سر زيارة الملك فاروق التي حوّلت فريد شوقي من كومبارس إلى بطل
زيارة مفاجئة للملك فاروق إلى المعهد العالى للتمثيل كانت سببًا فى أن يصبح الطالب فريد شوقى بطلًا، بدلًا من أن يكون «كومبارس» صامتًا.
وروى الفنان الراحل تفاصيل ما حدث فى مذكراته التى نشرتها الناقدة الفنية إيريس نظمى، تحت عنوان «ملك الترسو فريد شوقى»، عن دار ريشة للنشر والتوزيع.
وكتب «شوقى»:
“فى أحد أيام الدراسة بالمعهد سمعنا خبرًا أدهش الدفعة كلها، طلابًا وأساتذة، الملك فاروق سيشاهدنا ونحن نمثل على خشبة المسرح، وأصبح المعهد فى حالة نشاط غير عادية، والسبب أن المعهد فى عامه الأول بلا ميزانية، وكان تابعًا لوزارة الشئون الاجتماعية، ما يجعله مهددًا بوقف نشاطه، فقرر عميد المعهد تنظيم حفل للملك فى عيد ميلاده ليتدخل الملك ويساعد فى استقرار المعهد”.
“اجتمع بنا الأستاذ زكى طليمات، وقال لنا إننا سنقدم خلال الحفل مسرحيتين من فصل واحد، الأولى من تأليف بيرم التونسى والثانية من تأليف الشاعر عزيز أباظة، وبدأ طليمات يوزع الأدوار على كل الطلاب، ووزع أدوار البطولة على زملائى وزميلاتى، أما أنا فاختار لى دور كومبارس، ودارت التساؤلات بداخلى: لماذا يريد أن يحبطنى؟ وما سبب التغير فى موقفه بعدما كان يعتمد علىّ بشكل أساسى؟، حتى جاء الصباح ووجدت أحد الزملاء يخبرنى أن العميد يريد مقابلتى فى مكتبه”.
وبالفعل ذهبت لمكتب زكى طليمات، وقال لى إنه يريدنا أن نظهر أمام الملك بمظهر محترم ومشرف، وإنه يخشى من زملائى الذين أعطاهم دور البطولة، وإنهم ربما لا ينصفوننا أمام الملك، وقرر إعطائى دور البطولة فى المسرحيتين، وكدت أهجم عليه وأُمطره قبلات، لكن هيبته ووقاره منعانى من ذلك، وشعرت بأنه قائد يصدر الأوامر لجنوده، وقال لى: مستعد يا فريد؟”.