الرئيس المصري في الإمارات.. التوقيت والدلالات
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال استقباله السيسيالشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال استقباله السيسي
زيارة يجريها الرئيس المصري إلى دولة الإمارات تأتي في توقيت بالغ الأهمية وتستبطن أعلى درجات المساندة في التصدي لمحاولات زعزعة الأمن.
وفي وقت سابق الأربعاء، وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في زيارة رسمية.
زيارة يرى خبراء ودبلوماسيون مصريون سابقون، في أحاديث منفصلة ، أنها تأتي في إطار التأكيد على أن “أمن مصر القومي دائما ما يتمدد مع نظيره في الخليج العربي، علاوة على وقوف القاهرة إلى جانب دولة الإمارات في أي ترتيبات قادمة” بشأن التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وأكدوا في الوقت ذاته أن تكرار استهداف مليشيات الحوثي للمنشآت المدنية في دولة الإمارات يبعث على القلق الشديد، ويحتم توفر أكبر قدر من التضامن، مشددين على ضرورة الضغط الشديد على إيران لمسؤوليتها عن التصعيد الحوثي.
وشددوا على ضرورة التحرك الدولي والأمريكي السريع لتجفيف منابع موارد الحوثي وعناصر عدوانه، مع إحكام الرقابة على الموانئ اليمنية لمنع إمدادات السلاح للمليشيات الإرهابية.
وفي بيان صدر الأربعاء، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن “زيارة الرئيس للشقيقة الإمارات تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما يجمع الدولتين من روابط أخوية تاريخية وعلاقات تعاون وتنسيق متبادل على جميع الأصعدة”.
وأضاف أنه من المنتظر أن يبحث السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، جوانب العلاقات الثنائية الوثيقة والممتدة بين مصر ودولة الإمارات.
كما تتضمن المباحثات التشاور والتنسيق حول التطورات الأخيرة للقضايا الإقليمية، وذلك في ضوء ما تتطلبه المرحلة الراهنة من تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار وأمن الدول العربية.
توقيت هام
في قراءته لدلالات زيارة الرئيس المصري في هذا التوقيت إلى دولة الإمارات، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة تحمل أعلى درجات التأييد من مصر لدولة الإمارات حيث تأتي في توقيت مناسب جدا للتأكيد على عمق العلاقة والتضامن غير المحدود مع دولة الإمارات.
وأضاف العرابي أن “إقدام مليشيات الحوثي على استهداف أهداف مدنية في دولة الإمارات يبعث على القلق الشديد، ويحتم توفير قدر أكبر من التضامن مع دولة الإمارات والسعودية”.
وحول المطلوب دوليا لردع الحوثي، أشار إلى ضرورة “التحرك الدولي فورا لتجفيف جميع موارد الحوثي وعناصر عدوانه على الإمارات والسعودية، علاوة على الرقابة المشددة على الموانئ لمنع إمدادات السلاح، مع ضرورة الإبقاء على المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الذي أصيب بنكبة كبيرة بسبب وجود المليشيات”.
وطالب العرابي بـ”وضع الحوثي على لائحة الإرهاب من قبل جميع دول العالم للتضييق عليهم، وتجفيف عناصر التمويل من بعض العناصر في الخارج”.
وأشار إلى أن “الحوثي ارتكب أخطاء كبيرة تستوجب العقاب بعد عدوانهم على الشعب اليمني وعلى دولتي السعودية والإمارات، وعليهم تحمل وطأة هذا الأمر خلال الفترة المقبلة”.
كما لفت إلى أن “إيران تلعب بورقة الحوثي وحزب الله لتسخيرهم من أجل تحقيق أهدافها السياسية”.
دعم وتحرك
من جانبه، اعتبر السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الدعم والمساندة المصرية على الصعيد السياسي والدبلوماسي تأخذ أشكالا عملية وواقعية، علاوة على التحرك المصري في إطار إقليمي ودولي من أجل ردع الحوثي.
وحذر حليمة من أن “الحوثي يتحرك بتوجيهات وتعليمات إيرانية؛ ولذلك فإن المطلوب وجود مواقفة حاسمة وضغوط سياسية على طهران”.
ولم يستبعد الدبلوماسي المصري السابق أن يكون التصعيد الحوثي مرتبطا بمباحثات الاتفاق النووي الإيراني، كنوع من الضغوط على الطرف الغربي، للحصول في المقابل على تنازلات قبل التوصل لاتفاق نهائي.
وبحسب حليمة، فإن “الموقف الإقليمي والدولي يحتاج لما هو أبعد من الإدانات”، مشددا على ضرورة وجود إجراءات حاسمة ورادعة ضد الحوثي”.
وقال عن ذلك: “لا بد من وجود ردع عسكري أمريكي ودولي حاسم لوقف عدوان مليشيات الحوثي، بسبب اعتداءاتها على سيادة الدول، ووقف الصواريخ التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر وتهدد أمن واستقرار المنطقة”.
واتفق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مع العرابي وحليمة، معتبرا أن زيارة الرئيس المصري في هذا التوقيت تحمل دلالات هامة بعد تعرض دولة الإمارات لاعتداءات حوثية.
وقال فهمي إن الزيارة تأتي “دعما ومساندة للإمارات والخليج في مواجهة تحركات الحوثي واعتداءاته المتكررة والتهديدات الإيرانية”.
كما تؤكد الزيارة أن “مصر وأمنها القومي دائما ما يتمدد مع نظيره في الخليج العربي، والتأكيد على وقوف مصر إلى جانب دولة الإمارات في أي ترتيبات قادمة”، لافتا إلى أن “الجانب الأمني والاستراتيجي يستبق الجانب السياسي لهذه الزيارة”.
وأبرز المحلل السياسي المصري أن الزيارة تعكس أيضا طبيعة وخصوصية العلاقات بين الجانبين المصري والإماراتي، مؤكدا أن السيسي “حرص على نقل رسالة للأشقاء في دولة الإمارات على طبيعة العلاقات وخصوصيتها في هذا التوقيت”.
ولفت فهمي إلى وجود “حرص من الجانبين المصري والإماراتي على تطوير العلاقات بشكل مستمر”.