محمد مختار قنديل.. يكتب: التغير المناخي والسواحل المصرية
يقول الحق سبحانه وتعالى في الآيى 41 سورة الروم: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” صدق الله العظيم.
وهذا ما ينطبق تماماً على الذي نحن فيه من التغير المناخي على الكرة الأرضية إلى الأسوأ وسيظل الأمر كذلك إلى أن يرجع الناس إلى الله وإلى الفطرة السوية التي خلقها الله ولن يرجع الناس إلا بالقوانين المتشددة.
حتى ستينات القرن الماضي كانت القطارات تجوب مدن ودول نافثة دخانها في الهواء الناتج عن حرق الفحم الذي يغلي الماء الذي يدفع القاطرة وكانت قمائن حرق الطوب منتشرة على ضفاف النيل وفروعه نافثة دخانها أيضاً وكان حرق قش الأرز منتشراً في دلتا مصر مكوناً ما سُمي حينها بالسحابة السوداء ولعلنا نذكر الأغاني الوطنية التي كانت تتغنى بالمصانع ومداخنها العالية التي لا تتوقف.
ورغم كل ذلك وعوادم السيارات في مصر التي تتزايد يوماً بعد يوم تمثل مصر أقل الدول إضراراً بالمناخ العام على الأرض.
وإذا لم يتم السيطرة على أسباب الإحتباس الحراري الناتج عن الإنبعاثات من وسائل الحضارة الحديثة والمصانع فإن المتشائمين من خبراء البيئة والمناخ يقولون إن مناسيب المياه في البحار والمحيطات ستزيد حوالي 65 سم خلال القرن الحادي والعشرين وسيتضرر الإنتاج الزراعي في العالم وغيره من ظواهر الحياة.
ومصر لها سواحل على البحرين المتوسط والأحمر وبينهما قناة السويس والبحيرات المرة والبحيرات الشمالية ستتأثر بارتفاع مناسيب المياه.
وبقراءة الخرائط الكنتورية لسواحل مصر نجد أن هناك نقاط ضعف في هذه السواحل أهمها الإسكندرية وشرق بورسعيد التي كانت تغرقها دائماً مياه المد ومعظم مصايف الساحل الشمالي ومصايف البحيرات المرة.
وأتمنى أن تضع مصر مقاييس مثل مقياس النيل في الروضة في مناطق معينة من السواحل لرصد وتسجيل الإرتفاع في متوسط مناسيب البحار وتسجيلها ولو بالسنتميتر لنرى وليكون ذلك إنذاراً بالخطر ونرى إمكان عدوان ماء البحر على نهايات فرعي دمياط ورشيد كما يجب أن نقيس مناسيب المياه الجوفية في الدلتا والتي تزيد بسبب الري بالغمر وضعف الصرف الزراعي ونقيس درجة ملوحة هذه المياه.
إن توعية المواطنين وإلتزامهم بالنظافة وعدم استخدام ما يلوث البيئة لأن منظومة المناخ تشمل كل ما يحافظ على البيئة صحية ونظيفة ومصر تتجه بقوة إلى استخدام الطاقة النظيفة في كل الأنشطة التي تتطلب قدراً كافياً من الطاقة.
وستثبت مصر بفضل الله وقيادتها السياسية وخبراؤها في موضوعات البيئة والمناخ أنها تستحق أن تقود العالم إلى الخير والنماء والسلام وذلك في مؤتمر المناخ آخر هذا العام.