عادل سيف.. يكتب: برج مورام المنطوي على ذكرياته الأليمة بالقاهرة
رغم صمود مبنى برج مورام التجاري المهجور في منطقة العتبة بما يحمله من آثار كارثته الاخيرة، ورغم ان بعض الواح الزجاج المتبقية والقليلة جدا في واجهته الزجاجية مازالت تعكس الشمس محاولة اظهار بعض من الفخامة التي كان عليها المبنى ذو الخمسة أدوار، إلا أنها فشلت مع وجود الكثير من مثيلاتها المهشمة في إخفاء ما يحمله داخل المبنى من ذكريات اليمة ونهاية مفجعة وأخيرا الهجر.
هذا هو حال برج مورام احد افخم متاجر الملابس في العتبة عندما أنشأه كل من ويلي مورام وفرانك يونج مورام البريطانيان في بداية القرن العشرين، ولم يكن هذا محلهم الوحيد بل كان لهم فرع كبير بشارع 26 يوليو (شارع بولاق في ذلك الوقت وتحول الى شارع فؤاد).
شح المعلومات عنه جعل البعض وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يعتقد انه متجر “س. شتاين” المجاور له رغم ان العديد من الصورة القديمة لشارع العتبة (العسيلي) في سوق جوهر تظهر المتجرين معا.
اغلب ما يتوافر من معلومات عنه مصدرها فصل صغير لكتاب عن العائلة كتبه سليل لأسرة مورام يقيم في جنوب افريقيا، ورغم اعترافه في هذا الفصل بأنه لا يعرف الكثير عن مصر الا انه من خلال وثائق خاصة بالمحل حصل عليها ترجع لفترة العشرينيات يعرف بعض المعلومات عن تاريخ المحل، والذي للأسف تاريخ لا ينطوي على تحدي لسنوات ليترك الامر لاستنتاجات مستندة على قرائن لا ادله يمكن بها تحديد تقريبي لسنوات تاريخ المحل.
نعرف مما ذكر بالنص عن تاريخ المحل في الكتاب أن اسم المحل في مصر هو “متاجر مورامز الشرقية”، وانه كانت له منافذ بيع في القاهرة والإسكندرية والمحافظات.
ويفيدنا ان المحل تعرض لهزة قوية في سنوات عشرينيات القرن العشرين بسبب الديون التي كانت عليه وتعثر في تسديدها إضافة للديون التي كانت له ولم يتمكن من تحصليها، وأدت في النهاية الى خروجه من السوق وبيعه في سنوات الثلاثينيات لمستثمرين يهود لم يذكر من هم ولكنه اتهمهم بأن تسببوا في سوء سمعة المحل.
لم تكن هزة الديون ولا سوء السمعة وراء نهاية المحل بل كان حريق مازالت تبدو اثارة على جدران المحل وافقدته أرضية ادواره الخشبية ولم يتبق الا الحديد الذي كان يحملها والسلم وبئر الاسانسير الخشبي الذي اكلته النيران، والحريق المحتمل هنا على الاغلب هو حريق القاهرة عام 1952.