فنان مصري نجا من الإعدام ومعتمرون طردوه من روضة الرسول

فنان كوميدى تراجيدى مخضرم، ورغم شكله الوقور إلا أنه شارك في أدوار أخذت عليه وهاجمه النقاد بسببها حتى أنه عندما أدى العمرة الفنان حسن عابدين استكثر بعض المعتمرين دخوله روضة الرسول وقاموا بطرده منها مما أصابه بالاكتئاب وقرر الاعتزال ثم عاد فى رأيه.

ولد في مثل هذا اليوم عام 1931 الفنان حسن عابدين ببنى سويف ونظرا لعشقه للفن لم يستكمل تعليمه وبدأ حياته وهو في الثامنة عشرة من عمره متطوعا في الجيش أثناء حرب فلسطين عام 1948 مع صديق طفولته وشبابه الذى امتهن التمثيل فيما بعد إبراهيم الشامى، ووقع في الأسر من جانب العدو وحكمت عليه السلطات الإسرائيلية بالاعدام لولا تدخل البعض حتى أفرج عنه.
انضم حسن عابدين للتمثيل في بداية ثورة يوليو إلى المسرح العسكرى ثم فرقة يوسف وهبى فقدم خلالها العديد من الأدوار، ثم انضم إلى فرقته بمسرح التليفزيون، فبدأ مع التليفزيون قبل السينما.

حسن عابدين وسعاد حسنى فى مسلسل هى وهو

لعب حسن عابدين أدوار الأب الحنون والموظف المطحون بسبب أفكاره وقيمه الأخلاقية فجمع بين الكوميديا والتراجيديا، وتميز بالصدق في الأداء.

بدأ الاتجاه إلى التمثيل بالمسرح في أدوار تحمل إسقاطات سياسية في مسرحية “ثمن الحرية” التي كتبها الرئيس جمال عبد الناصر في دور قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت، ومسرحيات الطفل المعجزة، نادى العباقرة، ملك يبحث عن وظيفة، نرجس، على الرصيف مع الفنانة سهير البابلى، عش المجانين، الرعب اللذيذ.

أحب حسن عابدين التمثيل بالتليفزيون أكثر من السينما فقدم أروع المسلسلات التي تحمل نقد اجتماعى متعدد منها مسلسلات: أهلا بالسكان، هي وهو، فرصة العمر، العمر لحظة، انا وانت وبابا في المشمش، برج الاكابر، فيه حاجة غلط، أبنائى الأعزاء شكرا وغيرها.

في السينما قدم حسن عابدين أول أدواره في فيلم “بريء في المشنقة ” عام 1971 تبعه عشرات الأفلام منها سنة أولى حب، على من نطلق الرصاص، ريا وسكينة، العذاب فوق شفاه تبتسم، فيفا زلاطة، عنبر الموت،

حسن عابدين يرقص فى فيلم درب الهوى

إلا أن دور حسن عابدين في فيلم درب الهوى كان له تأثير سيئ عليه حتى إنه ندم على المشاركة فيه خاصة في المشاهد التي يرقص فيها ويقول “أنا عاوز واحدة تهزأنى”. رفضته الرقابة وتم حذف الكثير من مشاهده وانتهت بمشادة كبيرة بينه وبين مخرج الفيلم حسام الدين مصطفى.

مش معقول شارك في إعلان تليفزيونى عن احد المياه الغازية فكان من أوائل الفنانين المشاركين في الإعلانات، ونظرا للانتقادات التي وجهت له بسبب الإعلان اتخذ قرارا بعدم الظهور في أى إعلان، كما قدم برامج إذاعية ناجحة منها “مش معقول، عجبى” وكتبهما الكاتب الساخر يوسف عوف.

وصيته إلى الأبناء أصيب بسرطان الدم ورحل عام 1987 وهو في الثامنة والخمسين بعد أن كتب وصيته لأولاده ينصحهم فيها بتقوى الله وألا ينسوا للحظة واحدة أن الموت آت لا شك فيه، أن العمر لحظة، وأن الدنيا وما فيها من متاع لا يساوي عند الله جناح بعوضة، وأوصاهم بمداومة الصلاة وعد النواح أو فعل أى بدع في جنازته بعد رحيله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى