من وزير مالية إلى سائق أوبر .. قصة تدمى القلوب !

في العاشر من أغسطس الماضي، استقال وزير المالية الأفغاني خالد بايندا من وظيفته وتوجه إلى خارج البلاد، قبيل أيام من اكتساح حركة طالبان لكابل، وغرد قائلا: “لقد حان الوقت للتنحي من أجل الاهتمام بالأولويات الشخصية”.

أشرف بايندا على ميزانية بلغت ستة مليارات دولار وكانت بمثابة شريان الحياة لحكومة تقاتل من أجل البقاء في الحرب ضد طالبان.

أما الآن، وبعد سبعة أشهر من سقوط كابل في أيدي طالبان، تقول صحيفة واشنطن بوست إن بايندا أصبح من سائقي أوبر؛ يقود سيارته من طراز هوندا أكورد، من منزله في وودبريدج بفرجينيا في واشنطن.

يقول بايندا (40 عاما) للصحيفة: “إذا أكملت 50 رحلة في اليومين المقبلين، سأحصل على مكافأة قدرها 95 دولارا”.

كانت هذه الوظيفة هي وسيلة بايندا لإعالة زوجته وأربعة أطفال بعد أن استنفد مدخراته المتواضعة لإعالة أسرته. ويقول الوزير الأفغاني السابق: “أشعر بالامتنان الشديد لذلك. هذا يعني أنني لست مضطرا لأن أكون يائسا”.

وذكر ما يسمى بتقرير السعادة العالمي، الصادر قبيل يوم السعادة العالمي المقرر اليوم الأحد، أن أفغانستان هي البلد الأكثر تعاسة في العالم، حتى قبل سيطرة حركة طالبان على السلطة في أغسطس الماضي.

ويشهد الاقتصاد حاليا تدهورا حادا في وقت تكافح فيه الحركة للانتقال من القتال إلى الحكم.

وكان لدى معظم الأفغان آمال كبيرة بعد عام 2001، عندما تمت الإطاحة بحركة طالبان وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة النصر.

وقد أنفقت الولايات المتحدة وحدها 145 مليار دولار على التنمية في أفغانستان منذ عام 2002، وفقا لتقارير المفتش العام الأميركي الخاص لأفغانستان.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن انتقد رد فعل المسؤولين الذي فروا إلى الخارج مع تقدم طالبان، وقال بينما هرع الأفغان اليائسون إلى المطار في اليوم التالي لسقوط كابل: “إذا ما الذي حدث؟ استسلم القادة السياسيون الأفغان وهربوا من البلاد”.

وأضاف “لقد أعطيناهم كل الأدوات التي يحتاجون إليها. … منحناهم كل فرصة ممكنة لتقرير مستقبلهم. ولكننا لم نتمكن من تزويدهم بإرادة القتال من أجل هذا المستقبل”.

وقال المحلل نصرة الله حقبال إن سنوات من الفساد الخارج عن السيطرة، والفقر المتزايد، ونقص الوظائف، والزيادة المطردة في عدد الأشخاص الذين أُجبروا على العيش تحت خط الفقر، والتنمية غير المنتظمة، تضافرت جميعها لتشكل أزمة طاحنة.

ومع هجوم طالبان الخاطف في أنحاء البلاد قبل أن تكتسح كابل في منتصف أغسطس، قال حقبال: “أصبح الناس أكثر فقرا وخابت آملهم أكثر وباتوا أكثر تعاسة، وهذا هو سبب انهيار 20 عاما من الاستثمار في أفغانستان في 11 يوما فقط”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى