إيران تطلب من السعودية إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح القنصليات
طلبت إيران من المملكة العربية السعودية إعادة فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ الأمريكية عن شخصين على دراية بالمناقشات بين الرياض وطهران.
وقالت الوكالة إن العرض الإيراني يأتي كمقدمة لإنهاء الحرب في اليمن، باعتبارها نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات التي توسط فيها العراق بين الخصمين الإقليميين.
وذكرت الوكالة أنه بينما تدفع القوى العالمية لإجراء مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أجرت الجمهورية الإسلامية بهدوء أربع جولات من المناقشات بهدف تخفيف سنوات من التوتر مع المملكة العربية السعودية.
وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات السعودية الإيرانية في 21 سبتمبر / أيلول، ومن المتوقع إجراء جولة أخرى قريبا.
وبحسب بلومبيرغ، قال أحد الأشخاص واثنان آخران على اطلاع على المحادثات، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن إيران تريد اتفاقا بشأن اليمن كخطوة أولية نحو إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية، التي قطعت في عام 2016، لكن إيران أصرت على أن التطبيع يأتي أولاً.
مشكلة التفاصيل
ونقلت عن مصدرين أن إيران اقترحت إعادة فتح القنصليتين في مدينتي مشهد وجدة الإيرانية والسعودية على التوالي كدليل على حسن النية. وقال أحد الأشخاص إن المحادثات أحرزت تقدما بشكل عام لكنها تميل إلى التعثر عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل.
ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية ولا مركز الاتصالات الدولية السعودي، الذي يتعامل مع استفسارات وسائل الإعلام الدولية، على الفور على طلب للتعليق. كما لم يعلق المسؤولون في العراق، الذين كانوا يساعدون في المحادثات، على ذلك.
تأثير الانتخابات العراقية
ورأت الوكالة أن الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة ستكون لها تداعيات أبعد من بغداد، خصوصا على ملف المفاوضات السعودية الإيرانية.
ونوهت إلى أن هناك خطرا من أن عملية التفاوض سوف تتراجع إذا أسفرت الانتخابات البرلمانية هذا الأسبوع في العراق عن استبدال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي ينظر إليه على أنه وسيط موثوق به.
وقد أسفرت نتائج الانتخابات عن فوز المرشحين المدعومين من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالمرتبة الأولى في التصويت، لكن المشهد السياسي المتصدع في العراق يعني أن الأمر قد يستغرق أسابيع أو حتى شهورا من المحادثات قبل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
تصريحات إيجابية
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه في حين تعثرت المحادثات النووية التي بدأت في فيينا بين القوى العالمية وإيران منذ انتخاب رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا في يونيو حزيران، فإنه أدلى بتصريحات أكثر إيجابية حول تواصل بلاده مع المملكة العربية السعودية، قائلاً إنه حريص على إعادة فتح السفارات.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في 8 تشرين الأول (أكتوبر)، إنه تم التوصل إلى عدة اتفاقات خلال المناقشات الجارية، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود في وقت سابق من هذا الشهر إن المحادثات لا تزال في ”مرحلة استكشافية“، على الرغم من أن بلاده تأمل في أن يؤدي الحوار إلى ”حل القضايا العالقة بين البلدين“.