5 قوالب سكر وصرة الحمّام .. أغرب عادات الزواج عند اليهود
كتبت – علياء الهواري
يتميز عرس اليهود المغاربة بطقوسه وعاداته، المستمدة في جزء منها من الدين، وفي جزء آخر من العادات والمعتقدات الاجتماعية المشتركة لدى جميع المغاربة.
هذه خمس عادات وطقوس تقربنا أكثر من العرس اليهودي المغربي، استنادا إلى ما جاء في كتاب “ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب”، للمؤرخ حاييم الزعفراني.
الخطوبة.. وعد بالزواج
تكتسي الخطوبة أهمية كبيرة، فهي بمثابة وعد بالزواج، ويتم الاحتفال بالخطوبة (الشيدوخيم بالعبرية). يبدي الخطيب التزامه بالزواج وقبوله به، من خلال الهدايا التي يقدمها لخطيبته وتكون عبارة عن إسورة وخاتم وخمار حريري، كما يتم خلال الحفل تقديم صينية الخطوبة، التي تتضمن الحناء والعطور والحلويات والفواكه الجافة، وخمسة “قوالب” من السكر.
لا يسمح للخطيبين أن يلتقيا خلال فترة الخطوبة، كما لا يسمح للفتاة بأن تخرج إلى الشارع، وبعيد الخطوبة تبدأ العائلتان في التحضير للزفاف.
وبما أن الخطوبة تعتبر بمثابة وعد بالزواج، فإن فسخها لا يكون إلا لأسباب قاهرة وما دون ذلك يؤدي إلى مشاكل.
من 8 أيام إلى 4 أسابيع
تبدأ الاحتفالات يوم السبت ويطلق عليه “سبت الرشيم” وتصل أوجها يوم الأربعاء، وتتراوح مدة الاحتفالات بين ثمانية أيام وأربعة أسابيع. يتم خلالها الاحتفال بالعروسين، وفق مجموعة من العادات والتقاليد. ومن بين طقوس الاحتفال، خلال تلك الأيام، قيام العريس في يوم انطلاق الاحتفالات بتعيين وزرائه من بين رفاقه وأصدقائه.
في يوم الخميس الموالي، يتم الاحتفال بالعروس بتكسير بيضة فوق رأسها ويبلل شعرها، وتقوم الحاضرات بتبليل أيديهن بالحناء ووضعها على رأس العروس، فيتم وضع ثوب قطني على رأس العروس ويحتفظ به كما هو.
حماية العريسين
يعتبر اليهود المغاربة أن فترة الزواج تعتبر فترة خطيرة وصعبة بالنسبة للمقبلين على الزواج، وينظر إلى الزوجين على أنهما عرضة للأذى وللسحر المؤذي من قبيل ما يصطلح عليه في الأوساط الشعبية المغربية بـ”التقاف”، وهي حالة يعتقد المغاربة أنها ناتجة عن سحر يؤدي إلى العجز الجنسي ومنع معاشرة الزوج لزوجته.
ولذلك يتم الحرص على حماية الزوجين من خلال التعاويذ والتمائم. ومن الطقوس التي تتم في هذا الإطار، قيام مجموعة من النسوة الكبار في السن والمرافقات للعروس يوم حمامها بإلقاء “قربان للشياطين” في صهريج الماء ويكون عبارة عن مجموعة من الأشياء، من بينها طبق من المربى وكأس من الخمر ومشط.
ولا ينتهي طقس حماية العروس يوم الحمام عند هذا الحد، إذ يتم الاحتفاظ بكل ما يسقط من العروس أثناء الحمام من شعر وحناء وبقايا بيض، ويتم خلطها بالسكر والقمح وتوضع في سرة من القماش ويتم وضعها في فراش الزوجية
لصباح الأول
بعد الحمام الذي يتم يوم الثلاثاء وطقس الحناء الذي يتم في ليلة اليوم نفسه، يتم تحضير العروس لليوم الكبير وهو يوم الأربعاء الذي تلتحق فيه ببيت الزوجية.
تنطلق احتفالات هذا اليوم بما يعرف بالبركات السبع، وتتم تلاوة عقد الزواج جهرا، وحتى يكتمل الاحتفال ولا يعتبر الزواج لاغيا، لابد أن يحضر عشرة أفراد من الذكور البالغين من بينهم حبر وقاض أو أحد أعضاء مجلس الطائفة.
يتم تحضير العريسين بملابس وأكسسوارات وحلي خاصة بهذه المناسبة.
يتم نسخ العقد في ورقة خاصة مزخرفة وتتم قراءتها علانية، بعدها يشرب العريس الخمر المبارك ويقدم للعروس لتشرب منه، وبعدها يتم كسر الكأس. يقوم العروسان بعد ذلك بالشعيرة الدائرية إذ يلفون في بهو البيت سبع مرات، فتُحمل العروس إلى بيت الزوجية.
تستمر الاحتفالات في الأيام الموالية، وفي كل يوم يتم الاحتفاء بطقس معين إلى غاية يوم الأربعاء الموالي، وهو يمثل أول يوم لخروج العريس منذ زواجه، إذ يلتقي في ذلك اليوم بأصدقائه وأقاربه.
في مساء هذا اليوم يتم الاحتفاء بطقس آخر يفسر تسمية هذا اليوم بـ”يوم الحوت”، إذ يتم تقديم سمكتين من الشابل أو أي نوع آخر من السمك للعروسين، وتبدأ مسابقة بين الزوجين، ذلك أن أول من ينهي تقطيع وفسخ سمكته يفرض إرادته في تدبير شؤون البيت.
نهاية العرس تتم بطقس آخر يطلق عليه “تورنابودا” يتم خلاله الاحتفال بأول حمام شعائري للعروس، بعد الزواج وبه يتم إسدال الستار على الاحتفالات التي ترافق الزواج