“الزبالون والمثقفون”.. حديث نجيب ساويرس يثير غضب أدباء مصر
أثارت تصريحات رجل الأعمال الأعمال المصري نجيب ساويرس بشأن الفقر، في كلمة له بحفل توزيع جوائز ساويرس الثقافية، حالة من الجدل في الوسط الأدبي، الأمر الذي دفع مجموعة من المثقفين للرد.
وكان ساويرس قال، السبت الماضي، إن إطلاق هذه الجوائز الثقافية يعود الفضل فيها لوالدته التي كانت تصطحبه إلى حي الزبالين (شرقي القاهرة)، لتوصيه بالفقراء في مصر، فقرر وأخوته (سميح وناصف) إنشاء مؤسسة معنية بالثقافة، بحسب مقطع فيديو متداول في تويتر.
نجيب ساويرس يربط بين تعاطفه مع الزبالين والمثقفين pic.twitter.com/vOOIKV9kb3
— سامح محجوب (@samehmahgoob4) January 10, 2022
ومؤسسة ساويرس بدأت منذ عام 2005 في تنظيم مسابقة جائزة ساويرس الثقافية لاختيار أفضل الأعمال الأدبية المتميزة لكبار وشباب الأدباء والكتاب المصريين في مجالات الرواية، والمجموعات القصصية، بحسب موقع المؤسسة.
وردا على ذلك، انتقد الروائي والباحث الأكاديمي المصري يوسف زيدان، عبر حسابه في فيسبوك، ساويرس، قائلا: “”ليس من عادتي التوقف عن سفاسف الأمور ومحقرات الأخبار، مثل كلامه هذا المنشور والمنتشر منذ أمس بشكل كبير، وأثار في نفسي التقزز”.
وأشاد زيدان بقيمة الأدباء في المجتمع، قائلا: “من هنا نعرف الجاحظ وشكسبير وابن سينا ودانتي والمتنبي (…) ولا نعرف الأثرياء الذين عاصروهم ثم انطمروا فور وفاتهم”.
واعتبر أن عددا كبيرا من الأدباء المصريين كانوا أكثر ثراء من نجيب ساويرس “لأنهم لم يتهالكوا على جمع الأموال وزيادتها وكانت ثرواتهم أنفس من النقود والحسابات البنكية”، على حسب تعبيره.
وتابع منتقدا: “الأدباء، يا رجل الأعمال الناجح، لا يصح جمعهم مع الزبالين بأي وجه من الوجوه، لا سيما وجه التحقير الفوّاح من عباراتك حتى وإن كنت لم تقصده، وكان لسانك قد خانك، أو كنت تقصد مؤسستك الخيرية التي تعطي جائزتك الأدبية لأحد المتقدمين لها”.
بدوره، أعرب الكاتب سامح فايز، أحد الفائزين بالجائزة في دورتها الماضية، عن امتعاضه من التصريحات قائلا: “جائزة ساويرس مهمة لا مفر، مجهودهم يحترم على مدار سنوات، لكن لازم نجيب ساويرس نفسه يبعد عنها ويركز مع أغنياء الجونة”، في إشارة إلى مهرجان الجونة السينمائي المنظم من قبل رجل الأعمال نفسه.
واستعرض الشاعر أشرف أبو جليل كلام ساويرس قائلا: “هكذا تكلم المحسن للفقراء نجيب ساويرس (..) هل هذا خطاب لائق؟”.
وساويرس (67 عاما)، يعد أحد أكبر أغنياء القارة الأفريقية وثاني أثرياء مصر بعد شقيقه، بثروة تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.
وبنى ساويرس ثروته من الاستثمار في مجال الاتصالات حيث كان يملك شبكات للهواتف الجوالة في دول مثل بنغلادش والعراق وباكستان، فيما حصل على رخصة الاتصالات العاملة الوحيدة في كوريا الشمالية. ومن ثم بدأ يظهر كأحد أبرز منظمي الفعاليات والمهرجانات الفنية والثقافية في البلاد.