وساطة قطرية لعقد اجتماع بين محمد بن سلمان وإردوغان
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن قطر تتوسط في محادثات بين الرياض وأنقرة لعقد اجتماع بين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حسبما قال أشخاص مطلعون على الجهود.
ولفتت الصحيفة إلى أن نجاح الجهود القطرية في عقد اجتماع بين محمد بن سلمان وإردوغان والذي لم يكن من الممكن تخيله، يشير إلى انفراجه محتملة في الخلاف الذي قسم المنطقة لسنوات.
قال مصدران لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن المسؤولين القطريين حاولوا – دون جدوى – جمع إردوغان ومحمد بن سلمان معا في الدوحة الأسبوع الماضي، عندما كان كلامها يزور قطر في غضون يومين.
وأشارت المصدران إلى أن المسؤولين يبحثون عن الوقت والمكان المناسبين لعقد هذا الاجتماع خلال الأسابيع المقبلة.
يأتي ذلك ضمن موجة من دبلوماسية جديدة تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط وسط مخاوف من انهيار المحادثات النووية الإيرانية وتراجع دور الولايات المتحدة بالمنطقة.
وكانت علاقات السعودية توترت مع تركيا خلال السنوات الماضية وتفاقمت بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي بداخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
في الوقت ذاته، أجرى السعوديون عدة جولات من المفاوضات هذا العام مع إيران، بوساطة العراق، بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية لأول مرة منذ ست سنوات.
وكان مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، زار طهران في وقت سابق من ديسمبر، حيث التقى بالرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووجه إليه دعوة لزيارة الإمارات.
ويرى محللون أن الأمل من هذه الحوارات المختلفة لا يتمثل بإصلاح العلاقات مع دولة منافسة، ولكن إعادة قنوات الاتصال حال تعطل المحادثات النووية الجارية في فيينا.
ويقول دبلوماسيون في الشرق الأوسط إنهم يتحدثون مع خصومهم وسط حالة من عدم اليقين بشأن التزام إدارة بايدن بالمنطقة بعد خروجها من أفغانستان ومحور سياستها الخارجية تجاه الصين. ويرى المسؤولون الإقليميون أن شهية واشنطن للمشاركة في المنطقة تتقلص.
وقال زميل الأبحاث الأول بمعهد دراسات الامن القومي بتل أبيب، يوئيل جوزانسكي، والذي يركز على سياسات الخليج العربي، “هناك سؤال حول ماهية سياسة الأميركيين في الشرق الأوسط باعتبار أن الصورة الملموسة بأنهم (الأميركيين) يريدون الخروج من الجحيم هنا”.
وتابع مسؤولون خليجيون وإسرائيليون بقلق محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وكان هناك تقدم ضئيل على مدى أسبوعين، لكن يخشى المسؤولون في الشرق الأوسط من أن المفاوضات قد تنهار وتؤدي إلى أزمة إقليمية مع طهران.
مرحلة “تجديد العلاقات”
في هذا الإطار، تقول صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن المصالح الاستراتيجية والاقتصادية التي تربط أبوظبي وطهران تشير إلى أن ما يسمى بـ “التحالف العربي ضد إيران” الذي أطلقته السعودية عام 2016 لم يعد موجودا، لدرجة أن السعودية نفسها دخلت في مفاوضات مع إيران.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات والسعودية تعارضان العمل العسكري الذي تروج له إسرائيل ضد إيران؛ لأن ذلك قد يشعل الخليج بالكامل ويقوض مشاريع الدول الخليجية الاقتصادية.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، زار أبوظبي في وقت سابق من الأسبوع الحالي، والتقى بولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان.
وبحسب مصادر عربية لصحيفة “هآرتس”، فإن محمد بن زايد أبلغ بينيت أن علاقات الإمارات مع إيران لا تأتي على حساب علاقاتها مع إسرائيل التي تسعى أبوظبي لتعزيزها وتوسيعها.
وقال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، غوشوا تيتلبوم، لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن إيران باقترابها من الحصول على سلاح نووي “تجبر الجميع على تجديد العلاقات”.
ويسهم الحوار المتجدد في المنطقة بإنهاء الصراعات التي نشأت بعد الربيع العربي، حيث تقلل السعودية من تواجدها العسكري باليمن بد خسارتها الحرب أمام المتمردين الحوثيين الموالين لإيران، وفقا للصحيفة الأميركية.
كما بدأت بعض الدول العربية في الترويج لفكرة الاعتراف بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد على أمل إنهاء ما يقرب من عقد من القتال الوحشي. والتقى وزير خارجية الإمارات بالأسد الشهر الماضي في دمشق، وقد تحضر سوريا قمة جامعة الدول العربية في الجزائر المزع عقدها مارس المقبل للمرة الأولى منذ تعليق عضويتها في عام 2011.
وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “تشاتام هاوس”، سنام وكيل، “ما تحاول دول الخليج فعله بشكل مختلف في هذه المرحلة الجديدة هو الإبقاء على علاقاتها مع القوى الخلافية أوثق ومحاولة تقويض إيران”.