قمة جلاسكو للمناخ.. العالم يأمل في “نقطة تحول”
بعد عام من تأجيله بسبب “كورونا”، تجري أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للمناخ، في جلاسكو باسكتلندا، نهاية أكتوبر الجاري.
وتستضيف المملكة المتحدة تحت رئاسة وزير الأعمال السابق ألوك شارما وبالشراكة مع إيطاليا قمة المناخ “كوب ٢٦”، وهي أكبر تجمع لقادة العالم على الأراضي البريطانية، لمدة ١٢ يوما بداية من الأحد 31 أكتوبر تشرين أول إلى الجمعة 12 نوفمبر تشرين ثاني المقبل.
ومن المقرر مشاركة ممثلي 197 دولة من الموقعين على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في قمة جلاسكو، إلى جانب عشرات الآلاف من المفاوضين والمسؤولين الحكوميين والشركات والنشطاء.
ويأمل المشاركون في رؤية خطة شاملة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس لعام 2016 وتجنب كارثة المناخ العالمية التي يواجهها كوكب الأرض.
النظام الدولي لحماية المناخ
ووقعت ١٥٤ دولة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في قمة الأرض في يونيو حزيران 1992 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، بهدف كبح “التدخل البشري الخطير في نظام المناخ”.
وكانت الاتفاقية ترمي لتحقيق أهدافها في المقام الأول، عن طريق تثبيت تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والتي يؤدي تشتتها دون رادع إلى تسخين عالمي.
ودعت هذه الاتفاقية الإطارية، إلى التعاون المستمر في مجال البحث العلمي وتنظيم الاجتماعات المنتظمة والمفاوضات بين حكومات العالم لضمان عدم تضرر النظم الإيكولوجية الهشة بشكل لا داعي له من جراء تغير المناخ، وبقاء الإمدادات الغذائية العالمية دون عوائق، والسماح للتنمية الاقتصادية بالمضي قدمًا على نحو مستدام.
وبعد ذلك، كانت أول اتفاقية مهمة بين الأطراف في المعاهدة الإطارية، هي بروتوكول كيوتو الذي تم توقيعه في المدينة اليابانية في ديسمبر كانون أول 1997.
ووضع البروتوكول أهدافًا صارمة لخفض انبعاثات ستة غازات في 37 دولة صناعية والاتحاد الأوروبي، دون مشاركة الولايات المتحدة ودول صناعية أخرى مثل الصين.
بروتوكول كيوتو
وبعد تصديق روسيا وكندا، دخل بروتوكول كيوتو، حيز التنفيذ في فبراير شباط 2005، يهدف تقليل الانبعاثات الضارة في البلدان المشاركة بنسبة خمسة في المائة مقارنة بمستويات عام 1990، في المرحلة الأولى (2008-٢٠١٢)، وبنسبة 18 % في المرحلة الثانية (بين 2013-٢٠٢٠).
ورغم أن أحداث مثل انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 والأزمة المالية العالمية في 2008 كان يمكن أن تساعد في خفض معدلات التلوث الصناعي، خلص تقرير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة الذي نُشر في نهاية المرحلة الأولى عام 2012 أن انبعاثات الغازات ازدهرت بنسبة 32 في المائة بين عامي 1990 و2010، مما أكد مرة أخرى على صعوبة المهمة والحاجة إلى مبادلة الوقود الأحفوري بمزيد من مصادر الطاقة المتجددة قبل أن يصبح الضرر غير قابل للإصلاح.
ثم جاءت اتفاقية باريس الأكثر اتساعا وشمولا، والموقعة في أبريل نيسان ٢٠١٦، لتخلف بروتوكول كيوتو.
وخرجت الاتفاقية للنور لتطبق على جميع الموقعين البالغ عددهم 195 وليس فقط الدول الأكثر تقدمًا، مما يُلزم الجميع بالقيام بدورهم في الحفاظ على خفض درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
وكانت اتفاقية باريس أول اتفاقية تضم الولايات المتحدة، لكن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، انسحب من الاتفاقية، قبل أن يعود الديمقراطيون للبيت الأبيض عبر جو بايدن العام الماضي، وتعود واشنطن بسرعة إلى الاتفاقية.
قمة جلاسكو
تسعى قمة الأمم المتحدة للمناخ في جلاسكو، إلى ترسيخ الالتزامات التي تعهد بها الأطراف في اتفاقية باريس، وأهمها الوصول إلى صافي صفري لانبعاثات الغاز، وخفض درجة حرارة الأرض، وضمان جمع ما لا يقل عن 100 مليار دولار لتمويل مسار حماية المناخ كل عام؛ والاتفاق على الشروط التي يمكن للعالم أن يعمل بموجبها معًا لمعالجة الأزمة.
وذكر موقع “كوب ٢٦”، “العواصف والفيضانات وحرائق الغابات تتفاقم في جميع أنحاء العالم”، مشددًا على الحاجة الملحة للتحرك.
ويضيف الموقع “يؤثر تلوث الهواء للأسف على صحة عشرات الملايين من الناس ، كما يتسبب الطقس غير المتوقع في أضرار لا توصف بالمنازل وسبل العيش أيضًا”.
ويتابع “أن التقدم في معالجة قضية المناخ ومكافحة التغير المناخي، يؤدي إلى هواء أنظف، وخلق وظائف جيدة، واستعادة الطبيعة وفي نفس الوقت إطلاق العنان للنمو الاقتصادي.
لكن الموقع قال أيضا “على الرغم من الفرص، فإننا لا نتصرف بالسرعة الكافية. وللسيطرة على هذه الأزمة، تحتاج الدول إلى توحيد قواها بشكل عاجل”.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشهر الماضي، على أهمية القمة القادمة، وقال: “جلاسكو نقطة تحول بالنسبة للعالم. إنها اللحظة التي يجب أن نكبر فيها ونتحمل مسؤولياتنا”.
وتابع “هناك تغييرات سنضطر إلى إجرائها ولكن يجب أن يكون الناس متفائلين”.