معاقبة شاعر عراقي احتسى خمراً خلال إلقاء قصيدة

تداول مثقفون وشعراء وصحافيون مقطعاً مصوّراً بثته منصات “الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق”، ظهر فيه الشاعر الشاب سرمد سليم حاملاً قنينة خمر ارتشف منها خلال إلقاء قصيدة له، معتبراً نفسه “آخر صعلوك” في البلاد. وأثار الفيديو المتداول موجة استياء.

دُعي الشاعر العراقي سرمد سليم إلى مهرجان “جواهريون” في موسمه الثالث الذي انطلقت فعالياته في مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى جانب شعراء من المحافظات العراقية. وألقى خلال مشاركته قصيدة نثر، لكنه استعرض أيضاً قنينة خمر، واحتسى منها أمام الحاضرين.

الاتحاد استنكر تصرف الشاعر، وأصدر بياناً الإثنين عنوانه “إنذار وحرمان من الدعوات”، وذكر فيه أن “الشاعر تجاوز كل السياقات المتبعة في القراءات الشعرية، أثناء مشاركته في مهرجان (جواهريون 3) للأدباء الشباب، وقرر حرمانه من الدعوات وإنذاره من تكرار ما يمكن أن يسيء إلى سمعة الأدب والأدباء في المحافل العامة”. لكن ردود الفعل لا تزال متواصلة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب المذيع العراقي كريم السيد على حسابه في “فيسبوك” أن الشاعر “حاول عمل صيحة في مجال الثقافة، وهي أن تعمل شيئاً للفت النظر، أو خطيئة ثقافية”.

وعلّق الناشط والصحافي وسام الحسناوي: “هل من المعقول أن يصل الاستهتار والتهتك إلى هذا المستوى الضحل، وأن تتحول منصة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق إلى بار لشرب الخمر أمام الكاميرات وهي تحمل اسم شاعر العرب الأكبر”.

وقال عضو الاتحاد في بغداد محمد النورس إن “ما يحدث يعد خرقاً من جانب الغرفة الإعلامية في المقر العام للاتحاد، لأنه بث المقطع الخاص بالشاعر المتجاوز على قنواته الإلكترونية، فضلاً عن كونه تجاوزاً من قبل الشاعر نفسه، إضافة إلى عدم منعه من قبل الأدباء الحاضرين في المحفل الشعري من استمرار احتسائه للخمر بطريقة علانية”.

وأضاف النورس، أن “الشاعر أراد بتصرفه غير المقبول أن يتحوّل إلى علامة أو حدث جدلي في مجال الأدب العراقي، لكن بطبيعة الحال هذه الصعلكة مرفوضة”، معتبراً أن “مثل هذه الزلة طبيعية، لكن من المهم ألا تتكرر، حتى لا تتحول إلى ظاهرة لا تليق بعمق العراق أدبياً وأخلاقياً”.

ورأى الشاعر العراقي إيهاب الزيدي أن “الشاعر سعى إلى تحويل نفسه إلى ظاهرة، لكن في الحقيقة العادات العراقية والأخلاق التي يتحلى بها الشعراء لا تسمح بمثل هذه الأفعال، وقد حاول الشاعر الذي صعد للمنصة ومعه قنينة الخمر أن يستغل العرف السائد بأنه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره، وقد أخطأ في ذلك”، مبيناً أن “قرار اتحاد الأدباء مجحف، فمن الأفضل معاقبته لفترة، وليس منعه من إلقاء الشعر في المستقبل بشكلٍ كامل”.

ويعد مهرجان “جواهريون” من الفعاليات الثقافية الشعرية الإبداعية السنوية التي يقيمها “الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق”، احتفاءً بالإبداع الشعري الشبابي، ويحمل كل سنة عنواناً مختلفاً، ويحظى باهتمام صحافي كبير.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى