قمة ثلاثية تجمع الصباح والسيسي وتبون في الكويت الثلاثاء
كشفت مصادر دبلوماسية جزائرية عن ترتيبات لعقد قمة ثلاثية، الثلاثاء، بين أمير الكويت الشيخ “نواف الأحمد الجابر الصباح” والرئيسين الجزائري “عبدالمجيد تبون” والمصري “عبدالفتاح السيسي”؛ بهدف توفير الظروف السياسية الملائمة لعقد القمة العربية، وتشكيل توافق حول مسألة إعادة دمشق لمعقدها في الجامعة العربية.
وأوضحت المصادر، الإثنين، أن “تبون” سيصل إلى العاصمة الكويتية في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى الكويت منذ 2008، بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” في اليوم ذاته.
وأفادت المصادر ذاتها بأن أجندة القمة العربية المقبلة، المقررة نهاية العام الجاري، ستكون محور مباحثات بين الزعماء الثلاثة، المتفقين على “عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”.
ورجح الدبلوماسيون الجزائريون أن تكون زيارة “تبون” إلى قطر مرتبطة أيضا بتحفظ الدوحة على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؛ ما يعني أن انعقاد القمة الثلاثية في الكويت “سيمهد لترتيبات قمة عربية شاملة” وفق مقاربة جزائرية تتلاقى مع مقاربات عواصم عربية، بينها القاهرة والكويت، خصوصا فيما يتعلق بعودة سوريا لجامعة الدول العربية.
نبأ عقد القمة الكويتية الجزائرية المصرية أكدته، أيضا، صحيفة “الجريدة” الكويتية، لافتة إلى أنها تأتي في خضم حراك دبلوماسي تقوده الكويت لإعادة ترتيب العلاقات بين الدول العربية.
واستضافت الكويت، في يناير/كانون الثاني الماضي، اجتماعا تشاوريا لوزراء الخارجية العرب تحت عنوان “المصارحة والمكاشفة”.
وشدد ولي عهد الكويت، الشيخ “مشعل الأحمد الجابر الصباح”، خلال لقائه الوزراء العرب بعد الاجتماع، آنذاك، على ضرورة وحدة الصف وإنهاء أي خلافات في ظل الظروف الإقليمية المعقدة.
وستكون زيارة الكويت خامس محطة عربية منذ تولي “تبون” مقاليد الحكم نهاية 2019، بعد كل من السعودية وتونس ومصر وقطر.
وتأتي عقب جولة عربية قادت وزير الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” إلى أبوظبي والرياض والدوحة والكويت والقاهرة.
وفي 15 فبراير/شباط الجاري، أعلن الرئيس الجزائري رسميا تأجيل القمة العربية التي كان من المقرر أن تستضيفها بلاده في نهاية مارس/آذار المقبل، إلى الربع الأخير من نهاية العام الجاري.
وأوضح “تبون” للصحفيين في بلاده آنذاك أنه سيتم الاتفاق على تاريخ انعقاد القمة العربية بالجزائر في مارس/آذار المقبل، نافيا وجود أي خلافات بين القادة العرب حول موعد عقد القمة المقبلة، مشيرا إلى أن الجميع أبدى ارتياحه بانعقادها في بلاده.
وفي وقت سابق، كشفت تقارير استخباراتية عن وجود خلافات عربية محتدمة حول التطبيع العربي مع سوريا، والتي كان من المرجح أن تشهد القمة المؤجلة عودتها رسميا إلى الجامعة العربية، بعد عقد من تعليق عضويتها.
وتحاول دول بينها مصر والإمارات والأردن والجزائر إعادة النظام السوري إلى مقعد دمشق الشاغر في الجامعة العربية، في حين ترفض دول أخرى، بينها قطر، ذلك؛ لكون الأسباب التي أدت إلى تجميد عضوية دمشق بالجامعة لا تزال قائمة.
وعقدت القمة السنوية الأخيرة لجامعة الدول العربية على مستوى القادة في مارس/آذار 2019 في تونس، وألغيت نسختا 2020 و2021 بسبب تفشي فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19).