واشنطن تريد إحتكار سوق الغاز بإشعال الحرب في أوكرانيا

قال أيمن عمر الباحث والخبير الاقتصادي اللبناني، إن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على سوق الغاز العالمي، وضمان السيطرة على الإمدادات العالمية منه وتقليص النفوذ الروسي فيه وتوفير البدائل له.

وأضاف عمر في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن واشنطن تسعى لتحرير أوروبا من الغاز الروسي وتعطيل تشغيل خط أنابيب “نورد ستريم 2”.
وأوضح أن البدائل التي تسعى لها تتمثل في الغاز القطري والجزائري والمصري والإسرائيلي، كما أن تركيا تلعب دورا محوريا في ذلك، كما تعمل الولايات المتحدة على زيادة صادراتها إلى أوروبا.

وأشار إلى أنه مع بدء الأزمة ومع توقف موسكو عن بيع الغاز بموجب عقود طويلة الأجل ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الدول الأوروبية أكثر من 5 أضعاف، وارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى لها منذ 7 سنوات حيث وصل خام برنت إلى 93.36، وأنه حال نشوب الحرب فإن العالم سيشهد تداعيات سلبية على كافة المستويات.

وأشار الاقتصادي اللبناني، إلى أن ما يحدث اليوم من تحشيد عسكري هائل للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وما يقابله من تصعيد أمريكي – أوروبي وتهديدات متبادلة، هو صراع على هوية النظام العالمي الجديد، وتدشين لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية قائمة على التعددية القطبية وعنوانها الصراع على الغاز والنفط.

ويرى عمر أن الانسحاب الأمريكي المذّل من أفغانستان وما سبقه من انسحاب من العراق أسقط الهيبة الأمريكية العالمية بالضربة القاضية، وأن الأزمة الأوكرانية هي فرصة للطرفين لإظهار الرعب العسكري الروسي من جهة ولاستعادة المبادرة الأمريكية العالمية من جهة أخرى.

واستطرد بقوله:
“إن العلاقات الروسية الأمريكية لا تحتاج إلى بؤر توتر وصراعات جديدة، فهي بالأساس عرضة للاهتزازات والتقلبات، ظهّر ذلك مع وصول جو بايدن إلى الرئاسة، ويكفي أن نعرف أن الاستثمار الروسي في سندات الخزينة الأمريكية تقلص من 170 مليار دولار عام 2010 إلى حوالي 3 مليارات الآن، لنحدد مستوى اللاثقة المتبادلة”.

وأوضح أن كل أزمة مالية كانت تعقبها حروب عالمية أو كبيرة تسهم في إعادة النهوض للاقتصاديات المأزومة، حيث أنها كانت بدأت منذ العام 1907 والحرب العالمية الأولى ولم تنته مع أزمة 2008، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى حرب أو استغلال أزمات عالمية لتعويض خسائرها من هذه الأزمة التي قُدّرت بأكثر من 4 مليار دولار، في المقابل فإن الأزمة الأوكرانية تعتبر للجانب الروسي معركة وجودية مرتبطة بأهم مقوّم اقتصادي لديها وهو الغاز.

ومضى الخبير الاقتصادي بقوله، إن النفط والغاز يشكل 16% من الناتج المحلي لروسيا والتي تحتفظ بأكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي في العالم، وتنتج أكثر من 316.5 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً يُصدّر منه أكثر من 200 مليار متر مكعب إلى أوروبا والذي يلبّي حوالي 38 بالمئة من احتياجاتها من الغاز وبالأخص ألمانيا 60 بالمئة من احتياجاتها.

وبحسب الخبير تعتبر أوكرانيا إحدى أهم دول الممر حيث تنقل 95 بالمئة من الغاز الروسي إلى أوروبا، عبر أنابيب نقل يقدر طولها ب 37 ألف كم، وهو ما يفسره الخبير بأنه لبّ الصراع الحقيقي أوكرانيا والذي سيكون منطلقاً لصراعات وأزمات عالمية قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى