اليمن يسقط رهانات إيران.. إنهاء الحرب أصبح مسألة وقت

عهد جديد لليمن بقيادة مجلس القيادة الرئاسي يسقط رهانات إيران في إطالة أمد الحرب ويعمل على استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية.

يأتي ذلك تتويجا للمشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي وكمرحلة جديدة لانتقال البلاد من الحرب إلى السلم، لكن ذلك مرهون بقبول مليشيات الحوثي لخارطة السلام المقبلة.

وفوض عبدربه منصور هادي، الذي تم انتخابه 2012 رئيسا للبلاد، مجلس القيادة الجديد المؤلف من رئيس و7 أعضاء آخرين بكامل صلاحياته وصلاحيات نائب الرئيس وذلك طبقا للدستور اليمني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أحد أهم 3 مرجعيات دولية للشرعية.

وعيّن هادي، فجر الخميس، رشاد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي وعضوية كل من “سلطان العرادة، طارق صالح، عبدالرحمن المحرمي، عبدالله العليمي، عثمان مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج البحسني”، بدرجة نائب.

كما أعلن عن تشكيل “هيئة تشاور ومصالحة” تضم 50 عضوا مساندة للمجلس وفريقا قانونيا وفريقا اقتصاديا مع استمرار ولاية البرلمان وتجديد الثقة لحكومة الكفاءات.

وبحسب بيان الرئاسة اليمنية، فإن صلاحيات المجلس الرئاسي تشمل “‏إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية واعتماد سياسة خارجية متوازنة بما يحفظ سياسة الدولة وحدودها”.

كما منح مجلس القيادة الرئاسي صلاحيات “تيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها طوال المرحلة الانتقالية واعتماد السياسات اللازمة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية وتعزيز المساواة بين المواطنين في كافة الحقوق والواجبات وتحقيق الشراكة الواسعة”.

كذلك أعطى مجلس القيادة الرئاسي صلاحيات “تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها أن تمنع حدوث أي مواجهات مسلحة في كافة أنحاء الجمهورية، وتهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون، وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة، ووضع عقيدة وطنية لمنتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، وأي مهام يراها المجلس لتعزيز الاستقرار والأمن”.

أما الصلاحيات الخاصة برئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، فشملت “القيادة العليا للقوات المسلحة، وتمثيل الجمهورية في الداخل والخارج، وتعيين محافظي المحافظات ومدراء الأمن وقضاة المحكمة العليا ومحافظ البنك المركزي، وإنشاء البعثات الدبلوماسية، وإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة”.

إسقاط الرهانات
يسقط تشكيل مجلس القيادة الرئاسي أطماع النظام الإيراني الذي راهن على إطالة أمد الحرب عبر وكلائه الحوثيين والذين لطالما رفضوا أي تسويات سلمية، محاولين البحث عن شرعنة لحربهم المدمرة.

ووفقا لرئيس تحالف قبائل اليمن السعيد العميد فيصل الشعوري فإن الإعلان عن المجلس الرئاسي مكتمل الصلاحية خطوة صحيحة وفي مسارها الصحيح، كما تعد نقلة نوعية في سبيل إخراج اليمن من حلبة الصراع والحرب والدمار إلى أفق التوافق والسلام والوئام والمحبة.

وأكد الشعوري أن “الشعب اليمني انتظر طويلا هذه اللحظة على أحر من الجمر، إذ تعد لحظة تاريخية وفارقة في تاريخ اليمن الحديث”.

وفيما أعرب المسؤول العسكري عن أمنياته بنجاح مجلس القيادة الرئاسي في مهامه المستقبلية وتحقيق تطلعات الشعب وكل أحرار اليمن، أشار إلى دخول اليمن مرحلة جديدة برجالها وطموحاتها وتطلعاتها وتحدياتها بما فيه إجهاض المشروع الإيراني الذي راهن على تحويل اليمن معسكرا لتهديد الجوار.

ونبه إلى أن هادي بعد أن سلم صلاحيته لقيادة المجلس الرئاسي سوف يظل رئيسا فخريا، وهي خطوة وإن تأخرت إلا أنها أكدت تغليبه للمصلحة العامة للوطن.

إشراك القيادات الفاعلة
وجاء تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي سوف يتولى المفاوضات مع مليشيات الحوثي بعد تنازل الرئيس هادي عن صلاحياته رغبة في إشراك القيادات الفاعلة في إدارة الدولة في هذه المرحلة الانتقالية، وتأكيداً على الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه”، طبقا لإعلان الرئاسة اليمنية.

كما جاء فيه أنه يستشعر المسؤولية “التاريخية والوطنية والإنسانية في الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن في كافة أراضيه، ومواجهة للأزمات الإنسانية والسياسية التي نتجت عن الحروب بين أبناء شعبنا، ولتجاوز الصعوبات والعراقيل التي وضعت أمام تحقيق شعبنا في بناء يمن جديد، والمحافظة على النسيج الاجتماعي ووقف نزيف الدماء، وتضميداً للجراح”.

ويشكل الإعلان “جوهر مخرجات الحوار الوطني الشامل 2014، كما يجسد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، في بناء دولة مدنية تحقق الشراكة الواسعة والتوزيع العادل للثروات، وتحمي الجميع، وتحقيق سلام شامل ودائم، وحفظ أمن المواطنين كافة واستقرار أمن الوطن وسلامة أراضيه، واستكمالاً لمهام المرحلة الانتقالية وتنفيذاً لتوافقات الشعب اليمني”.

وأرجع السياسي اليمني كامل الخوداني تشكيل مجلس قيادة رئاسي إلى أنه تتويج لمشاورات الرياض، قائلا: “لم تكن مشاورات فاشلة بلا جدوى كما كان يروج البعض، بل كانت مشاورات لتحديد مستقبل وطن”.

وكتب الخوداني على حسابه في “تويتر” : “الآن وقد أصبح الجميع شركاء بالقرار والمصير.. وأصبح الجميع تحت مظلة واحدة وعلى طاولة واحدة فلا عذر لديكم من استعادة وطننا ومنازلنا وثوابتنا وقيمنا وعروبتنا وهويتنا، العهد الذي بيننا وبينكم صنعاء، وهي من تحدد فشلكم أو نجاحكم”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى