مولانا العلامة والمصارع .. بقلم: سعد الفقي

فضيلة الشيخ سعد الفقي

لم يكن مولانا العلامة والأديب والشاعر والمصارع الشيخ اسماعيل صادق العدوي اماما وخطيبا وفقط، ولم يكن داعيه طبقا لمصطلحات العصر الحديث، بل كان أيقونه في مسيره الدعوة، فهو الخطيب الذي لايشق له غبار، وهو أستاذ الدرس الملهم الذي يتحدث في كل الموضوعات دون كلل أو ملل، وهو الأديب الذي ينتقي كلماته، والشاعر المرهف، وهو الصعيدي الذي يعرف قيمة المبادئ ويرسخ لها.

فقد عرف بمجاهرته بالحق مهما كانت النتائح والتوابع علي منبر الجامع الأزهر، ومن قبله منبر سيدي أحمد الدردير كانت خطبه التي ملئت قلوب رواد المسجدين وفي مسجد مولانا الامام الحسين رضي الله تعالي عنه وارضاه كانت دروسه التي كان يحرص عليها هناك كان الناس ينتظرونه ليستمعوا الي العلم المتوج بالاخلاص القرين بالعمل.

لم يكن مولانا الشيخ صادق العدوي بعيدا عن أهات وألام الناس فقد كان له دور كبير في استنهاض الهمم بعد هزيمه يونيو وقبيل حرب رمضان أكتوبر المجيدة وكان في مقدمه من ذهبوا الي الصفوف الأولي علي الجبهة.

فقد كان وطنيا مخلصا وزاهدا عما في أيدي الأخرين، في الامارات العربية المتحدة كانت له صولات وجولات رجل علم ومفسر لأيات القرأن الكريم وفقيه يقصده الجميع واصحاب العلل، وعندما عاد إلى منبرة بعد عشر سنوات قضاها هناك كانت صرخاته التي هزت الأركان.

مبينا بالأدلة الثوابت إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، وهو دين الاعتدال والوسطية، وفي التليفزيون المصري كان حديثه قبل نشره التاسعه وجبه دسمه للحياري فقد رزقه الله تعالي القبول والوجاهة.

عرف بتواضعه وخشوعه وجبره لخواطر الثكالي واليتامي والأرامل وأصحاب الحاجات ولأنه كان زاهدا فقد أوصي بعد وفاته بالتبرع بمكتبته التي ضمت ألاف الكتب والمراجع في كل فروع المعرفه الي الأزهر الشريف الذي تخرج منه  وعاش بين جنباته.

وهكذا النبلاء في كل زمان ومكان، مسيرة العظماء والنبلاء أمثال مولانا الزاهد الشيخ اسماعيل صادق العدوي يجب أن تدرس لطلابنا في الأزهر الشريف ويجب ان يعرفها ويقف عليها كل العاملين في حقل الدعوة.

فالراحل الكريم كان مدرسه وعنوانا للداعيه العامل النقي الطاهر وستظل سيرته نبراسا للباحثين عن طريق الاستقامة والعبور الي بر الأمان .

في خطبته التي أعقبت حادث الزلزال الذي ضرب مصر وكانت نتائجه وخيمه صعد الراحل الكريم منبر الأزهر ليجاهر بصوته وكانت كلماته التي كانت بلسما لكل الجراحات قال مولانا إن مصر علي مر الزمان كانت وستظل الملاذ والملجأ للحياري وهي من وقفت الي جانب العرب والمسلمين في كل زمان ومكان وفي عام الرماده عندنا هلك الضرع وجفت الأرض أرسل امير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى واليه في مصر سيدنا عمروبن العاص، واغوثاه واغوثاه فبعت له برساله عاجله السلام عليكم ورحمه الله وبركاته من والي مصر الي أمير المؤمنين سمعا وطاعه سوف ابعث لك بقافله أولها عندك واخرها عندي.

وهكذا يكون رجل الدعوه في قلب الحدث ملهما وجابرا ومستنهضا لمشاعر الناس والأخذ بايديهم الي بر الأمان .

الشيخ / سعد الفقي

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى