تطهير عرقي ضد الـ تيجراي: آبي أحمد يعتقل النساء والاطفال من المنازل

شنت الحكومة الإثيوبية حملة اعتقال واسعة النطاق ضد الأشخاص من عرقية التيغراي، على الرغم من أن كثيرا منهم لا يرتبطون مع المتمردين بأي صلة، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وأفادت الصحيفة الأميركية أن السلطات الإثيوبية تعتقل التيغراي في المنازل والشوارع وحتى أماكن عملهم، بما في ذلك البنوك والمدارس ومراكز التسوق، حيث تم اقتيادهم إلى سجون مزدحمة. وقالت الصحيفة نقلا عن شهادات حية لأقارب هؤلاء المعتقلين وحقوقيين إن الحملة لم تقتصر على اعتقال الشباب، بل شملت كذلك كبار السن والأمهات بأطفالهن.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشرطة تتعرف على أفراد عرقية التيغراي بناء على عدة إشارات منها ألقابهم، والتفاصيل المدرجة في بطاقات الهوية ورخص القيادة، وحتى اللهجة.

وجاءت هذه الاعتقالات المبنية على دوافع عرقية وسط ارتفاع خطاب الكراهية عبر الإنترنت، مما يزيد من خطر اندلاع حرب أهلية في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، وفقا للصحيفة.

في مطلع نوفمبر، حذفت منصة فيسبوك منشورا لأبي أحمد حث فيه الشعب الإثيوبي على “قتل ودفن” مقاتلي قوات تيغراي. وقالت المتحدثة باسم “ميتا” الشركة الأم لفيسبوك، إميلي كاين، لوكالة أسوشيتيد برس، إن منشور رئيس الوزراء الإثيوبي ينتهك سياسات المنصة ويحرض على العنف.

وكانت الحكومة الإثيوبية فرضت حالة الطوارئ في البلاد وسط تهديدات من جبهة تحرير تيغراي الشعبية بالتقدم نحو أديس أبابا عقب سيطرتهم على بلدتين استراتيجيتين قريبتين من العاصمة.

وبدأ النزاع في إثيوبيا، عندما شن رئيس الوزراء، أبي أحمد، حربا ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الإقليم الواقع أقصى شمال البلاد خلال نوفمبر من العام 2020.

وتسببت الحرب بين القوات الفدرالية الإثيوبية وحلفائها ومقاتلي المتمردين من إقليم تيغراي في مقتل آلاف الأشخاص، فيما يعيش ما لا يقل عن 400 ألف شخص في ظروف شبيهة بالمجاعة. واتسم القتال بالوحشية من جانب الطرفين، إذ اتهتمت منظمة العفو الدولية في وقت سابق من الشهر الجاري، متمردين إقليم تيغراي باغتصاب نساء والاعتداء عليهن بالضرب في إقليم أمهرة المجاور، خلال شهر أغسطس الماضي.

كان التيغراي يسيطرون على الحكومة والجيش لعقود حتى وصول أبي أحمد للسلطة العام 2018 الذي همّش قادة هذه العرقية التي تشكل 6.1 بالمئة من سكان البلاد.

في هذا السياق، قالت مديرة مكتب القرن الافريقي في “هيومن رايتس ووتش”، لاتيتيا بدر، إن “حالة الطوارئ تضفي الشرعية على الممارسات غير القانونية وتخلق جوا من الخوف الحقيقي”.

ويقول العديد من سكان تيغراي إنهم يخشون مغادرة منازلهم في هذه الفترة، ووصف الباحث في منظمة العفو الدولية في إثيوبيا وإريتريا، فيسيها تيكلي، الظروف بأنها “مروعة” وقال إنها تخاطر بدفع البلاد إلى “شفا كارثة في حقوق الإنسان”.

وطبقا لثلاث شهود تحدثت معهم صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن العديد من المعتقلين يُحتجزون في زنازين خرسانية مكتظة، بلا حمامات ولا طعام، في حين يصفهم حراسهم بـ “الإرهابيين”.

وأوضحت الصحيفة أن بعض المحتجزين يستخدمون الزجاجات البلاستيكية للتبول، فيما يشارك بعض الذين حالفهم الحظ بالحصول على طعام من أفراد العائلة وجباتهم مع بقية الأشخاص.

وقال بعض سكان تيغراي في أديس أبابا وخارجها – تحدثوا للصحيفة دون أن يكشفوا عن هوياتهم خشية الانتقام – إنهم يقيمون مع أصدقاء من غير التيغرايين لتجنب الاعتقال. وكشف آخرون انهم توقفوا عن التحدث باللغة التغرينية في الأماكن العامة وحذفوا أي موسيقى أو وثائق على هواتفهم المحمولة يمكن أن تكشف عرقهم.

في أديس أبابا، طالب ضباط الأمن ملاك العقارات بالتعرف على المستأجرين من عرقية التيغراي، بينما قال معلم إن 4 من زملائه في إحدى المدارس الثانوية اعتقلوا أثناء تناولهم الغذاء بعد أن طُلبوا بالاسم من قبل ضباط الشرطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى