“منجم ذهب”.. اكتشاف يبشر بمحاصيل “تقاوم الجفاف”
توصلت دراسة أجراها باحثون على النباتات في صحراء أتاكاما في تشيلي إلى نتائج يمكن أن تساعد في المستقبل على إنتاج محاصيل مقاومة للجفاف مع تفاقم ظاهرة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتعتبر صحراء أتاكاما في أمريكا الجنوبية من أكثر الأماكن جفافا على وجه الأرض، وتشهد تغيرات دراماتيكية في درجات الحرارة بين الليل والنهار، وتتعرض لمستويات عالية من أشعة الشمس، ومع ذلك فهي مليئة بالحياة النباتية التي تأقلمت في ظل هذه الظروف.
وجاء في الدراسة المنشورة على موقع “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”: “توفر صحراء أتاكاما فرصة فريدة لاستكشاف تكيفات النباتات مع الظروف البيئية القاسية”.
وخلال 10 سنوات من البحث في هذه الصحراء، فحص العلماء الجينات في الأنواع النباتية السائدة وميكروبات التربة، وتمكنوا في النهاية من تحديد 265 جينا تلعب دورا كبيرا في عملية التكيف في هذه البيئات القاسية، وفق “ذا ديلي بيست”.
وترتبط بعض هذه الجينات بالقدرة على بقاء النباتات على قيد الحياة بكميات مياه قليلة، وتنظيم الكيمياء الحيوية للتعامل مع نقص المغذيات في التربة، وزيادة تحمل الإشعاع.
وتشير الدراسة إلى أن العلماء لاحظوا زيادة في البكتيريا التي تعزز نمو النبات بالقرب من جذورها “والاختيار الإيجابي للجينات المرتبطة بالعمليات المفيدة لبقاء هذه النباتات حية”.
وأشارت المؤلفة المشاركة في الدراسة، غلوريا كوروزي، من جامعة نيويورك، إلى أنها وزملاءها حددوا بعض الجينات التي تساعد في تقليل الاحتياج إلى النيتروجين، وهو ما سيساعد في القضاء على الحاجة إلى إنتاج كميات هائلة من الأسمدة الصناعية التي تفاقم مشكلة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقالت: “في عصر تغير المناخ المتسارع، من الضروري الكشف عن الأساس الجيني لتحسين إنتاج المحاصيل وقدرتها على الصمود في ظل الظروف الجافة والفقيرة للمغذيات”.
ووصف المؤلفون هذه النتائج بأنها “منجم ذهب وراثي”.
وتشير “ذا ديلي بيست” إلى تفاقم مشكلة الجفاف خلال السنوات الأخيرة، وقد أدت في الفترة من 2010 إلى 2018 إلى خسارة حوالي 116.7 مليار دولار من المحاصيل والثروة الحيوانية في الدول النامية.
ووجدت دراسة حديثة أن الجفاف يهدد عدة دول بأميركا الجنوبية، ويؤثر على حياة الناس وعلى اقتصاد هذه الدول، ويعود ذلك لعدة أسباب مثل التغير المناخي و”إزالة الغابات” في الأمازون.
ويقول علماء إن هناك أدلة على أن إزالة الغابات في الأمازون يغير أنماط الطقس، إذ تزداد الحرارة بموسم الجفاف، وتنخفض مستويات الأمطار عن المعدل الطبيعي في موسمها.