هل ينصف الفيفا محمد صلاح أخيراً؟
هل تشفع الأرقام الفردية التي حققها صلاح له في هذا السباق، أم ان غياب الالقاب الجماعية مع ناديه ومنتخب بلاده سيلعب دوراً؟
يراهن جمهور محمد صلاح على تألقه الحالي بالأسابيع الأخيرة وغياب ميسي وليفاندوسكي عن المشهد ما قد يؤثر في خيارات المصوتين وتبقى عالقة مشاهد أهدافه المثيرة.
يتم اختيار الفائزين بجوائز أفضل لاعب ولاعبة ومدرب ومدربة وحارس مرمى بعملية تصويت يشارك فيها قادة المنتخبات الوطنية ومدربوها إضافة الى صحافيين ومشجعين.
* * *
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن القائمة النهائية لمرشحيه الثلاثة على جائزة «أفضل» لاعب في العالم التي يمنحها سنويا، لتنحصر بين الثلاثي المصري محمد صلاح والارجنتيني ليونيل ميسي والبولندي روبرت ليفاندوسكي، فهل تكون انصافاً أخيراً لموهبة نجم ليفربول؟
ورغم أن نجم بايرن ميونيخ ليفاندوسكي توج بالجائزة العام قبل الماضي امام البرتغالي كريستيانو رونالدو وميسي، لكنه احتل المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية 2021 التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» خلف ميسي الذي توج بالجائزة للمرة السابعة في مسيرته، وهو رقم قياسي.
ونال ميسي جائزة الفيفا ست مرات اعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015 و2019، وحل وصيفا ست مرات أيضا أعوام 2007 و2008 و2013 و2014 و2016 و2017، وثالثا العام قبل الماضي.
لكن مهاجم ليفربول محمد صلاح حل ثالثا في جائزة افضل لاعب التي يمنحها الفيفا لعام 2018 خلف الكرواتي لوكا مودريتش ورونالدو، علما أنه حل سابعا في جائزة الكرة الذهبية لـ«فرانس فوتبول» العام الماضي بعدما كان سادسا عام 2018 وخامسا عام 2019.
لكن اذا سألنا أي عاشق لكرة القدم في الوقت الحالي، عن أفضل لاعب في العالم في الشهور الثلاثة الماضية، فان قلة لن تختار صلاح، فهو هداف الدوري الانكليزي حاليا بـ16 هدفاً في 20 مباراة، وسجل 23 هدفاً في 26 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم، بينها أهداف من النوع الخارق على طريقة ميسي القديمة.
ورغم ذلك فان البعض قد لا يعتبره أبرز المرشحين لهذه الجائزة من نواح أخرى، فهو لم يحرز أي لقب مع ليفربول طيلة السنة الماضية، بعد موسم مخيب عانى خلاله الفريق الانكليزي من اصابات عدة، كما لم يشارك مع المنتخب المصري في أي بطولة كبيرة.
وذلك على عكس ميسي الذي أحرز لقبين خلال سنة 2021، الأول كان مع برشلونة في نهائي كأس اسبانيا، والثاني مع المنتخب الارجنتيني، حيث فك عقدته ونحسه بعدم احراز اي لقب معه، بالتتويج بكأس أمريكا الجنوبية (كوبا أميريكا)، رغم ان النصف الثاني من السنة كان أقل من المتوقع والمرجو منه منذ انتقاله الى باريس سان جيرمان، حيث لم يسجل في الدوري الفرنسي حتى الآن سوى هدف واحد في 11 مباراة.
في حين أحرز ليفاندوسكي الدوري الألماني، كالمعتاد، مع البايرن، لكن «ماكينة» التهديف البولندية حطم الكثير من الأرقام القياسية، وبات في المركز الثالث لأعلى هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا بتسجيله 9 أهداف الموسم الماضي، ليبقى خلف ميسي ورونالدو، ورفع رصيده الى 290 هدفاً في تاريخ مشاركاته في البوندسليغا، ليصبح ثانيا في سجل هدافي الدوري، خلف الاسطورة غيرد مولر (365 هدفاً). وأحرز لقب هداف الدوري ست مرات، آخرها الموسم الماضي، عندما سجل 41 هدفا في 29 مباراة مع البايرن، محطما الرقم القياسي لمولر البالغ 40 هدفا والمسجل في موسم 1971-1972.
صلاح أيضا حطم الكثير من الأرقام القياسية والمثيرة خلال السنة الماضية، فأصبح خامس أسرع لاعب يصل للهدف الـ100 في الدوري الإنكليزي، بعد آلان شيرر وهاري كاين وسيرجيو أغويرو وتييري هنري، وأكثر اللاعبين الأفارقة تسجيلاً للأهداف في الدوري الممتاز، برصيد 113 هدفاً متخطياً ديدييه دروغبا الوصيف برصيد 104 أهداف.
وعادل رقم النجم النيجيري ياكوبو كأكثر لاعب أفريقي تسجيلاً للهاتريك في الدوري الإنكليزي، برصيد 4 لكل منهما. ونجح في معادلة رقم تاريخي خالد في تاريخ ليفربول عمره 119 عاماً، ليصبح ثاني لاعب يسجل في 5 مباريات متتالية خارج ملعبه بالدوري منذ 1902 خلف سام ريبولد الذي حقق حينها هذا الإنجاز.
وأسرع جناح يصل لـ100 هدف في الدوري الإنكليزي. وأول جناح غير بريطاني يصل لـ100 هدف في الدوري الإنكليزي. وأول لاعب في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز يسجل ثلاثية في شباك مانشستر يونايتد على ملعب الأخير «أولد ترافورد». وأصبح أول لاعب من ليفربول يسجل أو يصنع في سبع مباريات متتالية خارج أرضه في الدوري الإنكليزي.
ويتم اختيار الفائزين بجوائز أفضل لاعب ولاعبة ومدرب ومدربة وحارس مرمى من خلال عملية تصويت يشارك فيها قادة المنتخبات الوطنية ومدربوها، إضافة الى الصحافيين والمشجعين.
ولكل فئة نسبة متساوية تبلغ 25%، أي ان تأثير الجماهير سيكون ملموساً، ونحن نعرف مدى شعبية النجم المصري، لكن السؤال الأهم هل تشفع الأرقام الفردية التي حققها صلاح له في هذا السباق، أم ان غياب الالقاب الجماعية مع ناديه ومنتخب بلاده سيلعب دوراً؟
لكن محبيه سيراهنون على تألقه الحالي وعلى مدى الأسابيع الماضية وغياب ميسي وليفاندوسكي عن المشهد، ما قد يؤثر في خيارات المصوتين التي تبقى عالقة مشاهد أهدافه المثيرة، علما أن باب التصويت أغلق في العاشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي. وسيقام حفل توزيع الجوائز عن بعد من مقر الاتحاد الدولي للعبة في زيوريخ في 17 كانون الثاني/يناير الجاري، فكل التوفيق لنجمنا العربي.