الأكراد يحاصرون أحياء خاضعة للحكومة السورية شمال شرق البلاد
رويترز – دمشق:
قال مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية ومن الحكومة السورية إن القوات التي يقودها أكراد وتدعمها الولايات المتحدة تضيق الخناق على أحياء خاضعة لسيطرة الحكومة السورية في مدينتين يسيطر عليهما الأكراد، في شمال شرق البلاد.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها سيطرت على نحو عشرة مكاتب حكومية، من بينها ما يختص بالتمويل المحلي وبالحبوب وبالتعليم بمنطقة في قلب مدينة القامشلي.
كما منعت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم جماعات مسلحة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، لليوم السادس على التوالي دخول القمح والوقود لمنطقة أخرى في مدينة الحسكة تخضع لسيطرة القوات الحكومية السورية.
وأغلب أحياء أكبر مدينتين في شمال شرق سوريا تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ أن سلمت قوات سورية السيطرة عليها للأكراد، في أوائل الحرب الدائرة منذ نحو 11 عاما لقتال جماعات معارضة مسلحة كانت تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال شاهدان إن قوات سوريا الديمقراطية أغلقت أيضا طريقا سريعا يؤدي لمطار القامشلي الذي تديره الحكومة السورية.
وألقت القوات التي يقودها الأكراد بمسؤولية الأزمة على دمشق لمحاصرتها حي الشيخ مقصود الذي تقطنه أغلبية كردية في مدينة حلب شمال البلاد منذ بداية الشهر، ويعيش في المنطقة ما يزيد على 200 ألف، أغلبهم أكراد.
وأخفقت محادثات بوساطة روسية، يوم الثلاثاء، في نزع فتيل الأزمة، إذ أصرت وحدات حماية الشعب الكردية على أن يرفع الجيش السوري القيود التي منعت شاحنات تحمل الأغذية والطحين إلى الجيب الواقع في حلب أولا.
وقال محمد عبدالستار إبراهيم، وهو محلل سياسي سوري على تواصل مع مسؤولين أكراد، إن ”النظام السوري من فترة طويلة يقنن المواد الأساسية والغذائية، وفي الآونة الأخيرة فرض حصارا على الشيخ مقصود كورقة ضغط للحصول على تنازلات سياسية من قسد“، في إشارة للاسم المختصر لقوات سوريا الديمقراطية.
وعززت القوات الروسية من وجودها العسكري في المنطقة التي ينتج فيها أغلب النفط والقمح السوري، بعد أن دفعت تهديدات تركية وحدات حماية الشعب الكردية لطلب المساعدة من روسيا لتعزيز الجبهات الأمامية مع جماعات مسلحة مدعومة من تركيا.
واتهم مسؤولون سوريون قوات سوريا الديمقراطية بتجويع السكان، وقال غسان خليل محافظ الحسكة لوسائل إعلام رسمية: ”قسد تمنع دخول الطحين والمواد الغذائية والمحروقات التي تشغل المخابز، وهذا الأمر يؤرق المواطنين في المحافظة ويزيد الضغوط عليهم في هذه الظروف الصعبة“.
واستمرت علاقة تحالف تكتيكي بين وحدات حماية الشعب الكردية والسلطات السورية على مدى سنوات، كما ربطتهما صلات تجارية مربحة تتعلق بالنفط.
واتهم الأسد وحدات حماية الشعب الكردية على مدى العامين المنصرمين بالخيانة وبمساعدة واشنطن على وضع يدها على إنتاج النفط والقمح السوريين، كما تتهم سوريا الأكراد بإضمار طموحات انفصالية، وهو ما تنفيه وحدات حماية الشعب.