تقرير يتحدث عن مثلث إماراتي إسرائيلي هندي بالمنطقة.. ما قصته؟
قال باحث إسرائيلي إن محادثات لإنشاء منطقة تجارة حرة باتت متطورة بين الإمارات وإسرائيل والهند، لتشكل تلك البلدان معا مثلثا جديدا يستهدف إدخال دول الخليج في هذه الشراكة مع الهند وإسرائيل، بمباركة الولايات المتحدة.
وأوضح “جويئل جوزنسكي”، الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والخبير في دول الخليج والقضايا الاستراتيجية، والمسؤول السابق بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مقاله بموقع “زمن إسرائيل”، أن “نيودلهي استأنفت مؤخرا محادثات الترويج لاتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل والإمارات، مقابل المصلحة الإسرائيلية بزيادة الوجود العسكري الهندي في بحر العرب والبحر الأحمر، لمواجهة الساحات التي تهددها إيران، وسيكون من الصواب تكثيف التعاون الثلاثي لضمان حرية الملاحة في المنطقة”.
وأضاف “جوزنسكي”، أن “القرب الجغرافي للدول الثلاث: إسرائيل والإمارات والهند، تجعلها أكثر استعدادا لتنفيذ مشاريع مشتركة للتكرير والبتروكيماويات، واستغلال القوى العاملة الكبيرة والمهنية والرخيصة التي توفرها، فضلا عن كبح جماح التطلعات التوسعية للصين وروسيا، بسبب علاقات الدول الثلاث الجيدة مع الولايات المتحدة، ما يتطلب منها ألا تذهب باتجاه تطوير علاقاتها مع بكين وموسكو خشية من ضغوط واشنطن”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لها مصلحة بتشجيع الهند على القيام بدور نشط في حفظ أمن منطقة الخليج، كقوة موازنة للصين، ووسيلة لتقليل مشاركتها في المنطقة، في حين أن الهند لديها مصلحة أكبر للمشاركة بتطورات الشرق الأوسط، مع العلم أن قراءة إسرائيل لتطوير العلاقات بين الهند ودول الخليج ينطوي على قدر كبير من الشك، بسبب علاقات الأخيرة الخاصة في المجالين السياسي والأمني بين السعودية والإمارات مع باكستان، وبين الهند وإيران.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد قادة الدبلوماسية في الهند وأمريكا وإسرائيل والإمارات اجتماعا وزاريا افتراضيا حول ما يمكن أن يكون نواة لتجمع جديد في الشرق الأوسط على غرار مجموعة “كواد” الرباعية (Quad)، لكن مع أجندة أمنية محدودة.
وفي مقال له بموقع “أوراسيا ريفيو” يقول الكاتب “أرول لويس” إن الإمارات تعد بمثابة العاصمة للرباعي الناشئ، وتتمتع إسرائيل والولايات المتحدة بالميزة التكنولوجية، فيما لدى الهند القدرة على التصنيع والتنفيذ.
ويضيف أن أي تعاون بين الدول الأربع سيشمل السعودية كضيف غير مرئي، إذ أن لدى كل من الإمارات والسعودية قدر من العداء تجاه قطر، والتي تحولت لفترة إلى قطيعة دبلوماسية وحتى محاولة لفرض حصار على الدوحة بسبب مزاعم بدعمها لـ”الإرهابيين”. ولدى إسرائيل، أيضا، شكاوى مماثلة بشأن قطر.
وهناك عامل هو تركيا؛ إذ تحاول أنقرة الظهور كمركز منافس للإسلام السياسي لاستعادة دور الخلافة قبل الحرب العالمية الأولى.
ثم هناك صراعات المنطقة مثل ليبيا وسوريا؛ حيث تدعم روسيا وإيران نظام “بشار الأسد”، وتعارضه أمريكا والسعودية.
وظلت الهند بمنأى عن هذه الصراعات؛ حيث تحاول الحفاظ على بعض الحياد، وتبقي الجسور مع إيران، وقطر، وتركيا.