ازمة خبز في تركيا وطوابير امام المخابز

رغم الزيادة الحادة في التضخم في تركيا، من المتوقع أن يخفض البنك المزكزي التركي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماعه، الخميس، الأمر الذي سيزيد معاناة كثير من الأتراك.

وتنقل صحيفة نيويورك تايمز الوضع من إحدى ضواحي إسطنبول حيث ارتسمت الكآبة على وجوه طابور من الأتراك الذين وقفوا رغم المطر على طول شارع أمام محل لبيع الخبز المدعم حكوميا.

وقال سينغول إيسن (57 عاما): “لا يمكن للناس أن يتدبروا أمورهم”.

تقول الصحيفة إن الأتراك في صراع مع التضخم المتصاعد، حيث يشاهدون يوميا ارتفاع الأسعار بعدما انخفضت الليرة مقابل الدولار، ولم تعد رواتبهم ومعاشاتهم تغطي حتى أساسيات الحياة.

والأربعاء هبطت الليرة التركية 2.8 في المئة مقابل الدولار، متأثرة بخفض آخر متوقع لأسعار الفائدة، وقبيل قرار مهم للسياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي قد يجتذب مزيدا من الأموال من الأسواق الناشئة.

وتراجعت الليرة إلى 14.808 مقابل العملة الأميركية بحلول الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش، مقتربة من مستواها القياسي المنخفض البالغ 14.99 الذي هوت إليه الاثنين، وموسعة خسائرها منذ نهاية العام الماضي إلى حوالي 50 في المئة.

وبالتزامن مع ذلك، بدأت طوابير الخبز تظهر في الأحياء، حيث يتجه عدد متزايد من الناس إلى النوع الرخيص الذي تدعمه الحكومة.

وأوضحت الصحيفة أن معظم الناس لم يرغبوا في إجراء مقابلات معها خوفا من عواقب انتقادهم حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان التي كثيرا ما تسجن منتقديه.

أما أولئك الذين تحدثوا رفضوا الكشف عن أسمائهم. ومع بدء المقابلات ارتفعت أصوات التذمر بين الواقفين في انتظار الحصول على خبز. وقالت إحدى الشابات: “ليس عليك أن تسأل كيف تسير الأمور، يمكنك أن ترين الناس في الطابور”.

ثم قال رجل كبير يقف خلفها: “الأسعار تزداد صباحا ومساءً”. وعن الحكومة علق قائلا: “إنهم لا يسألون” عن أحوال الناس، مضيفا، “لكنك تشاهدينا ونحن ننتظر في الطابور”.

وقف كهربائي يستمع ثم قال: “الناس يتألمون”. وتحدث عن أنه يحصل على 2900 ليرة شهريا (حوالي 207 دولارات بالأسعار الحالية) ، وقد ارتفع إيجاره للتو إلى 2000 ليرة.

وقال إن زوجته كانت تشتري القليل من كل شيء في تسوقها الأسبوعي. أما الآن “فلا أستطيع تغطية نفقاتي”.

وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم خلال الجائحة، مدفوعة باختناقات في سلاسل التوريدات، وارتفاع تكاليف الوقود، والنقص العالمي في الأسمدة وعوامل أخرى.

لكن انخفاض قيمة العملة التركية، التي انخفضت بنحو 50 في المئة منذ فبراير مقابل اليورو والدولار، يجعل المشكلة مؤلمة بشكل خاص.

والخبز عنصر أساسي على مائدة الأتراك، ولذلك تدخلت الحكومة للضغط على المخابز لبيع الرغيف الأبيض التقليدي بسعر أقل من تكلفة إنتاجه، وأجبرت متاجر البقالة على الالتزام بنفس السعر.

لكن بعض المخابز أوقفت عملها لارتفاع تكاليف الطحين والخميرة والسمسم والكهرباء والغاز والإيجارات أيضا، وفقا لنيويورك تايمز.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى