ومازلت أتعلم ؟.. بقلم فضيلة الشيخ: سعد الفقي
لست من هواه تناسي الذكريات بحلوها ومرها بقسوتها ونضارتها ومن فات قديمه تاه، هكذا علمونا وهي حقيقيه فمن عبق الماضي ودهاليزه يتعلم الانسان ويتدارك الخطأ والنسيان في كل مكان كتب علي الجبين زيارته له في نفسي مكانه وفي قلبي منزله.
من أفضل هذه الأماكن مدينة دسوق ومعلمها الكبير الممثل في مسجد وضريح القطب الكبير سيدي ابراهيم الدسوقي عالم الشريعة والحقيقة وصاحب الطريقة التي انتشر خبرها الي كل البقاع في الداخل والخارج.
فالثابت المعتمد انه كان عالما عاملا ومجاهدا، وكانت المرة الأولي التي زرت فيها مدينة دسوق في صدر التسعينيات وكنا في شهر رمضان المبارك وكنت علي موعد مع الراحل الكريم المهندس زين الدين السماك يومها التقينا وتبادلنا الحديث في ليلة رمضانية علي النيل فرع رشيد وقد زرت القطب الكبير وأديت صلاه العصر جماعة قبل الذهاب لتناول وجبة الأفطار وحضور الليلة الرمضانية.
مرت الأيام والسنون حتي حملتني قدماي للعمل في محافظه كفر الشيخ وكيلا لوزارة الأوقاف وبالتالي الذهاب بصفه منتظمة الي المسجد الرئيس والكبير في المدينه وتكررت الزيارات عملا وترويضا وحبا تعارفت علي الكثيرين من رواد المسجد من شتي البقاع وارتبطت روحانيا بالمكان فيه أجد الراحة والطمأنينة والسكينة. ومع أن جائحة كورونا كانت حائلا ومازالت أمام اقامة الأحتفالية بمولد القطب الكبير، إلا أن تهافت الروح وانشغالها كانا دافعا للذهاب ولقاء المحبين والأصدقاء، زيارات غير منتظمة ولقاءات عفوية أفضل بكثير من مواعيد قد تحول الظروف دون اتمامها .
وفي كل مرة اعاود التساؤل كيف حال فلان فتأتي الاجابة هو بخير وماذا عن فلان فيقال لقد رحل الي جوار ربه، وهكذا تسمع مايرضيك ومالا يرضيك.
اليوم كانت الليلة الختامية ذهبت قاطعا المسافات الا انه كان يوما جميلا ومؤنسا ويكفي أن الانسان استعاد بذاكرته أمور كثيره منها ما هو مؤلم وأخر كان سعيدا وفي كلتا الحالتين نتعلم الدروس والعبر ونتعلم ومايزال الانسان يتلقي تعليمه حتي الممات.