صور السيسي وأعلام مصر ترفرف في أنحاء غزة
منذ توسطها في الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، أرسلت مصر أطقما من العمال لإزالة الأنقاض، ووعدت ببناء مجمعات سكنية جديدة في القطاع. وباتت أعلام مصر ترفرف في جميع أنحاء غزة، بالإضافة للوحات تمدح الرئيس عبدالفتاح السيسي.
هذه نظرة جديدة من الغزيين للمصريين، الذين أمضوا سنوات في العمل بهدوء لتشجيع محادثات الهدنة بين إسرائيل وحماس، والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة. وقد يساعد هذا التحول في منع – أو على الأقل تأخير – جولة أخرى من العنف.
وتقول الباحثة في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن، حفصة حلاوة، “سمحت حرب غزة في مايو الماضي لمصر بتسويق نفسها مرة أخرى على أنها شريك أمني لا غنى عنه لإسرائيل في المنطقة، ما يجعلها أيضا شريكا أمنيا لا غنى عنه للولايات المتحدة”.
وأضافت: “ما حدث في غزة ذكر الجميع بأنه لا يمكنك فعل أي شيء بدون مصر”.
والمساعدات واسعة النطاق، إلى جانب سيطرتها على رفح – المعبر الحدودي الوحيد لغزة الذي يتجاوز إسرائيل – يمنح مصر نفوذا على حماس.
وعقب التفاوض على هدنة غير رسمية أنهت حرب غزة، تعهدت مصر بتقديم 500 مليون دولار لإعادة بناء القطاع، وأرسلت أطقم عمل لإزالة الأنقاض.
وتدعم القاهرة الآن بناء ثلاث بلدات من المقرر أن يسكنها نحو 300 ألف شخص، وفقا لما يقوله ناجي سرحان، وكيل وزاره الأشغال العامة والإسكان في غزة. كما يجري العمل على تطوير الطريق الساحلي الرئيسي في القطاع.
وذكر سرحان أن هذه المشروعات ستستغرق عاما ونصف. وأضاف: “نتمنى أن تكون هناك حزم كبيرة من المشاريع في المستقبل القريب، وخاصة الأبراج التي دمرت خلال الحرب”.
ودمرت إسرائيل أربع ناطحات سحاب خلال الحرب، قائلة إنها كانت تضم بنى تحتية عسكرية تابعة لحماس.
وتشحن السلطات المصرية مواد بناء عبر معبر رفح.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة اتحاد المقاولين الفلسطينيين، علاء الأعرج، إن تسع شركات فلسطينية ستشارك في المشروعات المصرية التي ستوفر نحو ست عشرة ألف فرصة عمل مطلوبة بشدة في القطاع الفقير.
والتواجد المصري في غزة بات ملموسا، إذ تزور وفود مصرية القطاع كل أسبوع تقريبا لتفقد العمل. كما فتحت القاهرة مكتبا في أحد فنادق غزة للخبراء الفنيين الدائمين. وترفرف أعلام مصر، ورايات شركات مصرية أعلى جرافات، وشاحنات، وأعمدة كهرباء بالقطاع.
ووصل العشرات من العمال المصريين، ويقيمون بنزل مؤقتة في مدرسة بمدينة غزة.
وتتدفق الشاحنات المصرية المليئة بمواد البناء إلى غزة عبر معبر رفح خمسة أيام في الأسبوع
ويقول سهيل السقا، وهو مقاول من غزة يشارك في إعادة الإعمار، إن التدفق المستمر للمواد المصرية أمر مهم للغاية.
وأضاف: “باتت البضائع غير مقيدة بالمعابر الإسرائيلية، وهذا يجعلها ذات أهمية كبيرة”.