“ناتو” عسكري خليجي يضم إسرائيل.. إيران أخطر من تل أبيب !

مرة أخرى، عاد مقترح إقامة تحالف عسكري “ناتو” خليجي يضم إسرائيل للواجهة، حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية اقتراح رئيس الوزراء نفتالي بينيت خلال زيارته لدول الخليج، مبادرة لإنشاء قوة عسكرية مشتركة.

وقبل يومين، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، البحرين، حيث التقى مسؤولين فيها، كما سبق أن زارها وزير الأمن بيني غانتس مطلع شهر فبراير/شباط الماضي.

وقال محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي شارون، إنه “بعد زيارة رئيس الأركان، أفيف كوخافي، للبحرين، سمعنا في الأيام الأخيرة بشأن مبادرة من أجل خلق حلف أو ائتلاف، يجمع دولا خليجية ضد التهديد الإيراني”.

وأشارت مراسلة الشؤون السياسية في قناة “كان”، غيلي كوهين، إلى الأمر ذاته أيضا، وأوضحت أن طرح رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي تضمن أن “تكون إسرائيل جزءا من هذا الحلف”.

وطرح البعض تساؤلات بشأن المقترح الإسرائيلي، والأهداف التي تقف خلفه، ومدى إمكانية أن تقبل به دول الخليج، لا سيما في ظل حملات التطبيع الأخيرة.

أسباب منطقية
قال يحيى التليدي، المحلل السياسي السعودي، إن “سلوك النظام الإيراني في المرحلة المقبلة يبدو مرهونا تماما بما تنتهي إليه مفاوضات فيينا والخطير في هذا الأمر أنه من الواضح أن مخرجات مفاوضات فيينا لن تضع نهاية للتحركات الإيرانية في المنطقة سواء توجت باتفاق تسوية يقضي بعودة الولايات المتحدة للاتفاق واستئناف إيران لالتزاماتهما الواردة فيه، أو بفشل في إيجاد تسوية مناسبة ففي كلتا الحالتين يعجز الاتفاق عن السيطرة على السلوك الإيراني ولاسيما ما يتعلق بأذرعها المسلحة في المنطقة”.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “لذلك يبدو أن التعامل مع النظام الإيراني بشكل فردي لن يجدي نفعا وبالتالي فإن التنسيق والتعاون وبلورة استراتيجية إقليمية مشتركة لمواجهة التهديدات الإيرانية ربما تمثل عنصر ضغط قوي على إيران في المرحلة المقبلة”.

ويرى التليدي أنه يمكن القول إن تأسيس ناتو خليجي يضم إسرائيل له أسبابه المنطقية فدول الخليج العربية تتشارك مع إسرائيل نفس المخاوف الأمنية إزاء قضية صواريخ إيران و”سلوكها الميليشاوي” في المنطقة وتطويرها العسكري للبرنامج النووي ولكن التحدي الأكبر أمام هذا التحالف هو عدم اتفاق هذه الدول على تحديد مصادر التهديد الذي يواجهها.

واستطرد المحلل السعودي بالقول: “بينما ترى السعودية والإمارات والبحرين وإسرائيل أن إيران خطر كبير يجب مواجهته بكل السبل لا أعتقد أن بقية دول التحالف ترى بأن إيران هي الخطر الأول الذي يهدد أمنها”.

أهداف خفية
من جانبه، اعتبر محمد حسن كنعان، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، ورئيس الحزب القومي العربي، أن حديث إسرائيل عن رغبتها في تدشين ناتو خليجي يضم إسرائيل هي محاولة لجعل دول الخليج بجانبها، واستغلال الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لخدمة مصالحها وأهدافها الذاتية.

وبحسب حديثه، تهدف إسرائيل من وراء هذه الخطوة إلى تعزيز دورها ومكانتها في المنطقة على حساب الدول العربية، التي تشكل جزءًا من جامعة الدول العربية، وتحاول أن تفرض هيمنتها ووجودها بحكم علاقاتها مع بعض الدول العربية في المنطقة.

وتابع: “العالم العربي والشعوب العربية يدركون جيدًا من هي إسرائيل، وسياسات حكوماتها المتعاقبة باتجاه الوجود العربي بشكل عام، وضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني بشكل خاص، والذين تعتبرهم إسرائيل مواطنين من الدرجة الثانية، وتمارس ضدهم كل أشكال التمييز العنصري، والقهر القومي للشعوب العربية”.

ويرى كنعان أن محاولات إسرائيل لن تنجح، حيث يعرف العالم العربي أهدافها المبطنة والخفية وأهدافها التوسعية والاستيطانية، وحلمها في إنشاء إسرائيل الكبرى على حساب العالم العربي.

وفي شهر أغسطس/ آب الماضي، قالت قناة كان العبرية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، اقترح على الرئيس الأمريكي جو بايدن، إقامة تحالف عسكري أشبه بحلف شمال الأطلسي “ناتو”، يضم إسرائيل إلى جانب دول الخليج والأردن.
وأوضحت القناة أن الحديث يدور عن “مشروع دفاع مشترك بين إسرائيل ودول الخليج، والأردن، من أجل الحماية الشاملة من التهديد الإيراني”.

وأضافت أن الاقتراح يشمل بشكل أساسي “تركيب الرادارات وأجهزة الإنذار”، لمواجهة أي تهديد جوي من قبل إيران.
وكانت إسرائيل وقعت في سبتمبر/ أيلول 2020 اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.