هذه الراقصة تزوّجت رئيس وزراء مصر.. بنت الاكابر تبوح بأسرارها
شريط السينما هو جراب الذكريات الذي يسجّل كل شيء، لا ينسى الوجوه أو يخطئ في الزمن.
وعندما نتأمّل شريط السينما المصرية، نكتشف أنّه يحتفظ بوجوه كل الفنانين الذين ساهموا في انطلاقتها بالتمثيل والرقص والغناء.
ومن بين الوجوه القديمة، تطل الفنانة نيللي مظلوم، التي دخلت السينما من نافذة الرقص، وقدّمت عبر شاشتها نحو 20 فيلماً، وتعد أعمالها بالرغم من قلة العدد بصمات خالدة، من الصعب أن تسقط من ذاكرة المشاهد العربي.
وتحل اليوم 21 فبراير/شباط 2022، ذكرى رحيل الفنانة نيللي مظلوم، وبهذه المناسبة تستعرض “العين الإخبارية” في السطور التالية ملامح مهمة من حياتها المهنية والشخصية.
اسمها نيللي كاثرين مظلوم، من مواليد 9 يونيو/حزيران 1925 بمحافظة الإسكندرية. نشأت وسط أسرة شديدة الثراء، إذ كان والدها إيطالي الجنسية، يعمل في صناعة وتجارة المجوهرات، أما الأم فيونانية وكانت تعشق الفن وتجيد العزف على البيانو.
أصيبت نيللي بشلل الأطفال ولجأت أسرتها الثرية إلى طبيب يوناني شهير في ذلك الوقت لعلاجها، ونجح الطبيب وتعافت الطفلة من المرض، ومن حسن حظها أن زوجة الطبيب التي كانت تعمل راقصة باليه أحبتها وتبنتها فنياً وهي في عمر الخامسة.
أحبت نيللي فن الباليه، وعندما بلغت 10 سنوات، تألقت بشكل واضح وأطلق عليها النقاد وقتها “الطفلة المعجزة” لاسيما بعد أن قدّمت عرضاً مبهراً أمام الملك فاروق، حاكم مصر في هذه المرحلة.
توهج نيللي مظلوم
مضت الأيام والسنوات وأصبحت نيللي مظلوم راقصة الباليه الأولى في مصر، وبلغت شهرتها مداها عندما استعان بها أليكسي جوكوف، أستاذ الباليه في فرقة البولشوي الروسية، لتأسيس أول مدرسة حكومية في مصر لتعليم الباليه.
في عام 1939، شاركت نيللي مظلوم في فيلم بعنوان “اللاجئة” وظهرت كراقصة فقط، وتكرر الأمر في فيلم مصري بعنوان “بين نارين”، وعندما شاهدها المخرج حسين حلمي عام 1946، أقنعها بالجمع بين التمثيل والرقص.
وبالفعل شاركت نيللي مظلوم في 20 فيلماً من أبرزها: “صاحب بالين، شهر العسل، فاطمة وماريكا وراشيل، إسماعيل ياسين في حديقة الحيوانات، النمرود، ماكنش على البال، صاحبة الملاليم، قلوب حائرة، مغامرات خضرة، خاتم سليمان، ابن حميدو”، والذي جسّدت خلاله شخصية “لاتانيا” وحققت نجاحاً لافتاً من خلاله.
برزت نيللي في التمثيل والرقص الإيقاعي وهددت عرش تحية كاريوكا حتى أنها تفوّقت عليها في الأجر، وكانت الأكثر طلباً من شركات الإنتاج في الستينيات.
الهجرة
عام 1961، قدّمت نيللي مظلوم آخر أعمالها على شاشة السينما وهو فيلم “التلميذة”، وبعد ذلك قررت التفرغ لمدرستها الخاصة بتعليم فن الباليه، ولكن لسوء حظها تمّ تأميم مشروعها وشعرت بإحباط شديد، لذا قررت هجرة مصر والعودة إلى وطنها الأصلي “اليونان” عام 1964، لاسيما بعدما تدهورت ظروفها المادية.
رجال في حياة نيللي مظلوم
أسست نيللي مظلوم معهداً لتعليم الباليه في اليونان، وبعد مجهود كبير حققت نجاحاً كبيراً وتحسّنت ظروفها المادية.
تزوّجت نيللي مظلوم 6 مرات، وكانت أشهر زيجاتها من والد المطرب الشهير ديميس روسوس، وأثمر هذا الزواج إنجاب “إيمانويل وماريانا”، كما تزوجت من الدكتور عاطف صدقي، وهو من أشهر مَن تولوا منصب رئيس الوزراء في مصر.
وفي 21 فبراير/شباط 2003، ماتت نيللي مظلوم بأزمة قلبية.