غاز أوروبا ومعاقبة روسيا.. وزير الطاقة القطري يجيب على “أسئلة شائكة”
أعلن وزير الطاقة القطري “سعد الكعبي” رفض بلاده لفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، ردا على غزو الكرملين لأوكرانيا، والذي أثار موجة عقوبات أمريكية وغربية انتقامية غير مسبوقة ضد موسكو.
واعتبر الوزير القطري، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا “غير ممكن عمليا”، لافتا إلى أن قطر لا “تنحاز إلى طرف” ضد آخر في الحرب.
مثل هذان التصريحان إجابة حاول المسؤول القطري أن يجعلها واضحة للسؤال الصريح الذي وجهته إليه الشبكة الأمريكية حول إمكانية تضرر علاقات قطر وروسيا بسبب تزويد الدوحة لأوروبا بالغاز.
“الكعبي” أكد أن قطر لم تزد من أحجام الغاز المسال المورد لأوروبا، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مردفا: “كما تعلمين، نحن موردون للطاقة ونزود أوروبا بها طوال الوقت، والأحجام التي نوردها لأوروبا لم تتغير”.
وعندما سألته المحاورة حول الجانب الذي تنحاز إليه قطر بعد الأزمة بين موسكو وكييف، قال: “نحن نتصرف مع الأزمة من منظور تجاري، لذلك نحن لا ننحاز لأي جانب في الأزمة الناشبة حاليا.. عملنا في مجال الغاز هو بدافع التجارة وليس السياسة”.
ورفض الوزير القطري، ضمنيا، فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، قائلا: “أعتقد أن الطاقة يجب أن تبقى بعيدا عن السياسة، والخلط بينهما قد يعيق التنمية ويمكن أن يؤثر على أسعار كل شيء، بالطريقة التي حدثت حاليا”.
وتعمد وزير الطاقة القطري إبراز أن بلاده لا تريد تعقيد علاقاتها بروسيا أو أوروبا أيضا، قائلا إن قطر اختارت التضامن مع أوروبا بعد أزمة الحرب في أوكرانيا، وأنها ستواصل إمداد القارة العجوز بالغاز المسال، “حتى لو كان العملاء الآخرون على استعداد لدفع أسعار أعلى”.
يذكر أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” كان قد أرسل رسالة خطية إلى أمير قطر، الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، قبل ساعات من غزو أوكرانيا حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وكان لافتا أن الرسالة سلمها وزير الطاقة الروسي “نيكولاي شولجينوف”، على هامش انعقاد القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة.
وتسعى الدول الأوروبية للاستغناء تدريجيا عن استيراد الطاقة من روسيا التي تزود أوروبا بنحو 40% من احتياجها للغاز الطبيعي، وذلك بعد إقدام موسكو على غزو جارتها الواقعة في أوروبا الشرقية الشهر الماضي.
وفي الوقت الحالي، يذهب حوالي 80% من الغاز القطري إلى دول الشرق و20% فقط يتم شحنه إلى الغرب.
وبحلول عام 2028، تأمل قطر أن يتم تقسيم توزيع صادرتها من الغاز الطبيعي بالتساوي بين الشرق والغرب.
والأحد الماضي، توصلت كل من ألمانيا وقطر إلى اتفاق حول شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة، حيث تسعى برلين إلى أن تصبح البلاد أقل اعتمادا على مصادر الطاقة الروسية.
وقبل ساعات، أعلنت شركة “قطر للطاقة” أن ألمانيا تسرع حاليا جهودها لبناء محطتين لاستقبال الغاز الطبيعي القطري المسال، وهو ما بدأت دول أوروبية فعله، مثل سلوفينيا التي تدرس استيراد الغاز القطري عبر البحر الأدرياتيكي.