الوزير حازم قشوع يكتب:  مصر والعاصمه الخامسه

 

فى كل مره كانت  تنتقل  العاصمه المصريه  كان يتغير العالم من
حولها

فمنذ الاسكندريه التى جاءت بعلوم الطبوغرافيا والجغرافيا والهندسه فى عهد الاسكندر الاكبر ومرورا بعصر التواصل بالكتابه  وباشكال رسومها ما قبل استخدام الاحرف برزت  دمياط حاضنه لهذا المحتوى المعرفي ومازلت نقوشها تميز الصناعه الحرفيه لاهلها الى ان تشكلت مدينه الاعجاز و اجازت التشريع على الضفه الغربيه للنيل حيث تميزت بعلوم الطاقه وبناء الاهرامات والتعاطي مع الطاقه اللاموارئيه فى الجيزه فكان ان  اخذ عنها انشتاين رموز وعلوم حركه الطاقه من على معادله قاعده المثلث التى تستند.(369) فى التكوين والانجاز

حتى انقلت العاصمه الى شرقي النيل على يد المعتز لدين الله الفاطمي فى القاهره فكان ان استقرت علوم الصوت فى حاضرتها وعلوم المخاطبه الكونيه فى رمزيه الازهر الشريف بعد رحله الاشراق المعرفي القادمه من الاندلس وهى الاربع عواصم التى اثرت على البشريه والعلوم الانسانيه من مراكز وجودها فى مصر .

واذ تستعد مصر لاطلاق روح جديده للانسانيه من خلال الانتقال للعاصمه الخامسه لمصر والبشريه فان مصر تبشر البشريه باضافه جديده تضيف للبشريه علوم معرفيه جديده كما تشكل لها المكانه والبيئه للابتكار والايداع و هذا ما يمكن قراءته من السياق التاريخي لعمليه الانتقال للعاصمه الجديده والتى تبشر البشريه بالانتقال من طور الى طور اخر فى جغرافيا المكان وهو العلم الذى  يحمل دلاله كما يحمل رمزيه تكوين .

صحيح ان العاصمه الاداريه تم تصميمها بطريقه علميه وهندسيه رائعه واخذت المشاريع فيها تنقذ وفق طرق حداثيه ونماذج عصريه وتحت اشراف رئاسي حثيث لكن ما هو صحيح ايضا ان هذه العاصمه لا يمكن فصل نكوينها عن السياق التاريخي الذى  بين ان نقل مصر للعاصمه يعتبر حدث تاريخي لا يمكن فصله عن محتواه الثقافي الانساني لا فى السياق ولا فى التكوين ولا حتى بظروف النشاه .

فان انشاء مصر للعاصمه الخامسه التى لم يتم تسميتها بعد يجب ان لا يعد فى السياق النمطي ولا يحسب من على ارضيه اضافة مدينه للمدن المصريه الكثيره والمتنوعه كما يجب ان لا  ياخذ من باب انشاء مدينه حديثه فيها مباني جميله ومنشات رائعه فان مصر لم تقم بهذه الخطوه العميفه لهذه الاسباب فحسب لكنها قامت بها لمواصله مشوارها البنائي للبشريه من اجل  بعث رساله معرفيه تضيف للبشريه عناوين جديده فى العلوم الانسانيه كما فى الصناعه المعرفيه وبصقل الموارد البشريه .

فان مكنون انشاء مصر للعاصمه الخامسه للدوله يحوي الكثير من النماذج التى ستعمل على تصحيح  المسارات الاداريه فى صناعه بيت القرار على الصعيد الاقليمي وبناء نماذج تعليميه وتدريبيه كما ستعمل مصر على فرض ايقاع جديده فى علوم اللاماورائيه التى كانت السباقه فى تكوينها وكما ستعمل مصر غلى توطين نماذج استثماريه تقوم على استقطاب الكفاءات على حساب راس المال وهى طريقه تفكير جديده  تحسب للقياديه المصريه كما تسجل لها حيث تقوم مصر بتشكيل حاضنه للابداع المعرفي تكون قادره من خلالها على تشكيل منظومة عمل للاقتصاد الانتاجي وهو برنامج عمل عميق تقوم عليه القياده المصريه من وحي حرصها على دور الامه فى قياديه التاريخ ودور الانسان العربي بتشيده وهو الذى سيميز مصر وستمتاز به عاصمتها الجديده التى من الواضح انها ستكون عاصمه للتميز وعنوان للانجاز .

العاصمه الجديده سيكون لها ميناء على البحر وان كان مركزها  تبتعد عن البحر الاحمر 60 كيلومتر كما عن القاهره ذات المسافه وهذا ما سيجعل  العاصمه المصريه الجديده جزء اساس من الحوض التنموي للبحر الاحمر الذى تشارك فيه الاردن فى العقبه والسعوديه فى نيوم الامر الذى سيجعل من حوض البحر الاحمر يشكل حوض المستقبل التنموي  لما يحمله من اضافات عميقه فى ميادين الصناعه المعرفيه والمنازل التنمويه والمساحات الخدماتيه بكل روافدها وهذا ما سيجعل العاصمه الخامسه تشكل مركز انطلاقه لمستقبل واعد ومشترك ومشرق .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى