إيطاليا تتوصل لاتفاق مع الجزائر لإمدادها بالمزيد من الغاز
قال وزير الخارجية الإيطالي “لويجي دي مايو”، إن زيارته للجزائر، الإثنين، بهدف زيادة إمدادات الغاز منها أتت بنتائج جيدة بالفعل، مع تكثيف أوروبا جهودها للعثور على إمدادات بديلة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تهدد فيه العقوبات الغربية الصارمة بعرقلة التدفقات من روسيا، مما يزيد من خطر شح الغاز وانقطاع التيار الكهربائي وزيادة الأسعار.
وقال “دي مايو”، لتلفزيون “راي” الإيطالي (حكومي) بعد لقاء مع نظيره الجزائري ووزير الطاقة: “الزيارة أتت بنتيجة إيجابية”.
وأضاف: “الجزائر ستدعم إيطاليا في إمدادها بالغاز وستصبح شراكتنا أقوى على المدى القصير والمتوسط والطويل”.
ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا في الحصول على أكثر من ثلث احتياجاته من الغاز، وأي انقطاع في التدفقات من شأنه أن يزيد نقص الإمدادات الذي أدى بالفعل إلى ارتفاع فواتير المستهلكين بشدة.
وكان برفقة “دي مايو”، رئيس مجموعة الطاقة الإيطالية “إيني”، التي تملك بالفعل سلسلة من عقود الغاز طويلة الأجل، مع شركة “سوناطراك” الحكومية، التي تحتكر سوق الغاز في الجزائر.
كما ترتبط “إيني” بعقود غاز استراتيجية مع شركة “جازبروم” الروسية.
وقال “دي مايو”، إنه سيتوجه إلى دول أخرى في الأيام المقبلة، للبحث عن صفقات طاقة، يمكن أن تساعد إيطاليا “في مواجهة التهديد المرتبط بهذا الصراع الذي أطلق شرارته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتتطلع إيطاليا، التي اتخذت الأسبوع الماضي، إجراءات لتعزيز إنتاج الغاز المحلي وتخزينه، إلى تنويع مصادر إمداداتها.
لكن في ظل شح إمدادات الغاز العالمية ووصول معدلات الإنتاج لدى مصدري الغاز الطبيعي المسال إلى أقصاها، لا يمكن تعويض قدر كبير من الإمدادات الواردة من روسيا.
وزادت الجزائر من إنتاجها من النفط والغاز العام الماضي، بنسبة 5% على الرغم من أن ارتفاع الاستهلاك المحلي وعدم الاستقرار السياسي حدا من الصادرات.
وهناك خطوط أنابيب تمتد من الجزائر إلى إسبانيا وإيطاليا ومرفأ كبير لتصدير الغاز الطبيعي المسال في مدينة سكيكدة.
وقال “ديفيد تاباريلي” رئيس مركز “نوميسما إنيرجيا” لأبحاث الطاقة: “هذه خطوة جيدة لإيطاليا وأسرع طريقة لها لزيادة تدفقات الغاز”.
وتبلغ الطاقة القصوى لخط أنابيب ترانسميد من الجزائر إلى إيطاليا أكثر من 110 ملايين متر مكعب يوميا.
وينقل الخط حاليا نحو 60 مليون متر مكعب من الغاز الجزائري إلى إيطاليا في اليوم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “سوناطراك”، الأحد، إن خط الأنابيب إلى إيطاليا به طاقة فائضة يمكن استخدامها لزيادة الإمدادات إلى أوروبا.
لكن “تاباريلي”، قال إن الجزائر بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات لتعزيز الإنتاج وزيادة الصادرات.
وتستخدم إيطاليا الغاز لتوليد نحو 40% من احتياجاتها من الكهرباء، وتستورد أكثر من 90% من إجمالي استهلاكها من الغاز، ويأتي معظمه من روسيا والجزائر.
وبدأت الإثنين تطبيق إجراءات للحد من استخدام الغاز في محطات الكهرباء في حالة الطوارئ وإعادة ملء احتياطياتها من الغاز لموسم الشتاء المقبل.
وتشمل الخطوات استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والنفط جنبا إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة خلال فترات الطوارئ.
ويمكن لإيطاليا، التي تهدف إلى التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2025، الاعتماد على ست محطات تعمل بالفحم لتعزيز شبكة الكهرباء، وأربع منها تابعة لإنيل وهي أكبر شركة كهرباء في أوروبا.