عمار يا مصر.. الناس في لبنان بتولع في نفسها من الفقر
توفي لبناني، الخميس، متأثرا بحروق بالغة كان قد أصيب بها بعدما سكب على جسمه مادة البنزين، وأضرم النيران بجسده، قبل يومين.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فقد أقدم المواطن على ذلك “احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة”، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت في مدينة بعلبك بوادي البقاع اللبناني.
وتفاقمت الأزمة المالية في لبنان، التي وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ حالات الركود في التاريخ الحديث، بسبب الجمود السياسي والخلاف حول التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع العام الماضي وأودى بحياة أكثر من 200 شخص.
وكان انفجار مرفأ بيروت واحدا من أكبر الانفجارات غير النووية التي وقعت في العالم وأسوأ كارثة مر بها لبنان في زمن السلم، في وقت تنزلق فيه البلاد إلى هوة انهيار سياسي واقتصادي.
وفقدت الليرة اللبنانية 90 في المئة من قيمتها، ودفعت الأزمة ثلاثة أرباع السكان إلى هاوية الفقر. وبسبب نقص السلع الأساسية مثل الوقود والأدوية تحولت الحياة إلى صراع يومي.
ويُوصف الانهيار الاقتصادي في لبنان، الناجم عن فساد مستشر في الدولة والهدر وسوء الإدارة، بأنه بين الأسوأ في العالم حيث يعاني ثلاثة أرباع السكان حاليا من الفقر بحسب الأمم المتحدة.
وتركز حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل تقديم مساعدات خارجية يحتاج إليها لبنان بشدة، ويكتنفها الجمود السياسي منذ انفض اجتماع لمجلس الوزراء بسبب خلاف حول قاضي التحقيق في انفجار المرفأ.
ورفعت حكومة ميقاتي، التي تولت السلطة في سبتمبر، الدعم عن السلع الأساسية بما في ذلك الوقود والآن الدواء، لكنها فشلت في توفير شبكة أمان اجتماعي لمن يعانون من فقر متزايد.
وفي نوفمبر الماضي، قال خبير في مكافحة الفقر بالمنظمة الدولية إن المسؤولين اللبنانيين يعيشون في “عالم خيالي” وليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل لتخفيف الأزمة.
وقال ميقاتي، خلال كلمة له، الخميس، إن “عدم انعقاد مجلس الوزراء يشكل ثغرة أساسية يعمل على معالجتها بهدوء وروية” مضيفا أن “الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، في الظروف الحالية المتشنجة، ومن دون تأمين الحد الأدنى من التفاهم ستكون كمن يؤجج الخلاف، ما يؤدي الى تفاقم الأمور وتصبح أكثر تعقيدًا”.