تنهدات عاشقة .. قصيدة جديدة للدكتورة نادية حلمي
صباحُ الخيرِ يا ضوءاً يُوقِظُنِى، يُدلِلُنِى كطِفلتُه… ويدعُونِى ككُلِ صباحٍ إلى فِنجانِ قهوتهِ
صباحُ الفوضى فِى كُتبِى وأشعارِى أُرتِبُها بِرفقتِهِ… فيُعطِينِى كلِماتاً وألحاناً تشدُو فوقَ قلعتُه
صباحُ الهمسِ مُختبِئة بينَ أشيائِه، أُبعثِرُها كقِطتِهِ… فيُسقِينِى مِن مائِه ويُطعِمُنِى بِلهفتُه
صباحُ الوصفِ لِرِدائِه، يخلعُه لِيُدفِئُنِى ويضعُنِى بينَ كفيهِ… فأنامُ قريرة العينِ، فيتصفح جرِيدتُه
صباحُ البيتِ مملُوءاً بِالحُبِ والجِيرة، فيغمُرُنا برحمتِهِ… صباحُ طِفُولتِى الحُلوة ترتسِمُ بِضِحكة ترتجِفُ على شفتيهِ
صباحُ الحُلمِ بِالعودة لبيتِ قدِيم قد عِشنا طُفولتِه… فنّحِنُ سوياً لِجُدرانِه، ونُطلِيها بِألوانٍ تُعيدُ برِيقَ حِيطانُه وأسقُفِهِ
صُباحُ الشغفِ لِألعابٍ نذكُرُها، فنُهدِيها لِأطفالِ حارتُه… ونتبادل أحادِيثاً مِن الودِ قد نضُجت فِى وِسادتُه
صباحُ القِصصِ تنسابُ مِن مخيلُتُه، فأنسى بِأنِى أذُوبُ حنِيناً لِهمستُه… فأضحك وحدِى وأنام، فأستيقِظ على قُبلتُه
صباحُ العينِ ترتابُ لِغيابِه، فأبحثُ عنه فِى المكتب بِينَ زوايا أرفُفهِ… ليعلُو بِصوتِه مُرتبِكة لِيسألُنِى عن عباءتُه
فأعثُر على ضوءٍ خافِت يرشِدُنِى نحو قُمصانِه، فأُحيكُ لِنفسِى فُستاناً يلِيقُ بِطلعتُه… ويرجُف جسدِى بِلِقائِه لِأجلِس صوبُه فِى صمتٍ لِهيبتِه
فنضحكُ عُمراً ثُمّ نُهيمُ فِى عالم قد أختارَ بِنفسُه عُزلتِه… فأفيقُ الآن على سطرٍ يُذّكِرُنِى بِفعلتِهِ
ولازِلتُ إلى الآن أعِيشُ بِحُلمٍ يكبُر ثُمّ ينفعِلُ، لا مطلب إلا عودتُه… ولازِلتُ كمِثلِ سِنين قد ولّت، أصحُو الصُبح كى أبحث عنهُ فى أرجاءِ غرفتهِ