بعد زيارة طحنون بن زايد.. آمال معلقة على دور عماني في ملفي اليمن وإيران

خلال الأشهر الماضية، قام مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، بجولات مكوكية خاطفة في المنطقة أسفرت غالبا عن سياسات جديدة للدولة الخليجية.

والخميس، حط المسؤول الإماراتي الرفيع رحاله في ولاية صحار بسلطة عمان، حيث كان في استقباله السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، في رحلة بحث فيها الطرفان “العلاقات الأخوية التاريخية المتجذرة بين البلدين ومواصلة التعاون والتنسيق المشترك بينهما بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعات شعبيهما الشقيقين نحو التنمية المستدامة والازدهار”، كما تقول وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).

ورجح محللون أن تكون ملفات مثل الحرب في اليمن والعلاقات الخليجية الإيرانية على طاولة المباحثات الإماراتية العمانية الأخيرة.

يربط المحلل السياسي الإماراتي، محمد تقي، زيارة مستشار الأمن الوطني لسلطنة عمان بسلسلة الزيارات “المحورية” التي قام بها في المنطقة خلال الفترة الأخيرة بهدف “بث الاستقرار ومد جسور التواصل ما بين دول المنطقة وإطلاق مبادرات لإنهاء الصراعات والأزمات”.

وكان الشيخ طحنون بن زايد زار أنقرة، خلال الصيف الماضي، والتقى بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث فتحت تلك الزيارة آفاقا جديدة نحو تطوير العلاقات بين البلدين عقب سنوات من الفتور على خلفية التنافس على النفوذ في المنطقة منذ اندلاع الانتفاضات العربية قبل عقد من الزمن.

ودفع التنافس الإماراتي التركي السابق إلى دعم أطراف مختلفة في الحرب الأهلية الليبية، وامتد إلى نزاعات من شرق البحر المتوسط إلى الخليج.

وقال تقي إن “تحركات الشيخ طحنون استراتيجية وهي مبنية على توجه الإمارات في نطاق توطيد العلاقات وفتح مجالات جديدة ورسم مستقبل الدولة في سياستها الخارجية”.

ورجح تقي أن يكون الملف اليمني والإيراني ضمن المباحثات بين السلطان هيثم بن طارق والشيخ طحنون بن زايد، مضيفا: “عمان لديها علاقات قوية مع إيران وبالتالي قد يكون هناك مبادرة لوساطة عمانية في ملفات كثيرة منها اليمن والعلاقات الإيرانية الخليجية”.

وتلعب عُمان دور الوسيط في النزاع اليمني ويقيم على أراضيها عدد من قيادات المتمردين الحوثيين، كما أنها استضافت العام الماضي اجتماعات بهذا الخصوص ضمت مسؤولين أميركيين وسعوديين وأمميين.

في المقابل، يرى الأكاديمي العماني والباحث في شؤون دول الخليج والشرق الأوسط، عبدالله باعبود، أن سلطنة عمان لا تمارس دور الوساطة بقدر ما هي توفر الأرضية المناسبة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة لمعالجة الملفات المختلفة إقليميا ودوليا.

وقال إن “هناك خيط رفيع بين الوساطة وإتاحة الفرصة للفرقاء بالحوار … عمان لا تتدخل في النزاعات وهي فقط توفر الفرصة للقاء (جميع الأطراف) للاتفاق على ما يروه مناسبا دون التدخل أو (ممارسة) الضغط”.

“بوادر اتفاقات”
وسبق للشيخ طحنون بن زايد أن زار طهران أيضا في ديسمبر الماضي والتقى بالرئيس الإيراني المتشدد، إبراهيم رئيسي، وذلك بهدف “فتح مسار التهدئة” بين البلدين. كما التقى بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، في الدوحة عقب المصالحة التي شهدتها القمة الخليجية في العلا مطلع عام 2021.

وفي هذا السياق، قال تقي إن “الزيارات السابقة للشيخ طحنون التي شملت تركيا وإيران والأردن ومصر وقطر تدور حول إعادة التلاحم والحديث عن الأزمات التي تعيشها المنطقة ومحاولة تحقيق الاستقرار في كل دول المنطقة بما في ذلك اليمن”.

يذهب باعبود، في الاتجاه ذاته بقوله إن “هناك ملفات عديدة عالقة من ضمنها اليمن والعلاقات مع إيران ومسألة الاتفاق النووي”. وقال إن الزيارة تأتي “جزءا من التشاور ما بين دول الجوار لتبادل وجهات النظر للمصلحة المشتركة للمنطقة”.

وتدور الحرب في اليمن منذ 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الحكومية. وتصاعدت حدة المعارك في مارس 2015 مع تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية والتي شاركت فيه الإمارات.

ومؤخرا، تعرضت الإمارات لهجمات من قبل المتمردين اليمنيين بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، تمكنت دفاعات الدولة الخليجية من إسقاطها، لكن الهجوم الأول تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص في العاصمة أبوظبي.

ويعتقد باعبود أن هناك تطورات جديدة بالمنطقة منها الحرب اليمنية بعد دعوة الأطراف المختلفة إلى حوار، مشيرا إلى أن تلك القضية وقضايا أخرى مثل الملف النووي الإيراني يتطلب “نوع من التشاور”.

وفي الأسبوع الماضي، أكد مجلس التعاون الخليجي عزمه المضي قدما في تنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن يعقد في الرياض، رغم رفض الحوثيين لإجراء الحوار في السعودية.

وأفاد الأمين العام للمجلس، نايف الحجرف، في مؤتمر صحافي عقد في الرياض أن الحوار سيعقد بين 29 مارس و7 أبريل بالعاصمة السعودية التي تحتضن مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون.

وفشلت في الماضي جولات محادثات سلام عدة بين أطراف النزاع الذي تسبب بمقتل مئات آلاف الأشخاص وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

وفي سؤال عن إمكانية الوصول لتسوية مع الحوثيين، يجيب تقي: “أنا أتفاءل دائما بزيارات الشيخ طحنون”. من جانبه قال باعبود إن “هناك بوادر لاتفاقات أو مواقف إقليمية من المواضيع العالقة” في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى