بعد اقتحام الأقصى.. “القائمة العربية الموحدة” تهدد بإسقاط حكومة بينيت
الأمة – القدس المحتلة:
هدد عضو الكنيست الإسرائيلي مازن غنايم، بالاستقالة من الائتلاف الحاكم، على خلفية أعمال العنف التي تشهدها باحات المسجد الأقصى المبارك، منذ فجر الجمعة، وفق ما تتناقله وسائل الإعلام العبرية.
وينتمي غنايم لـ ”القائمة العربية الموحدة“ والتي يتزعمها النائب منصور عباس، والمحسوبة على الحركة الإسلامية في إسرائيل، ويمثلها 4 نواب في الكنيست، ويعد دعمها للائتلاف الحاكم سببًا في بقائه.
ونقل موقع ”واللا“ الإخباري العبري، مساء أمس الجمعة، عن غنايم، أنه ”في حال لم تتوقف ممارسات قوات الأمن الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك على الفور، فأنا أرى نفسي خارج الائتلاف“.
وأضاف، بحسب ما أورده الموقع أن ”حكومة تتبع هذا النهج لا حق لها في البقاء“.
وجرح أكثر من 150 فلسطينيًا، الجمعة، في صدامات بين متظاهرين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس، ضمن أول مواجهات من نوعها منذ بدء شهر رمضان، فيما تقول الشرطة الإسرائيلية إن ”عشرات من الشبان الملثمين أشعلوا مقذوفات، وألقوا حجارة باتجاه حائط المبكى“.
وعقب هذه التطورات، أشار موقع ”سروغيم“ الإخباري العبري، إلى أن الأحداث الحالية تعمق من الأزمات التي تضرب الائتلاف، ورأت أن تهديد غنايم لرئيس الوزراء نفتالي بينيت بالاستقالة ”يعني أنه في حال تحقق، سيتحول الائتلاف إلى أقلية، الأمر الذي سيؤدي إلى إسقاط الحكومة“.
ونقل الموقع عن غنايم، موجهًا حديثه إلى بينيت: ”أطالبك بالعمل على الفور من أجل تهدئة الأجواء، من أجل تمكين أصحاب جميع الديانات من الاحتفال بهدوء وسكينة“.
وفي وقت سابق، من يوم أمس الجمعة، قال زعيم ”القائمة العربية الموحدة“ منصور عباس، إن المسجد الأقصى ”خط أحمر بالنسبة لنا“.
ونقل عنه موقع ”سروغيم“ أن مواصلة المساس بالمسجد الأقصى يعد خط أحمر. كما وجه رسالة تهديد لزعماء الأحزاب الائتلافية، وقال: ”حتى لو كان الأمر يتعلق باستقرار الائتلاف، لا توجد اعتبارات سياسية طالما يجري الحديث عن المسجد الأقصى“.
ونوه موقع ”نيوز وان“ العبري بدوره، إلى أن تهديدات عباس ”تعني أن الائتلاف أمام خطر التفكك“، بعد أن أكد زعيم ”القائمة العربية الموحدة“ أن المسجد الأقصى خط أحمر، حتى ولو كان الأمر على حساب استقرار الائتلاف.
وتلقف زعيم كتلة ”الصهيونية الدينية“ المعارضة، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش تلك التصريحات الصادرة عن ”القائمة العربية الموحدة“، واتهم بينيت بتشكيل خطورة على أمن البلاد لو أذعن للنواب العرب.
ونقلت وسائل إعلام عبرية تصريحات منسوبة لزعيم ”الصهيونية الدينية“، أنه ”لو خضع بينيت للمطالب (الوقحة) من جانب مازن غنايم، وسحب قوات الشرطة الإسرائيلية من جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) سيكون من الواضح مجددًا أن بينيت مستعد للمخاطرة بإسرائيل، وترك المجال للحركة الإسلامية لكي تكون رئيس الحكومة الفعلي“.
وتأتي تلك التطورات بعد أن شهد، الأسبوع الماضي، حملات مكثفة من قبل حركة يهودية متطرفة تحمل اسم ”عائدون إلى الجبل“ قامت بتوزيع منشورات، وترويجها بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو اليهود إلى التوجه إلى ساحات الأقصى من أجل تقديم قرابين الفصح اليهودي، وتتعهد بمنحهم جائزة مالية.
وحاول وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد، رئيس الوزراء المناوب، تخفيف حدة التوترات الحالية، وكتب عبر حسابه على تويتر بالعربية ”تكفل إسرائيل حرية العبادة لأبناء جميع الديانات في (اورشليم القدس)، وهدفنا هو أداء الجميع لصلاته في هدوء بشهر رمضان. أعمال الشغب التي حلت، صباح اليوم، في الحرم القدسي هي عمل لا يغتفر ويتعارض مع روح الأديان التي نؤمن بها“.
كما قال في تغريده أخرى بالعربية: ”تشير الصلة بين عيد الفصح، ورمضان، وعيد القيامة، إلى العوامل المشتركة بيننا، ويجب في هذا الإطار ألا نسمح لأي شخص بتحويل هذه العوامل لتكون منبرًا للكراهية، والتحريض والعنف“.
وفي المجمل، تأتي تلك التطورات في وقت يواجه فيه الائتلاف أزمة عميقة، عقب استقالة النائبة عيديت سليمان، رئيسة الكتلة البرلمانية للائتلاف، ما تسبب بتعادل عدد نواب الائتلاف مع المعارضة، وفقدانه الأغلبية بواقع 60 نائبًا لكل منهما.
وتكفي استقالة نائب ائتلافي واحد إضافي ليتحول هذا الائتلاف إلى أقلية بدلًا من موقف التعادل القائم حاليًا، ما يعني حتمية تفككه.