لهذه الأسباب.. لن تستطيع إسرائيل تدمير النووي الإيراني
هددت إسرائيل مرارا بشن عمل عسكري ضد إيران إذا أخفقت الدبلوماسية في منعها من حيازة قنبلة نووية، غير أن مسؤولا سابقا في أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المتعلقة بإيران يشير إلى عدة عوائق تحول دون القضاء على برنامج طهران النووي.
وعلى موقع معهد أتلانتك نشر داني سيترينوفيتش خبير شؤون الشرق الأوسط وإيران، الذي عمل سابقا في أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المتعلقة بإيران، مقالا تحدث فيه عن “التحديات العملياتية” في تنفيذ مثل هذا الهجوم العسكري، في ظل تكديس القوات الإيرانية لوحدات أرض-جو تعتمد بشكل أساسي على أنظمة إس-300 الروسية وأنظمة محلية الصنع مثل منظومة باور 373 للدفاع الجوي والنظام الصاروخي (3 خورداد).
وأضاف “هناك تحديات استراتيجية أخرى تواجه إسرائيل؛ فعلى عكس العراق وسوريا، اللتين كانت لهما برامج تعتمد على مفاعلات نووية دمرتها إسرائيل في 1981 و2007، على التوالي، يعتمد البرنامج الإيراني على منشأتي تخصيب لا مركزيتين ومحميتين بدرجة عالية”.
وبينما قامت فرنسا ببناء البنية التحتية النووية للعراق وتولت كوريا الشمالية تلك المهمة بالنسبة لسوريا، “فقد تمكنت إيران على مر السنين، بعد مساعدة أولية من العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان، من بناء برنامج يعتمد على معرفة العلماء النوويين الإيرانيين” بحسب سيترينوفيتش.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أنه “حتى لو تم تدمير المواقع النووية الإيرانية، فإن المعرفة النووية المحلية ستمكن العلماء الإيرانيين من إعادة بناء البرنامج النووي بسرعة”.
وخلافا للهجمات الإسرائيلية على البرنامجين النوويين العراقي والسوري، والتي لم ينتج عنها أي رد قوي، يحذر سيترينوفيتش من رد إيران ووكلائها الإقليميين، بما في ذلك حزب الله اللبناني الذي “حسن قدراته بشكل كبير في السنوات الأخيرة” على أي هجوم يستهدفها.
وتابع “مبلغ الـ1.5 مليار دولار الممنوح لقوات الدفاع الإسرائيلية استعدادا لضربة عسكرية محتملة على إيران ما هو إلا بداية لتكاليف إسرائيل، لأن رد (محور المقاومة) سيكون له عواقب وخيمة على دولة إسرائيل”.
وعلى عكس الهجمات الإسرائيلية السابقة على منشآت نووية، فإن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كما يقول سيترينوفيتش، لا يتعلق فقط بالقدرة على ضرب المواقع شديدة التحصين واستيعاب رد إيراني لمرة واحدة.
واستبعد المحلل الإسرائيلي افتراض أن إيران ستنكر العمل العسكري ضد برنامجها النووي “إذا حدث”، وأنها لن تلقي باللوم على إسرائيل “لا سيما في الأجواء الحالية التي يسيطر عليها المتشددون بعد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا في يونيو”.
واتهمت إيران إسرائيل بشن عدة هجمات على منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، بما في ذلك هجوم في أبريل على موقع نطنز، وقتل علمائها النوويين على مدى السنوات الماضية. وأحجمت إسرائيل عن نفي أو تأكيد هذه المزاعم.
ويرى سيترينوفيتش أن السياسيين الإسرائيليين يعولون على ضربة عسكرية من شأنها، على الأكثر، أن تؤخر برنامج إيران النووي، بدلا من تسريع تعزيز القوة النووية الإيرانية دون إشراف وقيود دولية، لكنه يقول إن هذا الهجوم المحتمل “سيضع إسرائيل أيضا في حرب صعبة للغاية”.
وتعارض إسرائيل جهود القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، وهددت مرارا بشن عمل عسكري ضد عدوها اللدود إذا أخفقت الدبلوماسية في منعها من حيازة قنبلة نووية.
من جانبها، تقول إيران إن طموحاتها النووية سلمية، وتحذر من أنها سترد ردا “ساحقا” على أي تحرك إسرائيلي ضدها.