محمد بن راشد.. 16 عاما من “اللامستحيل”
تحتفل دولة الإمارات، اليوم الثلاثاء، بذكرى مرور 16 عاماً على تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مهامه نائباً لرئيس دولة الإمارات رئيساً لمجلس الوزراء حاكماً لإمارة دبي.
وهي مناسبة تحظى بخصوصية كبيرة بالنظر إلى الدور المحوري الذي لعبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مسيرة ازدهار وتفوق دولة الإمارات حيث رسخ نهجا فريداً في القيادة وبات نموذجا يحتذى به في مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وتوج هذا النهج بتحقيق إنجازات ضخمة تصدرت معها دولة الإمارات مؤشرات التنافسية العالمية في الكثير من المجالات، كما أحدث نقلة نوعية في العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي، وهو ما تجسد في التطور الكبير للخدمات ومستويات الأداء.
ويتميز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإدارته التي لا تعرف المستحيل، والتي تحول الأفكار إلى واقع تجسد في عدد من المشاريع، إدارة ذللت التحديات وواجهتها بالتميز والإبداع والابتكارات حيث تسارعت وتيرة الإنجازات، وتعددت أوجه المبادرات التي جعلت من دولة الإمارات المركز الأول في مختلف المجالات عالمياً.
ولا شك أن ما حققته حكومة دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من إنجازات غير مسبوقة على مدى 16 عاما، يعكس الفكر القيادي الاستثنائي والرؤية الاستشرافية للمستقبل التي رسخها في مختلف مجالات العمل الحكومي.
16 عاما حققت خلالها دولة الإمارات الريادة في مئات المؤشرات على الصعيد العالمي والإقليمي والعربي، وأضحت تحتل المركز الأول في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية والطبية والتكنولوجية، وعلى صعيد العلوم والفضاء وغيرها.
واستمرارا على النهج الإنساني لقيادة دولة الإمارات، دأب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على توجيه الميزانيات الإعلانية لهذه المناسبة إلى الجمعيات الخيرية وتكريم المبدعين والمبتكرين وموظفي دولة الإمارات خاصة القوات المسلحة، وكذلك إطلاق حملات لتوجيه الشكر والعرفان إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات وأيضا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
2006 كانت البداية
وفي الرابع من يناير/كانون الثاني عام 2006، تولى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولاية الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وقد انتخب أعضاء المجلس الأعلى حكام دولة الإمارات في الخامس من يناير/كانون الثاني 2006 الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لرئيس دولة الإمارات. ووافقوا على اقتراح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتكليف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة.
وشهد العام 2006 تشكيل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكومة جديدة برئاسته، تضم نائبي رئيس مجلس وزراء، و21 وزيراً، واستحدث 6 وزارات جديدة.
وقد أدى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأعضاء حكومته الجديدة، في 11 فبراير/شباط 2006 اليمين الدستورية أمام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في قصر البطين بأبوظبي.
بناء القدرات والكفاءات
وضعت حكومة دولة الإمارات ومنذ أول يوم وضمن مهام عملها وتحت قيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بناء القدرات والكفاءات الوطنية ضمن أهم أهدافها وجاءت على رأس هرم اهتمام القيادة، كما احتلت الخدمات الحكومية وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين في قطاعات الدولة الحيوية كالتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد أهم الأولويات، لتصبح التطورات شبه سنوية، تستهدف تلبية متطلبات كل مرحلة، واستباق المتغيرات للظفر بمركز الريادة في شتى الميادين، وتحقيق السعادة للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
أول استراتيجية لحكومة الإمارات
وشهد العام 2007 بلورة ملامح أول استراتيجية لحكومة دولة الإمارات حيث التقت حكومة دولة الإمارات ولأول مرة في خلوة وزارية في باب الشمس، والتي كانت أسلوبا جديدا في العمل الحكومي وبعيداً عن مقرات العمل الاعتيادية وفي أجواء من التواصل غير الرسمي لمناقشة نتائج عمل فرق عملت بجد، لتتبلور بعدها أول استراتيجية لحكومة دولة الإمارات للأعوام 2008 – 2010 بحضور الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات .
وضعت الاستراتيجية الاتحادية ضمن أهدافها تحقيق تنمية مستدامة في جميع مناطق البلاد، واستثمار الموارد الاتحادية بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى ضمان أكبر قدر من المتابعة والمحاسبة والشفافية في عمل الأجهزة المختلفة، ويستمر معها العمل بفكر متجدد تحت قيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وفلسفته القيادية المرتكزة على الإنسان لقيادة مسيرة التطوير الحكومي والتنمية الشاملة.
وتواصل مع الاستراتيجية الحكومية الأولى للدولة وبعد شهرين من إطلاقها تنظيم خلوات وزارية لاستعراض أدوار واستراتيجيات الوزارات والمؤسسات والهيئات الاتحادية، والخوض في تفاصيل هيكلتها وخدماتها وأهم مبادراته، لتمكين كافة الجهات من تأسيس فكر جديد للعمل الحكومي والانطلاق في مسيرة التنمية الشاملة.
وشهد عام 2007 كذلك تطوراً كبيراً في رفع معدلات جودة الحياة ورفع مستوى المعيشة، فبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بزيادة رواتب العاملين في الحكومة الاتحادية من مدنيين والعسكريين العاملين في وزارة الداخلية بنسبة 70 بالمائة من قيمة الراتب الأساسي للموظف، كما أقر مجلس الوزراء في نفس العام مشروع الميزانية العامة للاتحاد للسنة المالية 2008 والتي بلغ حجمها 34.9 مليار درهم بزيادة بلغت 23.8 %، لتكون الأكبر في تاريخ الاتحاد حينها.
حكومة المستقبل
وشهدت الحكومة إنجازات متفردة بقيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على المستويين المحلي والإقليمي، كان أبرزها في العاشر من فبراير/شباط من العام 2016 حيث أعلن عن تشكيل وزاري جديد، لحكومة المستقبل.
وشملت التغييرات التي تعد بين الأكبر من نوعها في الهيكل التنظيمي للحكومة ووظائف الوزارات الرئيسية، وتكليف عدد كبير من وزراء الدولة لقيادة ملفات حيوية مثل التسامح والسعادة والشباب والتغير المناخي والتعليم العام والتعليم العالي.
ومن ضمن التغييرات الهيكلية عام 2016، استحداث منصب وزير دولة للسعادة لتكون مهمتها مواءمة خطط دولة الإمارات وبرامجها وسياساتها بهدف رفع مؤشرات سعادة المجتمع، إضافة إلى تغيير هيكلي في وزارة الثقافة نحو التركيز على المحتوى وحماية اللغة العربية وتنمية المعرفة، ونقل قطاع تنمية المجتمع من وزارة الثقافة لوزارة تنمية المجتمع، وتغيير المسمى ليصبح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
كما شهد التشكيل الوزاري في العام 2016 استحداث منصب وزير دولة للتسامح، بهدف ترسيخ ثقافة التسامح كقيمةً أساسية في مجتمع دولة الإمارات، وإنشاء مجلس شباب الإمارات، ويضم نخبة من الشباب والشابات، ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب، والمجلس ترأسه وزيرة دولة للشباب لا يتجاوز عمرها 22 عاماً حينذاك.
كما تم إنشاء مجلس علماء الإمارات، والذي يضم نخبة من الباحثين والأكاديميين، بهدف تقديم المشورة العلمية والمعرفية للحكومة، ويقوم مجلس علماء الإمارات بمراجعة السياسة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإطلاق برامج لتخريج جيل من العلماء.
مكتبة محمد بن راشد.. الأكبر عربياً
وشهد فبراير/شباط من نفس العام إطلاق مكتبة محمد بن راشد التي تعد المكتبة الأكبر عربياً، باستثمار يبلغ المليار درهم، وبمساحات تتجاوز المليون قدم مربع، وبإجمالي كتب يبلغ 4,5 مليون كتاب، بين كتب مطبوعة وإلكترونية ومسموعة، وبعدد مستفيدين سنوياً يبلغ 42 مليون مستفيد، وتضم المكتبة، 8 مكتبات متخصصة، و1.5 مليون كتاب مطبوع، ومليوني كتاب إلكتروني، ومليون كتاب سمعي.
قانون القراءة
وفي بداية شهر مايو/أيار 2016 أطلقت دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016-2026.. وصاحب إطلاق الاستراتيجية الإعلان عن إنشاء الصندوق الوطني لدعم القراءة، بقيمة 100 مليون درهم، وتخصيص شهر للقراءة كل عام في دولة الإمارات، يقام في شهر مارس/آذار، بالإضافة إلى وضع قانون للقراءة، وهو الأول من نوعه، يتم وفقا له تحديد المسؤوليات الوطنية والجهات الوطنية المعنية بتنفيذ الاستراتيجية.
وتقوم الاستراتيجية على 7 محاور أساسية هي: وضع قانون للقراءة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة وتتضمن 30 مبادرة وطنية تتولى تنفيذها 6 قطاعات، وإطلاق الصندوق الوطني لدعم القراءة بقيمة 100 مليون درهم، والمحور الرابع يتمثل في البرنامج التعليمي البرنامج الصحي ويقوم على بناء الإمكانات الذهنية للأطفال والحفاظ على القدرات الذهنية لكبار السن، وبرنامج الاعلام والمحتوى الذي يشرف عليه المجلس الوطني للإعلام ويقوم على وضع سياسات إعلامية تدعم القراءة، وخطة وطنية تدعم النشر، والمحور السابع يتمثل في برنامج قراءة مدى الحياة.
وثيقة إسعاد المتعاملين
وفي 10 مايو/أيار 2016، أطلقت حكومة الإمارات معادلة إسعاد المتعاملين، وهي معادلة تهدف إلى ترسيخ مفاهيم السعادة وتعزيزها في مراكز سعادة المتعاملين، لتصبح ممارسة وثقافة في الجهات الحكومية وتمثل معادلة إسعاد المتعاملين وثيقة تلتزم من خلالها الجهات الحكومية بتحقيق السعادة، عبر بناء شراكة فاعلة وإيجابية بين 3 أطراف هي الموظف والجهة والمتعامل..
كما شهد 25 مايو/أيار من نفس العام إطلاق مساق الابتكار في العمل الحكومي للتعلم الجماعي مفتوح المصادر بهدف رصد الاتجاهات السائدة في الابتكار الحكومي، واستشراف مستقبل الحكومات في المنطقة العربية وحول العالم، وإلى التعريف بالابتكار وأهمية الحاجة للتغيير، وشرح أهمية الابتكارات في عمل الحكومة، كما شهد مايو 2016 ايضاً إطلاق مجلس التنسيق السعودي الإماراتي هو مجلس تنسيقي يندرج تحت مظلته جميع مجالات التعاون والعمل المشترك بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل
ويعد من أهم إنجازات عام 2016، اعتماد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية دولة الإمارات لاستشراف المستقبل التي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية في الدولة، وتم إطلاقها متضمنه ثلاث محاور رئيسية هي محور آلية عمل الحكومة ومحور بناء القدرات ومحور وجهة المستقبل.
تحدي القراءة العربي
ضمن سياسة دولة الإمارات الرامية إلى تعميم المعرفة إقليمياً، جاءت مبادرة الشيخ محمد بن راشد “تحدي القراءة العربي”، التي أطلقها مسجلة نجاحاً تاريخاً، كأكبر مبادرة ثقافية عربية لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي.
وشهد التحدي مشاركةً لافتةً على صعيد العالم العربي لملايين القراء الأطفال والشباب في ماراثون معرفي، استمر على مدار عام، وكان النصر فيه حليف المعرفة الجادة والفكرة الأصيلة، مع تخطى حجم مشاركات الطلاب المتنافسين في التحدي 3.5 مليون طالب، من 21 دولة، 15 منها عربية، قرأوا خلال عام دراسي أكثر من 150 مليون كتاب حيث تم تتويج الطالب محمد جلود من الجزائر بلقب “بطل تحدى القراءة لعام 2016″، ومُنحت مدرسة “طلائع الأمل” من فلسطين الجائزة الكبرى وقيمتها مليون دولار أمريكي في احتفالية حاشدة استضافتها دبى في أكتوبر الماضي، على مسرح “دبى أوبرا”.
إلى جانب ذلك ومن ضمن إنجازات عام القراءة تم إصدار القانون الوطني للقراءة، كأول تشريع من نوعه في الدولة والمنطقة يعتمد القراءة كقيمة حضارية، ويحولها إلى صيغة تشريعية ملزمة لها آليات تنفيذ ومتابعة وتقييم. كما يرتقي القانون بالتعليم، من خلال تطوير المناهج والأنظمة التعليمية لتعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة، وإلزام المدارس والجامعات بتطوير مكتباتها، وتشجيع القراءة بين الطلبة، عبر خطط سنوية تضعها كافة المؤسسات التعليمية.
أول مُسرعات حكومية في العالم
وسعيًا للإسراع بخطوات ثابتة نحو المستقبل أعلنت حكومة دولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول 2016 عن إنشاء أول مُسرعات حكومية في العالم، بهدف لتسريع تحقيق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات.
وتضمنت مجالات المسرعات الحكومية كلاً من المؤشرات الوطنية والسياسات والبرامج والمبادرات والخدمات لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية عبر تعزيز العمل المشترك، وتضافر الجهود بين الجهات الاتحادية والمحلية، وتشكيل فرق للعمل بشكل متواصل على تطوير وتنفيذ مشاريع وتجارب ريادية، لتحقيق نتائج سريعة لمبادرات تخدم تنفيذ الأجندة الوطنية.
مجالس المستقبل العالمية
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، أعلنت حكومة دولة الإمارات استضافة “مجالس المستقبل العالمية”، وضمت 50 مجلساً متخصصاً لاستشراف مستقبل العالم في مجموعة من القطاعات التنموية والعلمية والاقتصادية والسياسية، وشاك فيها 700 متخصص وكان ذلك بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، بهدف وضع أجندة مستقبلية ومحاولة توقع المسار المستقبلي للعديد من الثورات والتغيرات التكنولوجية والعلمية.
الثورة الصناعية الرابعة
ومن أبرز إنجازات عام 2016 أطلقت حكومة دولة الإمارات خطة تنفيذية لتبني تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، هي الأولى على مستوى العالم، تجسيداً لتوجهات الدولة إلى المساهمة في قيادة الجهود العالمية في هذا المجال، وتشمل 6 محاور المحور الأول: إنشاء حكومة دولة الإمارات أول مجلس للثورة الصناعية الرابعة على مستوى العالم، ويتبع مباشرة لمجلس الوزراء وستشرف عليه وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بعضوية عدد من المؤسسات الحكومية والأكاديمية والشركات الخاصة ذات العلاقة.. والمحور الثاني: العمل مع المنتدى الاقتصادي العالمي من خلال مجالس المستقبل العالمية على تصميم إطار حوكمة عالمي يضع الأسس العامة والأطر التشريعية والتنظيمية لتطبيق تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة وخلق أسواق عالمية لها بالشراكة مع الحكومات وشركات القطاع الخاص المعنية.
أول مجلس للثورة الصناعية الرابعة عالمياً
كما أعلنت حكومة دولة الإمارات عن إنشاء أول مجلس للثورة الصناعية الرابعة على مستوى العالم، يتبع مباشرة لمجلس الوزراء، وتشرف عليه وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ويضم بعضويته عدداً من المؤسسات الحكومية والأكاديمية والشركات الخاصة.
إطلاق عام الخير
وتجسيدا للنهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني، تم الإعلان في ديسمبر من عام 2016 أن عام 2017 في دولة الإمارات سيكون شعاره عام الخير، ليكون تركيز العمل خلال العام الجديد على ثلاثة محاور رئيسة، الأول هو ترسيخ المسؤولية المجتمعية في مؤسسات القطاع الخاص لتؤدي دورها في خدمة الوطن والمساهمة في مسيرته التنموية..
والثاني ترسيخ روح التطوع وبرامجه التخصصية في فئات المجتمع كافة لتمكينها من تقديم خدمات حقيقية للمجتمع، والاستفادة من كفاءاتها في المجالات كافة.. والثالث ترسيخ خدمة الوطن في الأجيال الجديدة كإحدى أهم سمات الشخصية الإماراتية، لتكون خدمة الوطن رديفاً دائماً لحب الوطن الذي ترسخ عبر عقود في قلوب أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها.
سباق الحكومات العالمي لرواد التكنولوجيا
وفي مبادرة عالمية جديدة ومن ضمن إنجازات عام 2016 أطلقت حكومة دولة الإمارات “سباق الحكومات العالمي لرواد التكنولوجيا”، بهدف تحفيز الجهات الحكومية على الارتقاء بأدائها وخدماتها وتبني التقنيات الناشئة، وتطوير الشراكات لتوفير حلول ذكية ومبتكرة للتحديات العالمية المشتركة. وقدم السباق ثلاث جوائز عالمية هي جائزة هاكاثون الحكومات الافتراضي للتعاملات الرقمية، وجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول، وجائزة أفضل التقنيات الناشئة في الحكومات.
2022 نوابع العرب
واليوم، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة “نوابغ العرب”، أكبر حراك عربي يقوده متحف المستقبل، المعلم العالمي الجديد في دولة الإمارات للإشراف على النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في شتى المجالات، ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، لتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة.
وتأتي المبادرة جرياً على عادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إطلاق مشاريع نوعية في الرابع من يناير في كل عام.
وتسعى مبادرة “نوابغ العرب” إلى تحديد أهم 1000 نابغة عربي خلال 5 سنوات في مسارات رئيسية تشمل: الفيزياء والرياضيات، والبرمجيات وعلوم البيانات، والاقتصاد، والجامعات والأبحاث العلمية وغيرها، ودعمهم علمياً وبحثياً.
وأعلن تخصيص 100 مليون درهم وتشكيل لجنة تتألف من أربعة وزراء لوضع منظومة متكاملة للإشراف على النوابغ العرب، كما أعلن أن متحف المستقبل، المعلم العالمي الجديد، سيكون المركز الرئيس لهذا الحراك العربي الجديد.
وفي سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: ” نعلن اليوم إطلاق مشروع حضاري عربي للبحث عن النوابغ العرب الألف في مجالات الفيزياء والرياضيات وعلوم البرمجة والأبحاث والاقتصاد وغيرها.. هدفنا تمكينهم لأداء دورهم الحضاري والإيجابي في المنطقة”.
وأضاف: ” قمنا بتشييد معلم علمي عالمي – متحف المستقبل – نفتتحه قريباً بإذن الله.. سيكون هو المركز الفكري والإداري لهذا الحراك العلمي العربي الجديد.. شخصياً أراهن على العلم والعلماء وأصحاب الأفكار لتغيير واقعنا العربي نحو الأفضل”.
وتابع: “سيتم الاهتمام بهؤلاء النوابغ علمياً وبحثياً وربطهم مع أكبر المفكرين والعلماء والشركات في العالم وتطوير أفكارهم لتعظيم أثرهم الإيجابي على المنطقة.. نستهدف 1000 نابغة عربي خلال الخمس سنوات المقبلة”.
وأوضح: “شكلنا لجنة من خيرة شبابنا لقيادة هذا الحراك العلمي الجديد يشرف عليهم محمد القرقاوي رئيس متحف المستقبل ومعه سارة الأميري رئيسة وكالة الإمارات للفضاء وعمر العلماء وزير الذكاء الاصطناعي وشما المزروعي وزيرة الشباب.. وخصصنا 100مليون درهم لمشروع النوابغ العرب “.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أن “استئناف الحضارة يبدأ من البحث عن صناعها الحقيقيين.. والأمة التي تقدر علماءها ونوابغها ومفكريها وتمكن صناع الحضارة فيها في طريقها الصحيح للسيادة والريادة والتفوق في المستقبل بإذن الله وفقنا الله جميعاً لخدمة أوطاننا وأمتنا”.
وتسعى مبادرة “نوابغ العرب” إلى إطلاق أكبر حراك من نوعه على مستوى العالم العربي، بقيادة دولة الإمارات، لبناء نخبة معرفية وعلمية وفكرية وإبداعية عربية تشكل نواة مجتمع معرفي وإبداعي ومتميز في الوطن العربي وقيمة نوعية مضافة للمجتمع العلمي والإبداعي في العالم، حيث يستهدف المشروع المعرفي الضخم دعم خيرة المواهب والعقول والإبداعات العربية المتميزة والمتفوقة، وتسليط الضوء على هؤلاء النوابغ والتعريف بمنجزاتهم، والاستثمار في القدرات والطاقات والمواهب الفذة والاستثنائية، ضمن رؤية بعيدة المدة تسعى إلى الحفاظ على العقول العربية المبدعة واستغلال إمكاناتها على النحو الأمثل، بحيث يكون الوطن العربي قوة جاذبة للعقول العربية لا طاردة لها، تستبقيها وتكافئها وتحافظ عليها لا تدفعها إلى الهجرة.
وتستهدف “نوابغ العرب” تمكين ودعم أهم 1000 نابغة عربي خلال 5 سنوات في مجالات الفيزياء والرياضيات، والبرمجيات وعلوم البيانات، والاقتصاد، والجامعات والأبحاث العلمية، وتمكينهم وتقديم الدعم لهم ومساعدتهم في تطوير أفكارهم لأداء دورهم الحضاري وتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة.