من هو الفنان الكبير الذي شرب الويسكي بحذاء ميمي شكيب؟ 

لم تكن حياتها هادئة مستقرة، تخللتها المآسي والظروف القاسية التي مرت بها من تورط في قضية «الرقيق الأبيض»، التي شغلت الرأي العام خلال عام 1974.

هي واحدة من الفنانات التي قدمت أدوار الشر بطريقة مختلفة في السينما.. شاركت في بطولة العديد من الأفلام التي تصدرت قائمة أفضل 100 فيلم.

على الرغم من النجومية التي عاشتها في مقتبل عمرها الفني فإن قضية “الرقيق الأبيض” كتبت لها النهاية المأساوية.. إنها الفنانة ميمي شكيب.

ولدت الفنانة ميمي شكيب في القاهرة في مثل هذا اليوم من عام 1913، وبدأت مشوارها الفني في عام 1934 بعد أن تتلمذت على يد نجيب الريحاني، وعملت بفرقته حيث شاركت في العديد من مسرحيات الفرقة وكان من أشهرها مسرحية الدلوعة، التي مهدت اقتحام المجال السينمائي عام 1934م من خلال دور صغير في فيلم “ابن الشعب”، حتى بعدت عن المسرح لانشغالها بالسينما.

لم تكن شكيب تعرف حرفَا واحدًا في اللغة العربية، ومع أن والدتها كانت تتحدث سبع لغات كاملة، لكن اللغة العربية لم تكن من بين هذه السبع لغات.

وفي سن الثالثة عشرة رجعت ميمي شكيب للبيت فوجدت أن هناك زغاريد وشربات يوزع على معازيم ووجدت رجلًا أفنديًا وشيخًا وقالوا لها ألف مبروك.. اليوم عقد قرانك.

كان زوج ميمي شكيب في الخامسة والثلاثين، ولم تدر ماذا تفعل فرضخت وتزوجت، ومضت ثلاثة شهور، كان زوجها يعاملها كطفلة وهي سجينة في بيتها، وكانت بينهما هوة سحيقة تفصل بينهما في التفكير والتصرفات وغيرها، فتركها زوجها فجأة واختفي وعلمت بعد ذلك أنه تزوج بأخرى، وفي بطنها يتكون ابنهما.

وأصبحت شكيب وحيدة فراحت تقرأ الروايات الفرنسية وعرفت من الروايات ما معنى المسرح وعرفت أن هناك سينما وأن هناك فنا يدعى التمثيل.

في يوم من أيام عام 1932 قررت شكيب ان تعمل بالتمثيل، وساعدها على هذا القرار معرفتها لعمر وصفي والذي قال عنها أنها تصلح للتمثيل، وكونت شكيب فرقة تمثيلية عمل فيها معها زكي رستم وأحمد علام وراحت تقدم روايات الدراما.

كانت أول رواية تمثلها شكيب هي رواية”الممثلة فيوليت” وكانت باللغة العربية الفصحى، ونجحت شكيب في أن تقوم بدورها خير قيام.

وفي عام 1935 دعيت شكيب للعمل في الفرقة القومية، ولكنها اختنقت بسبب أنها تملك فرقة كاملة فكيف تتركها لتعمل في الفرقة القومية، فتركت الفرقة وعادت مرة أخرى لفرقتها، لتبدأ بعدها سلسلة من النجاحات والشهرة.

تكمل ميمي في حوارها لمجلة الشبكة: “كان هناك محمد باشا والذي كان يراسلني من باريس، استدرجتني عباراته للرد عليه مع أنني لا أكتب الخطابات أبدًا، وحدث أنني وقعت له الخطاب باسم”ميمي” بدلًا من أمينة، كان أول خطاب أرسله إلى رجل في حياتي، وكان اسمي الفني بعد ذلك والذي عرفت به ميمي شكيب.

وتضيف: “قررت عمل صالون ثقافي يجمع الباشاوات كلهم، وبالفعل أخذت شقة بشارع الشريفين فانتقلنا إليها ووسعت رقعة الصالون ليحتل غرفة الطعام، وتدفق الباشاوات بكرم ووقار، ودلالة الكرم كان كل من يأتي يسبقه صندوق ويسكي، وكانت المناقشات تحتدم حول الأمور السياسية، وإمعانا في التضليل كانوا يقومون بركن سياراتهم بعيدًا عن بيتي بشارعين حتى لا ينتبه الصحفيون”.

تواصل ميمي: “كانت جلساتهم توفر لي لعب القمار الذي أحبه، وجاء محمد باشا من باريس، والتقينا عند أبلة “نونا”، وكان الحنين يستبد به فيشرب الويسكي في حذائي، وسألني: “هل يمكن أن أنضم إلى صالونكم؟”، فقلت بعفوية وبدون تفكير: “طبعًا لأ”، فقال ولماذا؟، فقلت: “لأنك لست قدرهم”، فحدق في وجهي يختبر إن كنت أمزح أو أعني ما أقول، فانسحب بدون أن يقول كلمة، انسحب وهو يحمل معه جرح كرامته، وعاتبتني أبلة نونا بقسوة، فقلت لها إن الذي أعنيه أنه ليس قدرهم في السن فكلهم كبار، فقالت لي: “ولماذا لم تشرحي له هذا؟”، فقلت: “لأنه لم يطلب شرحًا”، وبمكابرة من تأخذها العزة قلت: “ثم من يظن نفسه لكي ينصرف دون كلمة؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى