انقسام الكنيست.. هل تشهد إسرائيل الانتخابات الخامسة في 3 سنوات؟

تتصاعد التوقعات بفوضى سياسية في إسرائيل مع انشقاق عضو الكنيست “إيديت سليمان” عن الائتلاف الحاكم، فيما وبدأ السياسيون التخطيط لخطواتهم التالية.

وأصدرت “إيديت”، التي تنتمي إلى حزب “يمينا” اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء “نفتالي بينيت”، إعلانا غير متوقع صباح الأربعاء، يتضمن استقالتها من الائتلاف بدعوى عدم تحملها الإضرار بالهوية اليهودية “لدولة إسرائيل”، في إشارة إلى خلاف حول السماح للطعام الذي يخالف الشريعة اليهودية بالدخول إلى المستشفيات خلال عيد الفصح.

وقالت: “حان الوقت لتشكيل حكومة قومية يهودية صهيونية”، واعتبرت أن “بينيت لا يعبر عن القيم التي تم انتخابنا من أجلها”.

ومع استقالة “إيديت”، يفقد الائتلاف الحاكم الأغلبية حيث أصبح الكنيست مقسم بالتساوي بين المعارضة والحكومة (60-60). ويبدو أن الجولة الخامسة من الانتخابات في غضون 3 أعوام أصبحت مرجحة، بالرغم أن هناك دائما احتمال أن القائمة المشتركة، الموجودة حاليا في المعارضة، قد تساعد الحكومة في الاستمرار لإبعاد القوميين اليهود من اليمين المتطرف عن السلطة.

ويعتقد المحلل الإسرائيلي المخضرم “ميرون رابوبورت” أننا نرى “بداية النهاية”، وقال لموقع “ميدل إيست آي”: “ستسقط الحكومة في غضون بضعة أشهر”.

وفي الوقت الحالي، من المتوقع ألا يتغير الكثير فورا. وتقترب عطلة الكنيست لمدة شهر بمناسبة عيد الفصح، ونظريا يمكن للحكومة أن تستمر دون أغلبية حتى مارس/آذار 2023، عندما يلزم إقرار ميزانية جديدة.

لكن الضغط يتزايد، حيث بدأت تطفو على السطح التناقضات الداخلية في الحكومة التي تضم الفصائل اليمينية المتطرفة والعلمانيين اليساريين والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

ويقول “رابوبورت” إن “لليمين الإسرائيلي تاريخ في عرض تقاسم السلطة مع اليسار قبل أن يجد صعوبة بالغة في الاستمرار ويتراجع عن الوعود السابقة. ولا يمكن الوثوق بأي شيء يقوله اليمين السياسي. هم يريدون أن يكونوا في السلطة لكنهم غير قادرين على تنفيذ أي وعود يقطعونها”.

في غضون ذلك، لم يتمكن حزبا الائتلاف اليساريان، “العمل” و”ميرتس”، من إحراز تقدم في المسائل التي لها أهمية على المستوى الوطني مثل المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، أو التفاوض مع الفلسطينيين. وبدلا من ذلك، يقول “رابوبورت” إنهم تفرغوا للقتال من أجل قضايا علمانية تسببت في خلافات مع شركائهم في التحالف اليميني.

كل العيون على القائمة المشتركة
وتقول “زهافا غلئون”، التي قادت حزب “ميرتس” في الفترة من 2012 إلى 2018، إن وزير الصحة “نيتسان هورويتز”، وهو عضو في الحزب، لم يكن أمامه خيار سوى تنفيذ قرار المحكمة العليا بشأن الخبز في المستشفيات، لذلك لا ينبغي أن يتحمل اللوم في انشقاق “إيديت”.

ومع ظهور تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء السابق “بنيامين نتنياهو” استدرج “إيديت” إلى حزب الليكود ووعدها بمنصب بارز، قد تكون مسألة الخبز المخمّر أقل أهمية مما تبدو عليه. ومع ذلك، تقر “غلئون” بأن “ميرتس” ركز على القضايا الاجتماعية بدلا من السياسات المهمة، قائلة إن هذا هو الثمن الذي قرر الحزب دفعه للإطاحة بـ “نتنياهو” من السلطة.

وكما تقول، فإن مسألة تشكيل حكومة بدون “نتنياهو” دفعتهم إلى تنحية القضايا السياسية جانبا والتركيز على الحقوق المدنية. وأضافت: “هذا صعب بالنسبة لي، لكنهم قرروا القيام بذلك مؤقتا لمحاولة إبقاء (بيبي) وسموتريش وبن غفير خارج الحكومة”.

ويتحول السؤال الآن إلى ما إذا كان “بينيت” وشريكه في الائتلاف “يائير لابيد” (كان من المقرر أن يتبادلا رئاسة الوزراء في أغسطس/آب 2023) يمكنهما إقناع أي نواب جدد بالانتقال إلى تكتلهم، أو ما إذا كان يمينيون آخرون سينشقون أيضا.

وبطبيعة الحال، ستركز الحكومة على النواب من القائمة المشتركة، وهو حزب يمثل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، والذين يعتقدون على الأرجح أن حكومة يمينية ملتزمة ببناء المستوطنات وضم الضفة الغربية بقيادة “نتنياهو”، هي احتمال مخيف أكثر من تحالف “بينيت” و”لابيد”.

لكن “غالئون” قالت إن جهود “ميرتس”، الحزب الأقرب من حيث النظرة إلى القائمة المشتركة، لمغازلة نواب الأخيرة لن تكون مجدية. ومن الواضح أن القائمة المشتركة تريد إسقاط الحكومة.

المزيد من الدراما القادمة

وأمام هذه التطورات المفاجئة، تسود حالة من عدم اليقين في المشهد السياسي الإسرائيلي، وهناك العديد من السيناريوهات المفتوحة والممكنة.

وقال “أيمن عودة”، وهو قيادي بارز في القائمة المشتركة، لصحيفة “هآرتس”، في وقت سابق: “لن نكون شريان حياة بينيت وشاكيد. هذه حكومة سيئة.. لا يمكننا أن نكون جزءا منها”.

وتوقع أحد أعضاءالكنيست، الذي تحدث لموقع “ميدل إيست آي” شريطة عدم الكشف عن هويته، المزيد من الدراما مؤكدا أن التمزق داخل “يمينا” كان متوقعا.

وتابع: “أعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الانقسامات في الحكومة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انتخابات”، مشيرا إلى أن حزب “بيني جانتس” (أزرق وأبيض) قد يكون أول من يتخذ خطوة.

وأضاف: “يمكن لجانتس أن يفاجئنا ويصنع ائتلافه الخاص، إنه خيار ممكن. لا شيء مؤكد في هذه اللحظة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى