الترعة التي انجبت شارعي الجلاء ورمسيس

 

مسار ترعة الاسماعيلية المردوم على امتداد شارع رمسيس ويبدو شريط قطار المرج (مترو الأنفاق حاليا)
عادل سيف

غاص في أعماقها: عادل سيف

لم يأت شريط المباني الفاصل بين شارعي الجلاء ورمسيس ابتداء من الكورنيش وحتى ميدان رمسيس بالقاهرة والذي تتميز اغلب المباني المقامة عليه بأنها لمصالح عامة وحيوية نتيجة لتخطيط مسبق لإنشائه ضمن مكونات القاهرة الخديوية، بل جاء نتيجة مصادفة لم تكن محسوبة وينعكس هذا أيضا على امتداد له غير محسوس لغياب المباني فيه وهو الشريط الموازي لشارع رمسيس بداية من الميدان وحتى غمرة وكان مسارا لمترو مصر الجديدة قبل ازالته مؤخرا يقع ما بين الشارع ومسار مترو الانفاق حاليا.

ترتبط بدايات تاريخ هذا الشريط بأعمال حفر قناة السويس وتقريبا الى عام 1864 حين أصدر الخديوي إسماعيل قرارا بحفر ترعة لإيصال مياه النيل العذبة الى منطقة اعمال حفر القناة، وبالفعل تم اختيار مدخلها على النيل وتحديدا تحت المسار الحالي لكوبري 6 أكتوبر امام فندق هيلتون رمسيس، ولتكون مجاورة لترعة صغيرة حفرت أيام محمد على باشا سميت بالترعة البولاقية لري الزراعات في حي شبرا وكان مدخلها على النيل (على نفس مدخل شارع الجلاء حاليا ما بين الكوبري والفندق).

وظلت هذه الترعة التي سميت بالترعة الإسماعيلية تعمل حتى حوالي بدايات القرن العشرين ليتم ردمها بعد ان رؤي تحويل مدخلها على النيل الى شمال شبرا، ليوفر مسارها بعد ردمه شريطا من الأرض يفصل ما بين شارعي الجلاء ورمسيس الحاليين، كما ساهم ردم الترعة البولاقية أيضا في نفس الفترة في ان يأخذ شارع الجلاء شكله الحالي.

ويتكون الشريط المتوفر من ردم ترعة الإسماعيلية من عدة تكتلات للمباني اغلبها بها بنايات تتميز بأنها مصالح عامة تفصل بينها شوارع قصيرة تسمح بالمرور ما بين الجلاء ورمسيس، وتقع الكتلة الاولي تحت كوبري 6 اكتوبر في الجزء الممتد من الكورنيش حتى تفريعتيه على شارعي الجلاء ورمسيس، وهي الان محطة اتوبيسات عبد المنعم رياض، وكان مكان هذه الكتلة في السابق الكاتدرائية الإنجليزية وادارة مرور القاهرة وشرطة مرافق القاهرة.

تتبعها كتلة مباني كانت في السابق خاصة بمصلحة المجاري ومحطة ضغط الهواء في شبكة مجاري القاهرة ولم يتبق منها الا جانب من حائطها الأحمر المطل على شارع رمسيس وتستغل ارضها كموقف للسيارات حالي.

تليها كتلة يفصل بينهما شارع جمعية الشبان المسلمين، وتضم مباني جمعية الشبان المسلمين، ومصلحة الكيميًاء وجمعية الحشرات، وجمعية الاقتصاد السياسي والاحصاء، ويشاركها في الجانب المطل على الجلاء كنيسة سانت اندرو الإسكتلندية.

وتبدأ الكتلة الثالثة ويفصلها عن سابقتها شارع 26 يوليو وتضم مباني جمعية الأسعاف والكنيسة الانجيلية معهد الموسيقى الشرقية، تأتي بعدها كتلة يفصلها عن سابقتها شارع الفنان عبد الحليم حافظ وتضم مباني السنترال ووزارة الموصلات ونقابة المهندسين ونقابة التجاريين وكلهم يطلون على شارع رمسيس وفي ظهرهم المطل على شارع الجلاء توجد هيئة التأمين الصحي وعيادات ناصر، وتتبعها كتلة بعد ان يفصل بينهما شارع عرابي المؤدي الى نفق شبرا وتضم طلمبات مياه السطوح التابعة للمجاري ثم جمعية الهلال الأحمر ومحطة بنزين التعاون وهي مكان سجن الأجانب في السابق.

اما الكتلة التي تنتهي بميدان رمسيس فيفصلها عن سابقتها شارع التعاون، وتتميز هذه الكتلة بأنها الوحيدة دون غيرها بأنها سكنية وأشهر مساكنها عمارة ايفرست المطلة على الميدان، واضافة للمساكن تتضمن ايضا مبنى مرفق مياه القاهرة وكانت هذه الكتلة ثكنات خاصة بالجيش الإنجليزي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى