عاجل.. ننشر مقال الكاتب الصحفى حمدى رزق المحذوف من المصرى اليوم

 

فى فيلم “الناصر”، وفى مشهد المحاكمة الشهير، يخاطب صلاح الدين (أحمد مظهر) والى عكا الخائن (توفيق الدقن)، باتهامات كالسهام المصوبة تصيب القلب مباشرة.

وبتصرف من جانبنا: «فأصبح قلبك كمدينة بلا أسوار منذ نسيت الحب، كرهت بلدك ومصريتك فهان عليك أن تسلم مصر للأعداء.. ودفعه الطمع إلى أن يرتمى بين أحضان الإخوان ونسى تقاليد ولاد البلد».

انس “فيلم الناصر“، وانس والى عكا، وتوفيق الدقن مؤقتا، خلينا فى فيلم «إبراهيم المعلم» صاحب «دار الشروق»، بعد التسريب الوثائقى الأخير فى الحلقة (16) من (الاختيار 3).

فعلا، التاريخ لن يرحم أحدا.. والتسريب على وقته، حتى لا تشيه الأحكام وتلتبس المواقف، ويزعمون كذبا طهارة سياسية على طريقة البهلوان «أنا مش إخوان»!!.

والحكاية.. الله يرحمه مرسى، رئيس الإخوان، كان زرزور ومزرزر، ولما يزرزر يهلضم، وفى التسريب صدرت عنه برطمة وثائقية كاشفة فى الدراما، لحظة سقوط الأقنعة، يترجمها طيب الذكر صلاح جاهين فى أغنية «بانوا على أصلكم»، «دوروا وشكو عنى شوية كفايانى وشوش.. دا اكم من وش غدر بيا ولا ينكسفوش».

خذنى بعارى، زمان «المعلم» يعانى من ضغط دم مرتفع من تأثير الصدمة الوثائقية، التسريب فى الحوض، حدث رشح خلف بللا، المرحوم كشف المستور، فعلا اللى متغطى بالإخوان عريان!.

نقلا عن المرحوم، أقصد الزرزور، مندهشا: «أنا إبراهيم المعلم ده محيرنى بصراحة، يقعد يتصل بيا ويقعد يقولى إنتو بابا وإنتو ماما وإنتو أنور وجدى، وبعدين تبص تلاقى النهارده الكاريكاتير فى غاية السوء»!!.

زرزورة فضائحية بصراحة كاشفة، مرسى إذا تحدث فضح، لون من التجريس السياسى، وتجريس الإنسان يعنى التنديد به، والتصريح بعيوبه، وجرس يجرس تجريسا، ندد وشهر به وفضحه علنا.. فضيحة الإبل.

مرسى من قبره شرد المعلم، وصمه بالإخوانية، وهى تهمة أشبه بالنازية فى الحالة الألمانية.

زرزورة صغيورة من مأثورات الحارة المزنوقة، مستقاة من فيلم «دهب». الله يرحمه كان يتمتع بذاكرة سينمائية مذهلة، حافظ السيناريو والحوار بالشهقة، وتأثر بشدة بأداء «فيروز» فى مشهد الفراق الحزين وهى فى أحضان وحيد ألفونسو (أنور وجدى).. وإنت بابا وإنت ماما.

الإسقاط السياسى من أعلى يعقبه السقوط من حالق رأسا فى فالق سياسى، ساعتها تتمنى تنشق الأرض وتبلعك خجلا، مرسى يقول لمرشده المريع بديع: «إبراهيم المعلم يقعد يتصل ويقولى إنتو بابا وإنتو ماما وإنتو أنور وجدى…».

بالذمة فيه حد عاقل يكلم مهبوش، يتصل بمرسى وهو قاعد على الكرسى بكلام زى الأفلام.

عجبا، الإخوان يوما كانوا بابا وماما، وآخرتها أنور وجدى، فعلا آخرة خدمة الغز (المرشد) علقة!.

صدق القائل: تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس طول الوقت.. ومن مأثورات طيب الذكر عبدالمنعم مدبولى «كل شىء انكشفن وبان».

الزرزور مرسى بن العياط لو عاش أكثر من عمره كان فضح الكل كليلة، الواصلين المتواصلين المتصلين آناء الليل وأطراف النهار، كشف الأسماء هذه المرة وثائقى، من باع الثمين بلا ثمن واشترى الرخيص بأغلى ثمن.

للأسف، كانوا يختانون أنفسهم ولايزالون فى المضاجع الإخوانية، يحجون إلى مكتب الإرشاد بالليل والدنيا ضلمة!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى