عام على الصراع في تيغراي.. المعارك تشتد و”القمع” يجتاح العاصمة
تشهد إثيوبيا ذكرى مرور عام على الحرب المستمرة ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، في وقت تتجاهل فيه الحكومة دعوات دول أفريقية وغربية إلى وقف إطلاق النار، قائلة إن مجندين جددا يلبون النداء للقتال في صفوفها.
واتهمت الحكومة قوات تيغراي بالمبالغة في تصوير مكاسبهم على الأرض، بعدما أعلن المتحدث باسم الجبهة، غيتاشيو رضا، التواجد في بلدة كيميسي بولاية أمهرةـ على بعد 325 كيلومترا من العاصمة.
ورغم ذلك، أفاد فاسيكا فانتا، المتحدث باسم الشرطة، الخميس، باعتقال الكثيرين في أديس ابابا منذ أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ، الثلاثاء الماضي.
وقال سكان لرويترز، الأربعاء الماضي، إن أفرادا ينتمون لعرق التيغراي اعتقلوا، لكن فانتا قال إن الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي.
وأضاف “نعتقل فقط من يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الجماعة الإرهابية … ويشمل ذلك الدعم المعنوي والمادي والدعائي”.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن الشرطة تقوم بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل، واعتقالات التعسفية، بينما ترتعد العائلات في منازلها وتخشى طرقة على الباب.
وقد انتشرت موجة من الخوف في العاصمة الإثيوبية، مع تسريع السلطات حملتها ضد أفرادا ينتمون لعرق التيغراي، متهمة إياهم بالتعاطف مع قوات الإقليم في شمال البلاد والتي قالت إنها تقدمت صوب العاصمة أديس أبابا هذا الأسبوع.
وتثير هذه “الإجراءات التي تستهدف عرق التيغراي مخاوف من أن المشهد قابل لمزيد من انفجارات عنف بدوافع عرقية”، حسبما تقول نيويورك تايمز.
وبدأ الصراع قبل عام عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع بشمال البلاد. وردا على ذلك أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد مزيدا من القوات للمنطقة.
وهيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا نحو 30 عاما، لكنها فقدت نفوذها عندما تولى أبي السلطة في 2018، بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت سنوات.
واتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أبي بعد ذلك بأنه يحكم البلاد مركزيا على حساب الأقاليم الإثيوبية. وينفي أبي الاتهام.
وقال هايلو، وهو من عرق التيغراي اعتُقل هذا العام خلال موجة اعتقالات سابقة، لنيويورك تايمز عبر الهاتف: “الوضع شديد للغاية ومخيف حقا”. ولم يذكر اسمه الكامل لتجنب استهدافه.
وصباح الخميس، بدت الشوارع والمتاجر في أديس ابابا، المدينة التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة، مزدحمة كالمعتاد، لكن بعض السكان قالوا إن هناك شعورا بعدم الارتياح.
وقال رجل طلب عدم نشر اسمه لرويترز: “هناك شائعات عن تقدم المتمردين. الناس يتناقشون بشأن الصراع، أغلب الناس يحملون الحكومة مسؤولية ما حدث”.
وقد وصل المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات وقف إطلاق النار. في ظل مؤشرات قليلة على نجاحه، بحسب نيويورك تايمز.
وبعد أن هددت قوات تيغراي بالزحف على أديس أبابا، أعلنت حكومة أبي أحمد حالة الطوارئ التي منحته “سلطات شديدة القسوة. وقد تحدث بلغة تحريضية لدرجة أن فيسبوك حذفت إحدى منشوراته الخميس”.
وبعد ساعات، أصدرت الحكومة الإثيوبية منشورا جديدا يحتوي على إشارات صارخة مماثلة، على فيسبوك أيضا. وقال البيان إن “الجرذ الذي يبتعد عن جحره أصبح يقترب من الموت”، في إشارة إلى زعماء تيغرايين وأنصارهم.
كان يُنظر إلى أبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، على أنه قائد شاب لامع وواعد. لكن نيويورك تايمز تقول إن “مستقبله أصبح موضع شك”.
وتقول الصحيفة إن القادة الأفارقة الذين كانوا مترددين سابقا في التورط في الصراع الإثيوبي، أعربوا الآن عن قلقلهم علانية من احتمال حدوث انهيار شامل في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.
فقد أعلن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني عقد اجتماع لدول تكتل شرق أفريقيا، في 16 نوفمبر، لبحث الصراع.
وأصدر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بيانا، الأربعاء، قال فيه: “القتال يجب أن يتوقف”، داعيا الأطراف المتحاربة إلى “إلقاء السلاح ووقف القتال وإجراء محادثات وإيجاد سبيل لسلام دائم”.