اليوم“، وفقًا لما نقلته النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من وكالة الأنباء اليمنية سبأ، على لسان وكيل هيئة الطيران المدني، رائد طالب جبل.
وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، عن انطلاق أولى رحلات الخطوط الجوية اليمنية، بين صنعاء وعمّان، خلال الهدنة، اليوم الأحد، معربًا عن شكره لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية ”على تسهيل منح التصاريح لتشغيل الرحلات“.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال الخميس الماضي، إن فتح مطار صنعاء الأحد، أمام أولى الرحلات الجوية، يعدّ خطوة مهمة في تنفيذ الهدنة اليمنية.
وأكد في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، أن نجاح الرحلة الأولى عبر مطار صنعاء الدولي، ”يعتمد على التزام الأطراف بالتسهيلات المستمرة، وفقًا لاتفاق الهدنة“.