يمنحك ليلة مثالية .. ماذا تعرف عن الهرمون الساحر ؟
يعد النوم ضروريا للحفاظ على صحتنا، فالحرمان من رصيد النوم العميق مشكلة يعاني منها الكثيرون بدرجات متفاوتة، لكن يبدو أن هرمون الميلاتونين هو الصديق المخلص الذي ينتجه الجسم بصورة طبيعية لتنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
في السنوات الأخيرة، باتت النسخة المعملية من الميلاتونين متوفرة كمكملات لا تستلزم وصفة طبية، ويستخدمها بعض الأشخاص للمساعدة في التغلب على مشكلات النوم في الرحلات الجوية الطويلة والأرق المتكرر.
ولكن كيف يعمل الميلاتونين؟ وهل تناوله كل ليلة آمن؟ وهل بالضرورة يؤدي تناوله لمرة واحدة إلى الخلود إلى النوم؟
كيف يعمل الميلاتونين؟
يُفرز الميلاتونين الطبيعي في الغالب في الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ. في حين يمنع التعرض للضوء إنتاج هرمون الميلاتونين، لكن الظلام يحفز إفرازه.
في الظروف الطبيعية، تبدأ مستويات الميلاتونين بالمخ في الزيادة عند الغروب وحين يحل الظلام، لتصل معدلاته إلى مستويات الذروة في منتصف الليل، ويبدأ في التناقص مع اقتراب الفجر.
يمنع عمل الميلاتونين الإشارات في دماغك التي تعزز اليقظة، ويساعد ذلك على تشجيع النوم بجعلك تشعر بالتعب أو النعاس مع اقتراب موعد النوم.
وبسبب تأثيرات الميلاتونين المعززة للنوم، تستخدم مكملات الميلاتونين لعلاج مجموعة متنوعة من مشاكل النوم، يمكن أن تشمل:
– الأرق.
– اختلاف التوقيت.
– اضطراب النوم أثناء العمل.
– الاستيقاظ المتأخر.
– متلازمة مرحلة النوم المتأخر (Delayed sleep phase syndrome).
– مشاكل النوم عند الأطفال المصابين بالتوحد أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط “إيه دي أتش دي” (ADHD).
جرعة مكمل الميلاتونين
يأتي الميلاتونين في عدد من الأشكال (سوائل، علكة، مضغ هلامي (جيلي)، كبسولات، أقراص) كلها بجرعات مختلفة. ونظرًا لعدم وجود إرشادات محددة حول جرعات الميلاتونين للأطفال، فقد يكون الأمر محيرًا.
تعتمد جرعة وتوقيت الميلاتونين على سبب وكيفية التخطيط لاستخدامه، يمكن البدء بأقل جرعة. يستجيب العديد من الأطفال لجرعة منخفضة (0.5 ملغ أو 1 ملغ) عند تناولهم قبل النوم بـ30 إلى 90 دقيقة. معظم الأطفال الذين يستفيدون من الميلاتونين -حتى أولئك الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه- لا يحتاجون إلى أكثر من 3 إلى 6 ملغ من الميلاتونين.
ولكن لا يجب أن يكون الميلاتونين بديلا عن روتين جيد لوقت النوم.
وبينما أظهرت الدراسات أن الاستخدام قصير المدى آمن نسبيًا، لا يُعرف الكثير عن الاستخدامات الطويلة للميلاتونين. على سبيل المثال، هناك مخاوف بشأن كيفية تأثيره على نمو الطفل وتطوره، خاصة أثناء فترة البلوغ.
وجدت الدراسات أيضًا أن النعاس الصباحي والنعاس وزيادة التبول في الليل هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي تحدث أثناء تناول الميلاتونين. علاوة على ذلك، قد يتفاعل الميلاتونين مع الأدوية الأخرى التي يتم تناولها.
بينما لدى البالغين، تتراوح الجرعة القياسية المستخدمة في الدراسات بين 1 و 10 ملغ، وعلى الرغم من عدم وجود جرعة مثالية “أفضل” حاليًا، فإنه يعتقد أن الجرعات في نطاق 30 ملغ قد تكون ضارة.
وبشكل عام، من الأفضل أن تبدأ منخفضًا وتتقدم ببطء وحذر إذا رأيت نتائج مشجعة. تحدث مع الطبيب إذا استمرت مشاكل نومك.