الطاولة المستديرة لللعقول العربية تلتقي بالقاهرة

       د.حازم قشوع

صندوق الفكر وسلة الافكار من واقع تحديد المشكلات وببان التحديات ياتي ذلك وفق تشخيص موضوعي ناتج عن استخلاص ذاتي يعالج واقع الحال حتى لا نبقي فيه ويدرس مدي انعكاس التحديات الظرفيه على الواقع الاقتصادي والمعيشي والتنموي للمواطن العربي والافريقي هذا المواطن الذى مازال يدور بطور المتلقي للازمات ومازالت مجتمعاته  ترزخ تخت وطئة الظروف السياسيه المحيطه وميزان قرارها يرجح ثقل الظرف الموضوعي بتداعيات الاقليميه والدوليه على حساب العامل الذاتي التنموي والمعيشي تلك هى العناوين العريضه التى يتضمنها مؤتمر الطاوله المستديره الذى يعقد بالقاهر بمشاركه نخبه من اصحاب الفكر العربي والافريقي وياتي عقد هذا المؤتمر متزامنا مع انقضاء موجات الوباء ودخول البشريه بحاله من الترقب وعناوين من الصدام فى ظل ضعف قدرة  المرجعيه الامميه على بسط ميزان التحكم القانوني وضبط ايقاع مسالة استخدام القوه فى التمدد وبسط النفوذ .
ولما تحمله الجلسات الفكريه لهذا المؤتمر من اراء ومقترحات وصيغ وتوصيات فان الجمله التشاركيه المنبثقه من واقع الحال المعاش بدات تكون ارضيه عمل مشتركه للدول الناميه وربما تتوسع لتشكل ارضيه توافق للنصف الجنوبي من العالم ليكون هذا التمايز جغرافي كما هو معرفي وطبقي وهذا مرده لطبيعه الحال الذى تقف عليه هذه المجتمعات وطبيعه البيئه الاقليميه المتشابه الذى تسود مناطقها الامر الذى يمكنه ان يشكل ارضيه عمل تبلور جماعة ضغط  تاثر على  بيت قرار الاممي بما يسمح بتوقف سياسات استغلال الثروات الطبيغيه والموارد البشريه ووقف  اعتبار جنوب العالم مناطق لمجتمعات مستهلكه ويجب ان تبقي غير منتجه وهى السياسيه التى جاءت بعد الحرب العالميه الثانيه منذ ان قام  البنك الدولى كما صندوق النقد الدولي بوضع سياسات تتحكم بطبيعة الرتم الانتاجي ليبقى عن الحدود المتدينه كما تقوم بتوسيع  مساحات الايقاع الاستهلاكي عند المجتمعات الناميه من خلال اغراقها بمنتجات ذات علامه تجاريه بجوده وكلفه اقل عن تلك التى يمكن ان تنتجها المجتمعات الناميه والتى تقع معظمها فى جنوب العالم .
ولقد جاء ذلك عن  طريق ابرام قروض وتقديم معونات مع المجتمعات الناميه من اجل انشاء البنيه التحيه لهذه المجتمعات دون البنيه الفوقيه بهدف تسهيل عمليه تسويق المنتجات وتسييل العلامات التجاريه التى يحتكرها شمال العالم دون غيره عبر سياسيه تدوير  الموارد الطبيعيه من جنوب العالم  ليتم تصنيعه فى شماله ليعود ليستهلكها جنوبه وهى سياسيات ساعدت على تنامي احتكار الصناعه المعرفيه والعلوم التكنولوجيه وعلوم الكيفيه يشكل عام كما احتكرت طرق الانتاج واليات  التصنيع ووسائل التركيب  كما عملت لامتلاك القوه الاستراتيجيه بانواعها ومنعت الاخرين من مجرد التفكير بامتلاكها  لتبقى المجتمعات الناميه تدور بالفك الذى يبحث دائما عن حمايه وتقوم مجتمعاته على الاقتصاد الخدماتي وحركه الاستهلاك العام بما يجعلها بعيده عن الانتاج وغير قادره على التصنيع وتنصب مجهودات الدول الناميه وموازنتها على  التسلح لاغراض الحمايه الذاتيه و لغايات حفظ الامن وتعزيز مناخات الاستقرار  وهو الحال الذى ابقى النصف الجنوبي من العالم يرزخ تحت وطئة الهيمنه الباطنيه المستقره بالشكل العام لكنها غير قادره للارتقاء بمعدل العامل الذاتي على الجانب الموضوعي المحيط فى جمله تشكيل بيت القرار .

ان فلسفة الطاوله المستديره هى فلسفه مهمة كونها قد تخرج بافكار تاتي من خارج الصندوق وتحيط بجوانب عديده جراء حالة التنوع التى تفرضها قواعد الطاوله المستديره للاطلاله على المشهد السائد لكن من زوايا اخرى ومنطلقات قد تنطلق من الاهداف وتؤدي لتركيب المشهد من اعلى الى اسفل او تقف عند  محددات تفرضها الحاله التى يقبع فيها مجتمع دون غيره نتيجه الاختلاف بالزاويا التقديريه التى يرسم عليها ميزان التصور التقديري للاحداث .
والفاهره وهى تستضيف هذا المؤتمر الفكرى انما لتؤكد مكانتها
فى رياده الحاله الفكريه العربيه وبعث روح فكريه نيره قادره
على تشكيل مخزون معرفي غني يقوم على حفظ الاراء وبيان المقترحات ضمن سلة صندوق الافكار الذى يشكل عنوان مهم وارضيه عمل لبيت القرار العربي الذى من المهم ان يخرج من الظروف الموضوعيه التى باتت تشكل حالته الواقعيه عن طريق توحيد الجهود وبناء شبكه روابط جنوبيه تحدث حاله تشاركيه بين هذه الدول وتساعدها على الانتاج والتصنيع لتخفف ارهاصات  الظرف الموضوعي التى مازلت ضاغطه ويشكل ميزان  قرارها
ثلثي من معادلة  القرار  .

والاردن الذى يعكف حاليا على بناء برنامج استراتيجي للمرحله القادمه من خلال نموذج عمل صندوق الافكار من واقع عمل لجان المسارات الاقتصاديه فى الديوان الملكي فان  هذه الجواتب بحاجه الى بيئه داعمه تفرضها عمليه التشابك مع ذات البيئه المتشابهه بظروفها فى النصف الجنوبي من العالم لتكوين اسواق داعمه لعمليات التصنيع والانتاج كما هو ايضا بحاجه الى روافع جديده تخلصه كما غيره من المجتمعات العربيه من الادوار الوظيفيه التى جعلت من وظيفته واقع حال تحؤول دون تحقيقه لرؤيته وتنفيذ رسالته واستراتيجيات عمله لتحقيق عناصر التنميه وارضيه الاستدامه بما يقوم على حل المشكلات الذاةيه وتجاوز التحديات الساقطه من الجواتب المحيطه فلا يبقى يدور كما المجتمعات العربيه فى مسالة تدوير الزوايا الحاده لان برنامج الاصلاح الاقتصادي يجب ان لا يبقى يرسم بطريقه ذاتيه فان  الذاتيه وحدها لا تشكل من جمله بيت القرار اكثر من ثلث المعادله .
فان المساله الاقتصاديه قضيه عميقه واستراتيجيه وليست بسيطه ناتجه من معادله ذاتيه وهذا ما يتطلب شراكات جديده او بالحد الادني مفاوضات تقوم على رفع سقف الدور  الوظيفى المعطي لكل مجتمع عربي حسب مكنوناته من مواد طبيعيه مثل البترول فى الدول الخليجيه والموارد البشريه كما فى مصر او الادوار الاخرى لمناطق الجغرافيه العازله او منظومه الانظمه الواصله فى كل من مناطق التكوين الاقليميه وهو الواقع الذى يحتم على الجميع عدم الوقوف عند مساحات الانتظار فى انتظار مآلات المشهد العالمي لتستجيب لناتج مقرراته بقدر ما تقود زمام المبادره وفق مبادرات بناءه كتلك التى جمعت الاردن ومصر والعراق فى الامن الغذائي من اجل بناء منزله عربيه جديده قادره على التعاطي من تداعيات المشهد وعامله على تغيير منظومه الضوابط والموازين التى مازل يرزخ فيها الجميع ضمن ظروف موضوعيه ساقطه باتت تشكل الحاله الواقعيه للمجتمعات العربيه وهذا ما ستناوله مؤتمر الطاوله المستديره للعقول العربيه الذى يعقد بالقاهره .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى