نهلة سليم تكتب: الجلوس علي بركان الثلج

كنت اتمني أن أراك فاتحاً يا أبو ماريا وليس غازيا

كنت اتمني أن لا ترهب وتفزع اصوات طائراتك اطفالاً وكباراً ومرضي لا ذنب لهم
الكبير ليس باستعراض القوة بالضرب وإنما باتخاذ
الشرف العسكري عند امتلاك القوة

لكن اقول لك بصدق ستجد من يصفق لك حتي تنزف يده لكن من يكون هذا ؟ بصدق نحن

نعم يا ابو ماريا نحن المستضعفين في أمة العرب نحتاج قوتك ونهلل لك كما هللنا بل وخذلنا وتآمرنا علي شعوبنا من أجل الإمبراطورية العظمي انجلترا في السابق وقبلها من الأمم إلي يومنا هذا عندما نهلل لماما امريكا أم اسرائيل نعم إسرائيل التي تسعي لتقبيل يدها كل الحكومات العربية من التطبيع السافر هم و شعوبهم إلا الشرفاء منهم
حتي اقزام الحكومات الأوربية الضعيفة المتنازلة كنا نسبح بحمدها ونعتبرهم اسيادنا واسياد العالم لأننا كأمة عربية لا نعرف سوي العبودية التي في نسيج تكويننا وإن لم نجد لنا سيد كي نعبده نصنعه بأيدينا

لكن برغم كل هذا لا تنسي يا أبو ماريا إن لكل سلاح حدين حد تصيب به وحد يصيبك
بل ابشرك بإنك ستصبح سيد المستضعفين قريباً إن لم تكن حقاً أصبحت
نعم سنهلل لقوتك لأنها كشفت خيبتنا وخيبة وخيانة الحكام وكثيرا من الشعوب الضعيفة التي لا تعرف معني للوعي والقوة سبيلاً تلك الشعوب وحكماهم أرادوا بإرادتهم أن يكونوا بناطيل فارغة لأمريكا واسرائيل وغيرهم ومداس قذر في اقدامهم

نعم نهلل لقوتك لأنها كشفت لنا إننا كنا نهاب عدو ضعيف لا يملك ذكائك وقدرتك وجلوسك علي بركان الثلج بل عبدنا بضعفنا عدو متغطرس اهوج يقتل الشرفاء من امتنا ويفرق بينهم كي يسود بهيمنته عليهم عدو يشتري الخونه المستضعفين من امتنا و يسجدون له ويسبحون بحمده
نعم نحن نهلل لك لأنك اظهرت لنا معني جديد للجبابره التي لم نراها علي مر العصور نوع جديد يعلم متي وأين تؤكل الكتف نوع استطاع أن يجلس علي بركان الثلج بركاناً كان يغلي لكنه استطاع بذكائه تغطيته بالثلوج حتي لا يراه أحدٍ فيعد له العدة
لكن برغم قوتك وذكائك الحرب التي يعرفها ابوك وجدك جيداً لن ينتج منها إلا شجعان يقاتلوا من اجل أرضهم وينتصروا كما انتصر إتحادكم علي أقوي رجل ظالم في التاريخ الحديث ولكن بعد دفع الثمن من ملايين الأرواح لاذنب لهم ولا حيلة

برغم ذكائك ستدفع الثمن من انشقاق جماعات ارهابية تستطيع ضربك بكل قوة كما فعلها متطرفين من قبل والتاريخ يشهد وهذا الحد القاتل الذي سيصيبك ويصيب شعبك آجلا أم عاجلاً

وفي نفس الوقت نحن أيضاً اصحاب العقل والضمير الحي كنا سنحترمك ونفخر بك ، عندما تحترم شرف العسكرية بأن لا تعتدي علي دولة مسالمة بها اطفال يهللون من الرعب ومرضي ونساء حوامل وكبار السن وشباب ستزرع انت فيه الحقد والكراهية بين شعبه وشعبك ومن هؤلاء الشباب ستولد جماعات متطرفة كما شاهدناهم بعد كل فتيل حرب
انت لا يهمك من البسطاء الذين سينهاروا اقتصاديا من غزوك لهم وسوف يزداد فقرهم والفقر يولد الإرهاب

كل هذا وأكثر الذي ستفعله بدخول طائراتك وقصف وتدمير ثروات شعب بحجة انك بتحميه فقد قالها كل الغازين قبلك والتاريخ علمنا كيف كانت نهايتهم وياليتك تتعلم
إختيار القوة علي شعب مسالم لم يعتدي عليك لا يفعله الكبير القوي لكن كانت هناك الكثير من الحلول ك علي إلا صوت القنابل والطائرات والإرهاب الذي ترهب به شعب لا حيلة له ولا ذنب
يا ابًو ماريا كل غازي كان يقول مثلك نحن أتينا كي نحميكم قالها نابليون وقالها الملك ريتشارد قلب الأسد
حتي الإسكندر الأكبر قالها ولم يستمع لمعلمه ومربيه ارسطو عندما قال له كن فاتحاً ولم تكن غازياً
فالقوي في هذا القرن الجديد ليس من يستخدم طائرات وقنابل بل من يجعل أعدائه يحترمونه لإنهم يعلموا إنه يستطيع تدميرهم ولم يفعلها لإن صوت الحكمة أقوي من صوت القنابل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى