فريال الشهباني تكتب: الليثيوم ومستقبل تونس 

بقلم / فريال الشهباني – تونس

الليثيوم هو أحد أهم مكونات البطاريات الصغيرة وبطاريات السيارات ، وبطاريات وسائل النقل الكبرى اليوم التي تمد الكثير من الأجهزة بالطاقة. وقد يؤدي الاعتماد لى بطاريات الليثيوم إلى تخفيض الاستهلاك العالمي للوقود الحفري.
تتوجه العديد من دول العالم نحو زيادة الاستثمار في كل مشروعات الطاقة النظيفة، ضمن المساعي الدولية لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
السيارات الكهربائية واحدة من أهم عناصر تحوّل الطاقة، حيث شهدت خلال الفترة الأخيرة تناميًا كبيرًا في المبيعات واستحوذت على حصص واسعة من سوق سيارات الوقود، وهو ما يزيد الطلب على خام الليثيوم، الذي يعدّ العنصر الرئيس في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وكذلك بطاريات تخزين الكهرباء.
يعد الليثيوم من أهم المعادن في الوقت الحالي، إذ تستخدم الشركات بطاريات الليثيوم أيون في تصنيع الهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية، فهو معدن لا غنى عنه في عملية التحول نحو الطاقة الخضراء.
وتشهد صناعة الليثيوم العالمية نموًا سريعًا، ويتوقع المحللون أن يتضاعف الطلب الحالي على الليثيوم (77 ألف طن) بحلول عام 2024، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض تكلفة بطاريات الليثيوم أيون، وتحسن أدائها، وفي هذا السياق نستعرض أكبر 10 شركات لإنتاج الليثيوم في العالم من حيث القيمة، وذلك اعتبارًا من 17 أغسطس 2021.
ما بين وجود كميات هائلة على الأرض وبين تكهنات بأن الإمدادت قد تنفد فيما يزيد قليلاً على أربع سنوات، يصبح مصير الليثيوم وبالتبعية مستقبل سوق المركبات الكهربائية، غير محدد الهوية.
إن صندوق الاستثمار المتداول جلوبال إكس ليثيوم آند باتري تكنولوجيا -وهو صندوق استثمار متداول مصمم لتتبع أداء مؤشر الليثيوم العالمي- قد ارتفع بنسبة 105% حتى الآن منذ بداية العام.
وبحسب تقديرات بنك الاستثمار “يو بي إس”، فإن إمدادات الليثيوم يمكن أن تنفد في وقت مبكر من عام 2025
في عام 1864، اكتشف ينبوع حار على عمق 450 مترا تحت سطح الأرض في منجم “ويل كليفورد” للنحاس على مشارف بلدة ريدروث بمقاطعة كورنوال في إنجلترا.
وأُرسلت قوارير زجاجية مملؤة عن آخرها بالمياه الساخنة للمختبرات. وأثبتت النتائج احتواء المياه على نسبة كبيرة من الليثيوم، كانت أعلى بثمانية أو 10 مرات لكل غالون من نسبة الليثيوم التي اكتشفت في أي من الينابيع الحارة سابقا، إلى حد أن العلماء ظنوا أنها “قد تصبح ذات قيمة تجارية هائلة” هل يمكن أن تنطبق هذه النظرية على ينابيع الحامة بتونس ???
إيلون ماسك ‏ المستثمر المهندس المخترع المؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها
الذي يمتلك واحدة من أكبر شركات السيارات الكهربائية في العالم،أدى إلى تحقيق نقلة كبيرة في هذا السوق عن طريق إنتاج سيارات بتكلفة أقل وعبر بطاريات ذات فترة شحن أطول.
ساهم من خلال هذه الشركة الأميركية، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، من بناء أكبر بطارية ليثيوم أيون في العالم في ولاية جنوب أستراليا بقدرة تبلغ مئة ميغاوات، وجاء بناء البطارية نتيجة لرهان بين مليارديرين عبر تويتر.
لا يتوقف الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن العمل، وقد قال مؤخراً، إن شركته تيسلا حصلت على حقوق ملكية قطعة أرض مساحتها 10 آلاف فدان فى ولاية نيفادا، والبدء باستخراج المعادن باستخدام ملح الطعام، لتصنيع بطاريات الليثيوم
ففي يوليو/تموز الماضي تعهد الرئيس التنفيذي لتسلا إيلون ماسك بإمكانه بناء بطارية بقدرة مئة ميغاوات في أقل من مئة يوم ابتداء من توقيع العقود وإلا سيصبح استخدام طاقة البطارية مجانا. ويبدو أن الرجل، صاحب الطموحات الواسعة، تمكن من إنجاز وعده، وفي جعبته أربعين يوما متبقية.
وأعلنت حكومة جنوب أستراليا سنة 2017 انتهاء بناء أكبر بطارية ليثيوم أيون في العالم على مشارف مدينة جيمستاون. وقال مكتب رئيس الوزراء جاي ويذريل في بيان إن استخدام البطارية سيبدأ في غضون أيام.
وكان بناء هذه البطارية نتيجة رهان بين ماسك والملياردير مايك كانون-بروكس مؤسس شركة “أطلاسيان” الأسترالية للتقنية. وذلك بعد سلسلة من الانقطاعات الكبيرة في الكهرباء التي تشهدها ولاية جنوب أستراليا، بما في ذلك انقطاع أثر على منطقة بحجم فرنسا في سبتمبر/أيلول 2016، فتحدى كانون-بروكس ماسك لإيجاد حل للمشكلة
كل هذا الركض وراء اليثيوم يأتي بعد البحث عنه بالطبيعة و
لا يمكن أن يتواجد عنصر الليثيوم بشكل حر ؛ نظراً لنشاطه الكيميائيّ الكبير، الأمر الذي يتطلب أن يتم حفظه في وسط حاوي على كمية من الزيوت المعدنيّة، إلى جانب ذلك فإنّ عنصر الليثيوم يتفاعل مع النيتروجين الموجود في الهواء الأمر الذي يجعله يتحوّل إلى نتريد الليثيوم وذلك عندما يكون الوسط جافاً، وفي حال كان الوسط رطباً سيتم تشكيل طبقة رمادية على سطح الليثيوم حيث تتكوّن هذه الطبقة من هيدروكسيد الليثيوم.
هذا وقد يتم الحصول على الليثيوم عن طريق القيام بفصله عن معادنه، في حين يتم الحصول على أملاحه من البحيرات المالحة أو من الينابيع الحارة إضافةً إلى احتواء الترسُّبات الملحيّة على كميّات وفيرة من هذا العنصر كمثال
بحيرة سالتون بأمريكا يمكن لبحيرة سالتون أن تضع ولاية كاليفورنيا في قلب ثورة صناعة السيارات الكهربائية الجديدة في قارة أمريكا الشمالية، وذلك بفضل الاحتياطيات الهائلة من الليثيوم الموجودة فيه. وكانت البحيرة التي تبلغ مساحتها 343 ميلاً مربعاً قد تشكّلت بعد فيضان نهر كولورادو في عام 1905 وهي موطن لرواسب الليثيوم الحرارية الأرضية الضخمة.
وقال كبير مسؤولي الطاقة في مؤسسة New Energy Nexus غير الربحية داني كينيدي لموقع Auto News «هذه فرصة عظيمة لتوظيف عبقرية كاليفورنيا لحل المشكلة المهمة جداً لكهربة كل شيء. وإذا كان جو بايدن يريد صنع بطاريات في أمريكا لتزويد أساطيل مركباتنا بالكهرباء، فهذه هي فرصته الوحيدة على نطاق واسع».

تعمل 11 محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية بالفعل في تلك المنطقة، وتقوم بأخذ الليثيوم من الأرض أثناء استخراج محلول ملحي لإنتاج البخار، ثم يتم إرجاع الليثيوم إلى الأرض. ويتم بناء منشأة جديدة ستجمع بين محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية وموقع منفصل لاستخراج الليثيوم.

فهل يمكن أن تكون بحيرة شط الجريد سالتون تونس ????

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى