ديفيد أميس.. تاسع نائب بريطاني يلقى مصرعه بجريمة قتل
استدعى مقتل النائب البريطاني المحافظ “ديفيد أميس”، أمس الجمعة، تاريخ 8 نواب آخرين لقوا مصرعهم في جرائم قتل مشابهة، آخرهم النائبة العمالية “جو كوكس” قبل نحو 5 سنوات، وهو ما سلطت عليه صحيفة “الإندبندنت” الضوء في تقرير لها.
وأوردت الصحيفة البريطانية أن “ديفيد أميس”، النائب عن ساوثيند ويست، هو واحد من 9 أعضاء بالبرلمان “قتلوا بعنف” في التاريخ السياسي البريطاني، أثناء توليهم المنصب، وهو أب لـ 5 أبناء وبنات.
وقالت شرطة إسيكس إن رجلا يبلغ من العمر 25 عاما تم القبض عليه للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل “أميس”، مشيرة إلى أن الأخير تعرض للطعن حتى الموت خلال لقاء مع ناخبيه في كنيسة بلفيرس الميثودية، بمنطقة “ليه أون سي”.
وكانت “جو كوكس”، وهي أم لاثنين، قد قضت عن عمر يناهز 41 عاما، على يد يميني متطرف أطلق النار عليها وطعنها خارج المكان الذي كانت تقيم فيه لقاء مع ناخبيها في شمال يوركشاير.
وقبل حادثة “كوكس”، قتل النائب “إيان جاو” (53 عاما) عندما كان في منصبه، وذلك بعد أن فجر الجيش الجمهوري الإيرلندي سيارة مفخخة قرب منزله في ساسكس عام 1990.
ولم يكن عضو البرلمان في إيستبورن “إيان جاو”، الذي عمل سابقا كسكرتير برلماني خاص لرئيسة الوزراء “مارجريت ثاتشر”، السياسي البريطاني الوحيد الذي مات على يد الجيش الجمهوري الإيرلندي، إذ قتل النائب “أنتوني بيري” بتفجير مماثل لفندق “برايتون جراند” خلال مؤتمر حزب المحافظين عام 1984، وذلك بعد 3 سنوات من مقتل عضو البرلمان عن حزب ألستر الاتحادي “روبرت برادفورد” في بلفاست.
وفي عام 1979، اغتيل عضو البرلمان عن حزب المحافظين والسكرتير السابق لإيرلندا الشمالية “آيري نيف” على يد جيش التحرير الوطني الإيرلندي، وانفجرت سيارته عندما كان يخرج من موقف سيارات البرلمان.
وذكرت الصحيفة حوادث قتل أخرى لبرلمانيين، وأشارت إلى حادثة وحيدة، وهي قتل “سبنسر برسيفال” في مجلس العموم عام 1812، وهو رئيس الوزراء الوحيد الذي اغتيل وهو في منصبه.
وصنفت الشرطة البريطانية عملية طعن “أميس” بأنها “هجوم إرهابي”، مشيرة إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب ستتولى التحقيق في الحادث الذي خلف صدمة في البلاد.
وأشار بيان إلى أن الشرطة تعتقد أن المشتبه به تصرف بمفرده وأنها لا تبحث عن أي شخص آخر على صلة بالحادث في الوقت الحالي.
وتستمر التحقيقات في الظروف التي أدت لمقتل النائب، فيما يجري ضباط من شرطة مكافحة الإرهاب حاليا عمليات تفتيش في عنوانين مختلفين في لندن وما زالت هذه العمليات جارية.
ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”، في كلمة متلفزة، عن “الصدمة والحزن الشديد اليوم لرحيل النائب ديفيس أميس الذي قتل خلال فترة عمله النيابي في إحدى الكنائس بعد قرابة 40 عاما من الخدمة” لناخبيه وللمملكة المتحدة.
وكتبت رئيسة الوزراء السابقة عن حزب المحافظين “تيريزا ماي”، عبر “تويتر”: “يوم مأسوي لديمقراطيتنا”، بينما نكست الأعلام في البرلمان ومقر رئاسة الوزراء في داونينج ستريت.
وفي كتاب نشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أشار فيه إلى مقتل “جو كوكس”، قدر “ديفيد أميس” أن المخاوف بشأن سلامة النواب جاءت “لإفساد التقاليد البريطانية في أن يتمكن الناس من مقابلة نوابهم”.
وفي عام 2010، تعرض النائب العمالي “ستيفن تيمز” للطعن عدة مرات لكنه تعافى في النهاية من إصابات كان من يمكن أن تودي به.
وفي يناير/كانون الثاني 2000، أصيب النائب الديمقراطي الليبرالي “نايجل جونز” وقتل مساعده على يد رجل بحوزته سيف أثناء لقائه مؤيديه في شلتنهام بغرب إنجلترا.
وإزاء ذلك، أشارت “الإندبندنت” إلى إعلان المتحدثة باسم وزيرة الداخلية البريطاني “بريتي باتيل” إنها “دعت جميع قوات الشرطة إلى مراجعة الترتيبات الأمنية للنواب بأثر فوري”.
والتقت “باتيل” ممثلي الشرطة والأمن والاستخبارات، وتحدثت أيضا مع رئيس مجلس العموم “ليندساي هويل”، الذي أعلن بدوره عن مراجعة للإجراءات الأمنية المتعلقة بالبرلمانيين.
وكان العديد من النواب المنتخبين في بريطانيا قد أعلنوا عن تعرضهم لتهديدات بالقتل في سياق النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.